هآرتس: انتخابات شخصية

هآرتس: انتخابات شخصية
Spread the love

أوري مسغاف – محلل سياسي اسرائيلي/

الانتخابات للمرة الثالثة لم تُفرض علينا وليست لا ضرورة لها، هي مطلوبة. الغرض من الانتخابات، تحديداً: السماح للمواطنين بالاختيار بين خيارات واضحة. لم تكن هذه الخيارات واضحة بما فيه الكفاية في الدورتين السابقتين اللتين كانتا غير ضروريتين، وفُرضتا على الجمهور بسبب الحاجات القانونية والعائلية لرئيس الحكومة المنتهية ولايته، وجرت تحت ضباب معركة رفض المستشار القانوني تبديده، لذلك أسفرت عن عجز. الآن، أصبح الخيار محدداً: هل ترغب برئيس لحكومة متهم بجنايات خطِرة، أعلن حرباً على جهاز فرض القانون وعلى وسائل الإعلام والعرب في إسرائيل، أم تفضل مرشحاً آخر؟ عملياً، هذه الانتخابات تقريباً شخصية.
لكن بقي عائق غير بسيط على الطريق. 67 ملتمساً نشطاً وقاض حكيم يشكلون حالياً، من غير قصد، تهديداً حقيقياً، ليس على القانون أو على مستقبل الدولة، بل على إمكان الهزيمة التي يستحقها نتنياهو في صناديق الاقتراع. مجموعة الملتمسين هي من الشخصيات في المجال الأكاديمي والأمني، وهي حسنة النية. ومعروف إلى أين يمكن أن تؤدي. ففي غياب عمل حزبي – معارض يتعلق بالموضوع، قام مواطنون عقلاء بملء الفراغ وقدموا التماساً إلى محكمة العدل العليا، لإجبار مندلبليت على القيام بعمله، وأن يقرر فوراً، ما إذا كان يمكن لعضو كنيست متهم بجنايات خطِرة الحصول من رئيس الدولة على تفويض لتأليف الحكومة. كعادته، حاول المستشار المماطلة وتسويف الوقت، مدّعياً أن ما يجري الحديث عنه هو ” مسألة نظرية”. لكن القاضي المناوب عوفر غروسكوفيف أمر المدعي العام بتبليغ المحكمة حتى يوم الأربعاء المقبل متى ينوي حسم الموضوع، وإلى حد ما، ما هو قراره المتوقع.
فكرة أن يستطيع متهم بالرشوة الترشح لقيادة الدولة هي فكرة مجنونة وعبثية؛ لكن في الوضع المجنون والعبثي الذي علقت فيه إسرائيل بفضل نتنياهو وحاشيته، سيتم العثور على طريقة تتيح له الترشح. هذا ما ينقصنا الآن، فتوى قضائية – قانونية تجعل منه شهيداً، دريفوس من قيسارية، قائد من الطراز الأول وساحر سياسي، قامت النخبة الغارقة التي يئست من تحقيق الفوز في صناديق الاقتراع بحياكة انقلاب عليه بمساعدة ألشيخ [المفوض العام للشرطة] ونيتسان، ومندلبليت، واليساريين.
الحقيقة هي أن نتنياهو هُزم عندما وقف في مواجهته مرشحون كاسحون (باراك، أولمرت، وشارون). كما واجه صعوبة كبيرة في التغلب على ليفني، ونجح بصعوبة في مواجهة هرتسوغ في الحصول على حكومة من 61 عضو كنيست، وفشل في المعركتين الانتخابيتين الأخيرتين. في المعركة الانتخابية الثالثة، من الممكن إسقاطه وتهشيمه. رئيس الأركان السابق غانتس لم يعد يبدو كمبتدىء سياسياً، بل كمرشح جدير بالقيادة. بخلاف نتنياهو، هو يتمتع بالثقة، ويُعتبرشخصاً صاحب مبادىء، ويمثل سلطة وثقافة نقاش متعددة، وفي الأساس، لا يثير كراهية ومعارضة.
لقد تحول نتنياهو إلى عبء على اليمين ورصيد كبير للوسط – اليسار. الوحيد الذي نجح في الجمع بين يعلون وهندل وبين بيريتس وهوروفيتس. حقيقة أنه في تصريحه الأخير اتهم غانتس بمنعه من إقامة حكومة “ستضم أجزاء كبيرة من يهودا والسامرة”، بالإضافة إلى موقف جدعون ساعر المثير للشفقة في خان الأحمر، تسمح بإضافة نكهات استراتيجية وسياسية إلى الطبخة. وهذا جيد. هناك عدد كاف من الإسرائيليين لا يريدون ضم يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، ويتخوفون من عناق الدب المشترك بين المتهم وبين البلوك الحريدي – الاستيطاني الواقف وراءه. الآن، لا مكان للأخطاء. يتعين على أزرق أبيض ضم عرب إلى القائمة. حزب العمل وحركة ميرتس يجب أن يتوحدا. نسبة الاقتراع في القطاع العربي يجب أن ترتفع. ويمكننا إخراج المتهم المتحصن في بلفور من الباب الأمامي، ومن هناك إلى المحكمة .

المصدر: صحيفة هآرتس الاسرائيلية – عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole