معاريف: اغتيال سليماني لم يُصِب محور المقاومة في مقتل

معاريف: اغتيال سليماني لم يُصِب محور المقاومة في مقتل
Spread the love

طال ليف – رام – محلل عسكري اسرائيلي/

أنصت المسؤولون في قيادة الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع إلى الخطاب الذي ألقاه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وقاموا بتحليله بعمق. وألقى نصر الله خطابه هذا في إثر اغتيال قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني وقبل يومين من قيام إيران بإطلاق صواريخ باليستية ضد قاعدتين عسكريتين أميركيتين في العراق، ورسم فيه على نحو دقيق طريقة العمل التي ستتبعها إيران، ووجّه عبره رسائل إلى جميع اللاعبين في منطقة الشرق الأوسط.
وحدّد نصر الله مكانة سليماني باعتباره قائداً لا ينتمي إلى إيران فحسب، وإنما أيضاً إلى محور المقاومة كله، وربط عمل هذا المحور بخط يشمل كلاً من فلسطين ولبنان وسورية والعراق واليمن وأفغانستان، على الرغم من أن الحديث لا يدور حول محور شيعي صرف.
وفقاً للتقديرات في إسرائيل، فإن 75% من الميزانية السنوية لحزب الله تصل من إيران. ويستند هذا التمويل الهائل إلى جانب بناء القدرات العسكرية لحزب الله بدرجة كبيرة إلى قدرات سليماني وإلى مكانته في نظر قيادة النظام في إيران، والتي تُعتبر مكانة تتجاوز وظيفته الرسمية المعلنة.
وعلى الرغم من أن إسماعيل قاآني الذي سيخلف سليماني في قيادة “فيلق القدس”، سيواجه صعوبات في أداء مهمات منصبه هذا، وعلى الرغم من أن اغتيال سليماني لا يُعدّ بأي حال ضربة بسيطة توجَّه إلى محور المقاومة الإيراني، فإنه لا يمكن القول إن هذا الاغتيال أصاب المحور المذكور في مقتل.
كرّر نصر الله في خطابه أن إيران لا تطلب من محور المقاومة أن يرد على عملية اغتيال سليماني. وبذا أشار إلى طهران بصفتها الجهة التي يتعين عليها أن تقود ردة الفعل الأولى على عملية الاغتيال: عملية عسكرية ضد أهداف عسكرية أميركية. ومع ذلك أضاف نصر الله أن هذا الأمر لا يعفي محور المقاومة كله من المسؤولية وأنه يتعين على الفصائل المتعددة أن ترد بمبادرتها.

وثمة مسؤولون في إسرائيل يفسرون هذه الأقوال بأنها تنطوي على إشارة إلى المستقبل، وتعني أنه حتى في إثر إطلاق صواريخ إيرانية ضد القوات العسكرية الأميركية في العراق رداً على اغتيال سليماني، فإن الحساب لا يزال مفتوحاً ولم يُغلق. وهناك احتمال بأن تنفذ عمليات عدائية أُخرى من دون أن تعلن إيران أي مسؤولية مباشرة عنها. وبناء على ذلك يمكن القول إن استمرار الأوضاع الأمنية الهشّة وغير المستقرة في منطقة الشرق الأوسط سيظل يلقي بظلاله على إسرائيل.

المصدر: صحيفة معاريف الاسرائيلية – عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية