فيصل عبد الساتر: ليس بمقدور الأوروبيين أن ينسحبوا من الاتفاق النووي

فيصل عبد الساتر: ليس بمقدور الأوروبيين أن ينسحبوا من الاتفاق النووي
Spread the love

حوار: فاطمة الموسى |
تحدث الاعلامي والمحلل السياسي فيصل عبد الساتر في حديث خاص لمجلة “شجون عربية” عن ازمة الملف النووي الايراني والازمة السورية، ولدى سؤاله عن الاتفاق النووي والمفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية وايران قال عبد الساتر:
*ليس بمقدور الأوروبيين أن ينسحبوا من الاتفاق النووي، وهذا أمر بات محسوماً لكن الأوروبيون بدورهم حتى الآن لم يلتزموا بما اتفقوا عليه مع المجموعة التي وقعت مع ايران.
وأضاف هذا أمر له علاقة بحسابات مع كل دولة أوروبية على حدى مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأغلب الظن أن التمايز الحاصل الآن بين موقف الدول الأوروبية بشأن هذا الاتفاق، قد يودي في نهاية المطاف إلى أن يكون هناك رأياً أوروبياً موحداً يخالف الولاياات المتحدة الأمريكية في ما خص الاتفاق النووي مع ايران.. علماً أن هذا الاتفاق بالمناسبة وهنا يجب التذكير بأن هذا الاتفاق هو من ضمن مانص عليه مجلس الأمن في قرار دولي في هذا الاتفاق، وأي انسحاب أحادي من هذا الأمر يتطلب العودة فيه إلى مجلس الأمن الدولي، وبالتالي الولايات المتحدة الأمريكية عندما انسحب ترامب بشكل أحادي من هذا الاتفاق فهو على المستوى القانوني وعلى المستوى الدولي هو أمر غير مقبول لكن المشكلة في أن الدول الأوروبية التي لم تلتزم بهذا الاتفاق، أعطت بعداً لتوقف هذا الاتفاق أوتعطيل هذا الاتفاق وعدم الالتزام به لاسيما رفع العقوبات عن ايران في نهاية المطاف، وأكمل: الأمور تسير باتجاه أن ايران الثابتة في موقفها لن تتراجع بطبيعة الحال وهي متمسكة بهذا الاتفاق، صحيح أنها أعطت مهل معينة للتخفف من التزاماتها في ماخص بعض التعهدات في داخل الاتفاق لكنها لم تقطع شعرة معاوية، وبالتالي لا زالت الامور في اطار المقبول والممكن اذا ماتراجعت الولايات المتحدة الأمريكية عن هذا الموضوع وأراهن على أن هذا الأمر يسير بهذا الاتجاه صحيح سيكون هناك بعض التصعيد هنا وهناك
وأشار عبد الساتر: أنه سيكون هناك مواقف مضادة بين ايران وأميركا على خلفية هذا الموضوع لكن ايران لن تنفض يدها من هذا الاتفاق، كما أن الأمريكيين على مستوى الدولة غير موضوع الرئيس ترامب
وأعتقد أن هناك شيء ما يتحرك في هذا الاطار وأن مصلحة الأميركيين في العنوان العام بالنسبة إليهم أن يكون هذا الاتفاق منجزاً أو يذهب باتجاه أن تنفذ هذه البنود وبالتالي نحن نشهد الآن هناك محطات واستحقاقات بريطانيا سوف تخرج من الاتحاد الأوروبي في نهاية هذا الشهروأن أميركا مع بداية العام سيكون هناك تحضير في موضوع الانتخابات وبالتالي كل هذا الأمر يكون له دوره في مسألة الاتفاق وبقائه أو عدمه التصعيد أو عدم التصعيد المفاوضات أو عدم المفاوضات سوف نشهد جولات وجولات في هذا الاطارعلماً والواضح أن الايراني هو الذي سجل نقاط ربح في هذا المجال..
*وعن المنطقة الآمنة في سوريا رأى المحلل بأن ليس بمقدور الأترك أن يفرضوا أمراً واقعاً بما يخص المنطقة الآمنة لأن هذا الأمر يتعارض على مستوى القوانين الدولية وحتى الأتراك بتصريحاتهم الأخيرة التي ذكرت بأنهم يريدون أن تبقى سوريا واحدة وموحدة وعدم تقسيم سوريا..
وعندما نتحدث عن المنطقة الآمنة هذا يضرب عنق السيادة السورية وهذا يجعل للأتراك يداً في مايجري في سوريا ..وأنه لتحسين أوراقهم على المستوى التفاوضي أكثر وأكثر، وأيضا للتخفيف من أزمة النازحين السوريين الذين افتعلوها الأترك وهم الآن يدفعون ثمنها
والواضح أن هذا الأمر لم يلقى تفاهماً بين الثلاثي أو الرباعي الذي يتحرك في اطار الأزمة السورية وهنا لا أناقش موقف الدولة السورية على المستوى الرسمي المعروف في أنها ترفض أي كلام من هذا النوع حتى الكلام في هذا المعنى هي ترفضه وهذا ستتكفل به الأيام بنهاية المطاف سوف نشهد معركة في منطقة ادلب عاجلاً أم آجلاً مهما كانت المحاولات الروسية لتأخير هذه العملية لكن الأمور تتجه بهذا الاتجاه خصوصاً مع ممارسة الجماعات الارهابية الكثير من الضغوط والكثير من التصرفات والسلوك المشين مع المواطنين السوريين في محافظة ادلب بكل حال..
وختم المحلل السياسي: أعود إلى المنطقة الآمنة في المجمل وفي الظاهر أن الأتراك حاولوا أن يمرروا مثل هذا الأمر ليقنعوا به الأمريكيين لكن الأمريكيون بدورهم لا يمكن أن يذهبوا بهذا الاتجاه بعيداً، لأنهم يعلمون أن مثل هذا الأمر سوف يكون له مخاطر كبيرة وتداعيات كبيرة وخطيرة جداً.
والواضح أنهم يلعبون مابين التركي والكردي وهم يعدون الأكراد بشيء ثم يعدون الأتراك بشيء ثم يعدون الروس بشيء ثالث في كل حال لا الايراني سيقبل ولا الروسي سيقبل وإن كان هناك تفهم روسيوعدم ضغط ايراني على الأتراك في هذا المجال لكن التركي من الواضح أنه بدأ يخسر شيئاً فشيئاً صحيح أنه لا زال يتحكم في كثيرمن مفاصل اللعبة في شمال سوريا الكن هذا الأمر لن يدوم كما لم يدوم لغيره من القوى التي حاولت أن تفرض شيئاً ما في سوريا…