“ذا ناشونال ريفيو”: لم تعد الجامعة الأميركية في بيروت تستحق الدعم المالي الأميركي

“ذا ناشونال ريفيو”: لم تعد الجامعة الأميركية في بيروت تستحق الدعم المالي الأميركي
Spread the love

تزعم الكاتبة الصهيونية أن “لبرلة الشرق الأوسط هدف جدير بالسعي لتحقيقه، لكن الجامعة الأميركية في بيروت توقفت عن خدمة هذا الهدف”.

كتبت الصحافية الصهيونية تمارا بيرينس مقالة في مجلة “ذا ناشونال ريفيو” الأميركية المحافظة حرضت فيها على الجامعة الأميركية في بيروت، داعية الإدارة الأميركية إلى التوقف عن تمويل الجامعة متهمة إياها بأنها قدمت مساعدة مادية إلى حزب الله وبأنها ساحة لليسار الراديكالي.

وتنشر الكاتبة مقالاتها في صحف “ذا تايمز أوف إسرائيل” و”جيوزاليم بوست” و”إسرائيل اليوم”الإسرائيلية ومجلات يهودية وأميركية، وهي تهتم بالشؤون اليهودية والصهيونية وتهاجم حركة المقاطة العالمية لإسرائيل.

وقالت بيرينس في مقالتها “إن الأحداث الأخيرة التي نقلتها وسائل الإعلام الأميركية أظهرت أن الراديكالية اليسارية تمتد إلى جامعاتنا. ولكن هل ترعى الولايات المتحدة عن غير قصد راديكالية جامعية أكثر شراسة في الخارج؟”.

وأضافت أنه في كل عام، ترسل الولايات المتحدة ملايين الدولارات إلى الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) ، وهي مؤسسة للفنون الحرة أسسها المبشرون البروتستانت في عام 1866 ومقرها عاصمة لبنان. وأشارت إلى أن المعلق المعروف ديفيد إغناتيوس في صحيفة واشنطن بوست قد رأى أخيراً أن من مصلحة أميركا “الأخلاقية والاستراتيجية” دعم الجامعة الأميركية في بيروت. ومع ذلك، قالت الكاتبة “إن السجل المعاصر للجامعة يثير أسئلة جدية حول الحكمة في الاستمرار في تقديم مثل هذا الدعم”.

وتابعت الكاتبة: “في السنوات الأخيرة، تم اتهام الجامعة الأميركية في بيروت بتقديم مساعدة مادية لحزب الله، وهو مصنف كمنظمة إرهابية على خلاف مع المصالح الأميركية. حزب الله، المدعوم من إيران، هو صانع الملوك السياسي في لبنان.. من عام 2007 إلى عام 2016، اتهمت الجامعة الأميركية في بيروت بأنها قدمت دعماً ماديًا لحزب الله في شكل تدريب إعلامي مُنح للصحافيين من وسيلتين إعلاميتين لبنانيتين تخضعان للعقوبات الأميركية لعلاقتهما بحزب الله. كما وفرت الجامعة الأميركية رابطاً إلى منظمة غير حكومية تابعة لحزب الله، هي “جهاد البناء”، في قاعدة بيانات على الإنترنت. ودفعت الجامعة الأميركية في بيروت 700 ألف دولار لتسوية دعوى قضائية تزعم أن أفعالها في كلتا الحالتين انتهكت شروط منحة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) (اعتباراً من عام 2018، منحت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية الجامعة الأميركية في بيروت 66 مليون دولار على الأقل).

وأوضحت الكاتبة أنه نتيجة للاضطراب السياسي في لبنان والانعكاسات الاقتصادية لوباء كورونا، تواجه الجامعة الأميركية في بيروت الآن صعوبات مالية حادة. وأصدر رئيس الجامعة، فضلو خوري، نداء شخصياً للتبرعات في مقابلة في أيار / مايو مع صحيفة “عرب نيوز”، موضحاً أن الوباء يمثل أزمة وجودية. وقد أعلن بالفعل عن خطط لإقالة 25 بالمئة من موظفي الجامعة. ورداً على ذلك، دعا إغناتيوس الولايات المتحدة إلى إنقاذ الجامعة من أزمتها المالية. وتساءلت الكاتبة: لكن هل ينبغي ذلك؟

وقالت إن “مقال إغناتيوس يردد الحلم القديم بأن لبنان يمكن أن يصبح يوماً ما حليفاً أميركياً معتدلاً. كانت الجامعة الأميركية في بيروت ذات مرة المزود الوحيد لمنهج جامعي على الطراز الأميركي في الشرق الأوسط، وموطناً للعلماء الذين سعوا إلى تعزيز التعليم والفكر الليبراليين. في عام 1871، ألقى دانييل بليس، الرئيس المؤسس للجامعة، خطاباً تحدث فيه عن تنوع الجامعة قائلاً:

“هذه الكلية لجميع الفئات والبيئات من الرجال بغض النظر عن اللون أو الجنسية أو العرق أو الدين. رجل أبيض أو أسود أو أصفر. يجوز للمسيحيين أو اليهود أو المحمديين أو الوثنيين الدخول والاستمتاع بجميع مزايا هذه المؤسسة لمدة ثلاث أو أربع أو ثماني سنوات. سواء خرج منها مؤمناً بإله واحد، أو بالعديد من الآلهة، أو ملحداً”.

وأوضحت الكاتبة أن هذا العصر الذهبي، الذي توافد فيه الطلاب من جميع أنحاء الشرق الأوسط وما وراءه إلى بيروت للحصول على تعليم أميركي، لم يدم طويلاً. وسرعان ما أصبحت الجامعة المحور الفكري لحركة قومية عربية كانت موالية للسوفيات ومعادية للولايات المتحدة. ففي ذروة الحرب الأهلية اللبنانية في ثمانينيات القرن العشرين، وقع الحرم الجامعي فريسة للنشاط الإرهابي المعادي لأميركا. في غضون عامين، تم اختطاف رئيس للجامعة بينما قتل آخر على أرض الكلية. وأضافت: “لا تزال الجامعة الأميركية في بيروت يصوّرها مؤيدون في الشرق الأوسط والولايات المتحدة على أنها تجسيد للقيم الأميركية الليبرالية التي تأسست عليها. لكنها تغيرت، كما تغيرت المؤسسات”.

وتابعت الكتبة قائلة: “اليوم، لا يوجد يهود في الكلية. في الواقع، يحظر القانون في لبنان أي اتصال بالإسرائيليين، الذين يشكلون حوالى 45 بالمائة من يهود العالم. تم رفع دعوى قضائية ضد الجامعة الأميركية في بيروت العام الماضي عندما اكتشف طالب محتمل عبر الإنترنت أن الجامعة لم تدرج “إسرائيل” كجنسية في صفحة التسجيل. يتم تقديم ميثاق واعتماد الجامعة الأميركية في بيروت في ولاية نيويورك، مما قد يجعل هذا انتهاكاً لقوانين الولايات المتحدة والقوانين الفيدرالية لمكافحة التمييز”.

وقالت الكاتبة: “ماذا عن معلمي وتعاليم الجامعة؟ يوجد في الجامعة قسم للدراسات الأميركية مع كرسي وقف لذكرى العالم العربي الأميركي إدوارد سعيد. إن تبجيل سعيد ليس أمراً غير معتاد في حد ذاته، نظراً لأن العديد من الأساتذة في الولايات المتحدة لا يزالون يدرسون كتابه “الاستشراق”، الذي يتضمن نقده لمعاملة الأكاديمية الغربية للشرق العالمي، كنص أساسي. لكن أولئك الذين اختارتهم الجامعة لشغل المقعد الذي يحمل اسمه يجب أن يعطونا وقفة. من عام 2015 إلى عام 2017، شغل ستيفن ساليتا كرسي سعيد”.

وأوضحت أن ساليتا كان قد تصدر عناوين الصحف في السابق عندما سحبت جامعة “إلينوي أوربانا شامبين” تعيينه في هيئة التدريس بعد أن وجدت أنه أصدر سلسلة من التغريدات القاسية المتعلقة بـ”إسرائيل” والفلسطينيين، بما في ذلك واحدة كتب عليها “الصهاينة: تحويل “معاداة السامية” من شيء فظيع إلى شيء مشرف منذ عام 1948″. وأضافت: “قبل ساليتا، كان الكرسي مشغولاً من قبل ليزا حجار، أستاذة علم الاجتماع التي لها تاريخ طويل في انتقاد “إسرائيل” وسياسة مكافحة الإرهاب الأميركية بشدة والتي أعربت عن دعمها لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)” التي وصفتها الكاتبة بأنها معادية للسامية.

وختمت الكاتبة قائلة: “على الرغم من أن المؤسسات الخاصة يمكنها تعليم ما تريده وتوظيف من تريد، يجب على الولايات المتحدة ألا تسعى إلى تحقيق الهدف الجدير بلبرلة الشرق الأوسط من خلال الاستثمار في الجامعات غير الليبرالية. وقد جادل خبير الشؤون الخارجية روبرت كابلان بأن الأميركيين المستعربين – الملحقين العسكريين والدبلوماسيين والعلماء وعملاء الاستخبارات الذين ينقلهم عملهم إلى المنطقة – يهتمون بدرجة أقل بالقوة السياسية من “الأعمال الصالحة”. لكن الأعمال الصالحة لا تؤدي دائماً إلى سياسة جيدة. فإذا أصبحت الجامعة الأميركية في بيروت أميركية بالإسم فقط، فإنها لم تعد تستحق دعم أميركا؟”.

المصدر: الميادين نت