مناطق قطف الزيتون مواقع لمواجهات متكررة بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين

مناطق قطف الزيتون مواقع لمواجهات متكررة بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين
Spread the love

إليشع بن كيمون – مراسل صحافي اسرائيلي/

بعد أقل من 48 ساعة على الاشتباكات بين قوات الأمن والمستوطنين بالقرب من مستوطنة “يتسهار” في شمال يهودا والسامرة [الضفة الغربية] قامت مجموعة مؤلفة من 10 مستوطنين بإلقاء الحجارة وزجاجات الطلاء على قوات حرس الحدود في المنطقة نفسها الليلة قبل الماضية. ووفقاً لبيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، أصيب أحد الجنود بحجر من دون أن يحتاج إلى علاج طبي، وقام الجيش بتفريق مثيري الشغب باستخدام قنابل صوتية.
وذكر بيان الناطق العسكري الإسرائيلي أن قيادة الجيش أصدرت يوم الأحد الفائت أوامر إلى إحدى كتائب حرس الحدود تقضي باتخاذ موقع بالقرب من مستوطنة “يتسهار” كرادع ضد النشاطات العنيفة التي تقوم بها مجموعات تابعة لـ”شبيبة التلال” من سكان البؤر الاستيطانية في المنطقة. وكان حرس الحدود قام بانتشار مماثل في نيسان/أبريل 2014، بعد سلسلة من الهجمات وأعمال التخريب من طرف مستوطنة “يتسهار” والبؤر الاستيطانية المحيطة، بما في ذلك مهاجمة معسكر للجيش الإسرائيلي.
وجاءت حادثة الليلة قبل الماضية بعد أعمال شغب وقعت ليلة السبت الفائت شارك فيها نحو 30 مستوطناً وقاموا خلالها بإلقاء الحجارة على الجنود وتمزيق إطارات مركبات عسكرية. وقال الجيش إن جندياً أصيب بجروح طفيفة نتيجة إصابته بحجر. وردّ الجنود باستخدام وسائل تفرقة التظاهرات وإطلاق النار في الهواء ولم يتم الإعلان بشأن أي اعتقالات. وأعلن الجيش أن موقع بؤرة “كومي أوري” الاستيطانية الواقعة بالقرب من “يتسهار” التي وقعت فيها حادثة الليلة قبل الماضية، منطقة عسكرية مغلقة.
واكتفى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي يشغل أيضاً منصب وزير الدفاع بإدانة أعمال العنف هذه. في المقابل طالب رئيس تحالف حزبي العمل و”جيشر” عضو الكنيست عمير بيرتس بعقد جلسة طارئة للجنة الخارجية والأمن الكنيست لمناقشة الهجمات التي يقوم بها المستوطنون ضد جنود الجيش، ووصف ما حدث بأنه إرهاب بكل ما في الكلمة من معنى.
وجاءت أعمال العنف التي وقعت في نهاية الأسبوع الفائت بعد أن أثارت حملة اعتقالات قام بها الجيش غضب “شبيبة التلال” في “يتسهار” والبؤر الاستيطانية المحيطة. وجرى أول اعتقال يوم الأربعاء إذ ألقت قوات الأمن القبض على فتى بشبهة قيامه بإشعال النار في حقل تابع لفلسطينيين بالقرب من منزله. وادعى محامي الفتى أن الضابط الذي ألقى القبض على موكله من لواء غولاني استخدم القوة المفرطة في أثناء عملية الاعتقال. وأطلق الجيش سراح الفتى بعد يومين وحوّله إلى الاعتقال المنزلي. وفي نفس الوقت قام الجيش باعتقال فتى ثان بشبهة تهديد قائد لواء غولاني العقيد أيوب كيوف. وانتقدت قيادة المستوطنين في “يتسهار” هذا الاعتقال، وأكدت أن توقيته في مساء يوم الجمعة وبعد دخول يوم السبت اليهودي يُعدّ انتهاكاً صارخاً لحقوق الفرد وكذلك لقدسية السبت.
في سياق متصل قالت منظمة “يش دين” [“يوجد قانون”] الإسرائيلية لحقوق الإنسان إن جماعات من المستوطنين الملثمين المسلحين بعصي وفؤوس هاجمت يوم الأربعاء الفائت مجموعة من ناشطي حقوق الإنسان، بينهم حاخام في الثمانين من عمره، كانوا يساعدون مزارعين فلسطينيين في شمال الضفة الغربية في قطف الزيتون.
وشهد موسم قطف الزيتون السنوي هذا العام، والذي بدأ في الأيام الأخيرة العديد من حوادث العنف في مناطق الضفة الغربية. وتُعتبر مناطق قطف الزيتون مواقع لمواجهات متكررة بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين، ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يسعى لمنعها.
وقامت “يش دين” يوم السبت الفائت بتصوير مستوطنين إسرائيليين ملثمين وهم يرشقون المزارعين الفلسطينيين بالحجارة ويسرقون الزيتون. وأشارت إلى أنه تم نقل ثلاثة مزارعين من بلدة بورين شمال الضفة الغربية إلى المستشفى بعد تعرضهم للضرب بالهراوات على أيدي مستوطنين إسرائيليين. وبعد مطاردة المزارعين من أراضيهم سرق أكثر من 20 مستوطناً إسرائيلياً وصلوا إلى بورين من بؤرة “جفعات رونين” الاستيطانية المجاورة قماشاً يُستخدم لجمع الزيتون وكيساً كبيراً من الزيتون وممتلكات شخصية. وبعد عودة مجموعة من الشبان الفلسطينيين إلى مكان الحادثة اندلعت اشتباكات بينهم وبين المستوطنين، وقاموا بإلقاء الحجارة على بعضهم البعض. ووصلت مركبتان عسكريتان تابعتان لحرس الحدود إلى الموقع واستخدمت أساليب تفرقة التظاهرات ضد الفلسطينيين.
لا بدّ من الإشارة إلى أن الأحداث الأخيرة في “يتسهار” جعلت ضابطين إسرائيليين كبيرين في الاحتياط يطلقان تصريحات استثنائية حادة ضد مجموعات “شبيبة التلال”. فقد أكد اللواء احتياط غادي شيمني الذي شغل منصب قائد المنطقة العسكرية الوسطى، في سياق مقابلة أجرتها معه الإذاعة الإسرائيلية المحلية “راديو 103″، أنه غير متفاجئ من العنف الذي تقوم به هذه المجموعات ضد جنود الجيش الإسرائيلي وتوقع أن يتصاعد إلى حدّ قيام بعضهم بإطلاق النار على الجنود. وفي رأيه يعود سبب ذلك إلى عدم استعمال قبضة حديدية ضد هذه المجموعات. ووصف اللواء احتياط نوعم تيفون الذي شغل منصب قائد “فرقة يهودا والسامرة”، في سياق مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية 12 [القناة الثانية سابقاً]، أفراد مجموعات “شبيبة التلال” بأنهم مخربون، ودعا إلى التعامل معهم بصفتهم كذلك، مؤكداً أن أي تعامل آخر سيؤدي إلى تفاقم حوادث الاعتداء على جنود الجيش الإسرائيلي من جانبهم.

المصدر: صحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية _ عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية