يديعوت أحرونوت: هل نحن إزاء موقف جديد لروسيا حيال الهجمات الإسرائيلية في الأراضي السورية؟

يديعوت أحرونوت: هل نحن إزاء موقف جديد لروسيا حيال الهجمات الإسرائيلية في الأراضي السورية؟
Spread the love

أليكس فيشمان – محلل عسكري اسرائيلي/

منذ عدة سنوات يقوم سلاح الجو الإسرائيلي، وفقاً لوسائل إعلام أجنبية وأيضاً وفقاً لبيانات رسمية نُشرت في إسرائيل، بنشاطات في سورية يحاول من خلالها تقليص التموضع العسكري الإيراني في هذا البلد. وفي الآونة الأخيرة تزداد الإشارات الرسمية وأيضاً عبر القنوات المغلقة إلى أن روسيا ضاقت ذرعاً بهذه النشاطات. وفي الوقت الحالي شدّدت رسمياً معارضتها لاستمرار هذه النشاطات. وأمس كانت روسيا من موقّعي البيان المشترك بينها وبين إيران وتركيا الذي يدين بشدّة الهجمات الإسرائيلية.
لأول مرة منذ بدء جولة المحادثات بين إيران وتركيا وروسيا بشأن توزيع مناطق النفوذ في سورية (محادثات أستانة)، أصدرت الدول الثلاث أمس بياناً مشتركاً يدين بشدة استمرار الهجمات الإسرائيلية في سورية. واتهمت هذه الدول إسرائيل بـ”مخالفة القانون الدولي والإنساني، وبمحاولة تقويض سيادة سورية والدول المجاورة من خلال تهديد استقرار المنطقة وأمنها”.
وشددت وسائل الإعلام السورية التي ذاعت البيان المشترك على أن هذا النقد الذي نشرته روسيا حول نشاط سلاح الجو الإسرائيلي في سورية هو الأقسى. وكانت روسيا أعربت في الماضي عن عدم رضاها عن الهجمات في الأراضي السورية، لكن بلهجة أقل قسوة من لهجة بيان أمس.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا صعّدت لهجتها إزاء هذه الهجمات الإسرائيلية يوم 20 تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، عندما قام سلاح الجو بشن عشرات الهجمات ضد أهداف في سورية شملت قصف مبنى تابع للحرس الثوري الإيراني في مطار دمشق، الأمر الذي أسفر عن مقتل 5 جنود سوريين و6 مستشارين إيرانيين. وفي ذلك الوقت دان الروس هذه الهجمات ونشروا معلومات بشأن نطاقها وخط سير طائرات سلاح الجو، وأشاروا إلى حقيقة أن الطائرات مسّت بسيادة الأردن والعراق. وكان هذا البيان شاذاً، سواء من حيث ما احتواه من تفصيلات أو من حيث لهجته الحادة.
وفي الأسبوعين الأخيرين أفادت مصادر عربية وروسية بصورة غير رسمية أن طائرات روسية انطلقت من مطار “حميميم” قامت بالتشويش على طائرات سلاح الجو الإسرائيلي لدى محاولتها القيام بشن هجوم على قاعدة سلاح الجو السوري “تي 4” في شمال سورية.
ويعتبر البيان الصادر أمس عن آخر جولة من محادثات أستانة التي بدأت في كانون الثاني/يناير 2017، بمثابة تصعيد آخر في الموقف الروسي. وعملياً، تعلن روسيا لأول مرة أنها تعارض بشدة أي نشاط لسلاح الجو الإسرائيلي في سورية.

ليست واضحة الآن ماهية التداعيات العملانية لهذا الموقف الروسي الجديد، وهل ينوي الروس اللجوء إلى القوة لمنع أي نشاط لسلاح الجو الإسرائيلي ضد التموضع العسكري الإيراني في الأراضي السورية؟. وفي الماضي ادّعت مصادر رفيعة المستوى في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن التصريحات الروسية العلنية بهذا الشأن لا تعبّر بالضرورة عن موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإنما عن موقف بعض المسؤولين في المؤسسة الأمنية الروسية ووزارة الخارجية في موسكو، والذي يطالب منذ فترة طويلة بمنع أي نشاط لسلاح الجو الإسرائيلي ضد إيران. كما ادّعت هذه المصادر الإسرائيلية نفسها أن بوتين سبق أن لجأ إلى استخدام حق النقض [الفيتو] لرفض طلب لوزارة الدفاع الروسية يقضي بمعاقبة إسرائيل عسكرياً في إثر قيام هذه الأخيرة بإسقاط طائرة التجسس الروسية في الأراضي السورية في أيلول/سبتمبر 2018.

المصدر: صحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية – عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole