هآرتس: إدلشتاين أخطأ في الاتجاه

هآرتس: إدلشتاين أخطأ في الاتجاه
Spread the love

بعد عشرة أيام، إذا لم يقدم الكنيست مرشحاً يُعطى تفويضاً لمحاولة تأليف حكومة، سيحل الكنيست نفسه وسيعلَن عن إجراء انتخابات. مع اقتراب نفاذ الوقت، تجددت في الأمس الاتصالات بين الليكود وأزرق أبيض لإقامة حكومة وحدة، كما تعالت الصرخات التي تدعو زعماء الحزبين إلى منع انتخابات ثالثة بأي ثمن وإقامة حكومة وحدة.
“إسرائيل في ذروة حالة طوارىء حكومية يمكن أن تؤدي إلى انهيار اقتصادي واجتماعي”، قال رئيس الكنيست يولي إدلشتاين، واقترح صيغة لحكومة وحدة وطنية ، يتولى فيها نتنياهو رئاسة الحكومة بضعة أشهر، وبعدها يخلي مكانه لغانتس. حسناً فعل أزرق أبيض برفضه الصيغة. إدلشتاين على حق في تشخيصه أن الحكم في إسرائيل في حالة طوارىء، لكن العلاج الذي يقترحه يتجاهل العنصر الأساسي لـ”حالة الطوارىء” هذه، الذي هو نتنياهو نفسه. كيف يمكن إنقاذ إسرائيل من خلال ربطها بالشخص نفسه الذي كان سبب أزمة الحكم هذه منذ البداية؟
إصرار أزرق أبيض على عدم الجلوس مع نتنياهو ليس مسألة “تقنية”، والتزاماً بوعوده التي قطعها للناخبين. السياسة، بحسب الكليشيهات، هي فن الممكن، ومن الواضح للجميع أن لا مفر أحياناً من المرونة في المواقف. لكن ما يجري الحديث عنه هنا مسألة أكثر جوهرية: الأمر المرعب هو أن لوائح الاتهام الموجهة ضد نتنياهو لا تشكل شيئاً مقارنة بالأفعال التي فعلها، وتلك التي خطّط للقيام بها، في محاولة للتهرب من المحاكمة. بين ذلك، أفعال شملت تشريع قوانين هدفها خدمة أهدافه، والانضمام إلى الكهانيين، ودعم بند التغلب الذي يقضي على قدرة السلطة القضائية على رفض قوانين غير قانونية للكنيست، ويشوّش منظومة التوازنات والكوابح في الديمقراطية السياسية.
دعوات نتنياهو العاطفية إلى وحدة وطنية ليست دليلاً على أنه صلُح أخلاقياً، بل تدل فقط على انحدار قوته السياسية. وحتى في ضعفه لم يتخلّ عن عادته الذميمة في التحريض والتفريق، والتمييز وتأجيج الكراهية ضد كل من يعتبره يقف في طريق عودته إلى الحكم.
“هذه لحظة الحقيقة في السياسة الإسرائيلية” قال أدلشتاين، “هذه لحظة الاختيار بين القيادة والجبن”. وهو على حق في ذلك أيضاً. فعلاً، هذا الوقت ليس للجبناء مثله ومثل زملائه الذين يواصلون تأييد شخص لا يصلح لأن يكون زعيماً لإسرائيل. هذه هي لحظة لنقول فيها لنتنياهو: كفـى. حتى لو كان الثمن انتخابات أُخرى. لذلك، حسناً فعل زعماء أزرق أبيض عندما تمسكوا بتعهداتهم بعدم اختيار نتنياهو، ونأمل بأن يستمروا في موقفهم، وألّا يخضعوا للتلاعب العاطفي الرخيص الذي يمارسه شركاء نتنياهو كائناً مَن كانوا.

المصدر: صحيفة هآرتس الاسرائيلية – عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole