معاريف: تخوف في إسرائيل من أن يؤدي سلوك الولايات المتحدة إلى انعدام الاستقرار

معاريف: تخوف في إسرائيل من أن يؤدي سلوك الولايات المتحدة إلى انعدام الاستقرار
Spread the love

طال ليف رام _ صحفي اسرائيلي/

التخوف من الانسحاب الأميركي يزداد: في المؤسسة الأمنية يشعرون بالقلق الشديد إزاء سلوك الإدارة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، وانعكاساته على إسرائيل، وينتقدون عدم منطقية هذه الإدارة وعدم استعدادها لاستخدام القوة حتى في أعقاب أحداث كبيرة ومهمة لها تأثير بعيد الأمد. وذلك بدءاً من انتهاك الإيرانيين حرية الملاحة في الخليج، مروراً بإسقاط الطائرة الأميركية من دون طيار، والهجوم على منشآت النفط السعودية، وصولاً إلى الخروج الأميركي من سورية، بالإضافة إلى تعاظم الهيمنة الروسية في المنطقة.
الكلام الذي كان يُقال بحذر كبير في السنوات الأخيرة، منذ صعود الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الحكم، يقال حالياً بحدة ومباشرة في غرف النقاشات، وخصوصاً في ضوء تطورات الأشهر الأخيرة. وعلى الرغم من العلاقات الجيدة بين الجيشين، فإن تبدل المناصب في طاقم الإدارة الأميركية والسياسة غير الواضحة التي يقودها ترامب، يصعّبان الحوار الإسرائيلي مع الولايات المتحدة.
إن تخوف إسرائيل المركزي الذي يجري التعبير عنه أيضاً في محادثات بين المستويين السياسي والعسكري، لا يتعلق بتهديد ملموس بل يدور حول الاستعداد لمواجهة التطورات الأخيرة، وتآكل قوة الردع للأميركيين كقوة عظمى، وأيضاً أعداء إسرائيل- في الأساس حزب الله- يمكن أن يسمحوا لأنفسهم بمزيد من المخاطرة في عملياتهم في المنطقة. ذلك بشكل خاص على خلفية استمرار العمليات الإسرائيلية ضد التمركز الإيراني بالقرب من الحدود ومشروع الصواريخ الدقيقة المشترك بين حزب الله وإيران.
في هذا الوضع يفضل الجيش الإسرائيلي أيضاً استقراراً سياسياً يسمح بتحقيق خطط و ميزانيات متعددة السنوات- وفي الأساس إصغاء المؤسسة السياسية لحاجات الجيش وللتطورات في المنطقة. بغض النظر من سيكون رئيس حكومة إسرائيل المقبل، قضية وزير الدفاع لها أهمية كبيرة. في الجيش يرغبون في وزير دفاع مع دوام كامل، وأن يكون عمله في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في رأس اهتماماته، لكن أيضاَ العلاقات مع مستوى كبار المسؤولين في الولايات المتحدة لها أهمية كبيرة.
على الرغم من الوضع المعقد والمتوتر، لا يزالون في المؤسسة الأمنية يرون هوامش واسعة قبل التدهور إلى مواجهة كبيرة في الجبهة الشمالية. لا يزال الوضع الأمني بعيداً عن وصفه بوضع طوارىء، وأيضاً لا يزال صحيحاً حتى الآن أن احتمالات التصعيد في الجنوب لا تزال مرتفعة جداً.

المصدر: صحيفة معاريف الاسرائيلية – عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية