يسرائيل هَيوم: في حال قيام حكومة وحدة وطنية

يسرائيل هَيوم: في حال قيام حكومة وحدة وطنية
Spread the love

صوفي رون-موريا – محللة سياسية اسرائيلية/
إذا لم يطرأ تغيير دراماتيكي من الآن حتى الانتخابات، فإن من المحتمل ألاّ يكون هناك فوز حاسم وبارز لإحدى الكتل على الأُخرى. ومعنى هذا أن المعركة المركزية التي ستدور في اليوم التالي للانتخابات هي بين الحزبين الكبيرين، وإذا حدث تعادل بين الكتلتين وبين الحزبين في آن معاً، يمكن أن نستيقظ في صبيحة اليوم التالي للانتخابات على السؤال التالي: من سيُكلَّف بتأليف حكومة وحدة؟
في هذه الحالة فإن سؤال الأقدمية له أهمية مصيرية، وخصوصاً إذا فرض الحائط المسدود عملية مداورة، وبالتالي مَنْ يأتي في المرتبة الأولى يتولى رئاسة الحكومة. وإلى أن يصل دور مَنْ حلّ في المرتبة الثانية، يمكن أن يجري حل الكنيست مجدداً.
مرة واحدة فقط أنهت حكومة وحدة وطنية في إسرائيل ولايتها؛ ففي سنة 1984 لم تسفر الانتخابات عن حسم واضح بين الكتل، وحصل الحزبان الكبيران معاً على 84 مقعداً: 44 مقعداً لحزب العمل، و41 مقعداً لحزب الليكود. وكان شمعون بيرس أول من تولى رئاسة الحكومة، وفي سنة 1986 أعطى مكانه إلى يتسحاق شامير.
كانت هذه آخر مرة ينجح فيها أمر كهذا حتى النهاية. ففي انتخابات سنة 1988 فاز الليكود على العمل بمقعد واحد فقط (40-39)، وفضّل شامير الاستمرار في حكومة الوحدة الوطنية التي صمدت عامين على الأقل، ثم سقطت. وعاشت المنظومة السياسية طوال أشهر في وضع من الفوضى، إلى أن جرى تأليف حكومة ضيقة برئاسة شامير.
منذ ذلك الحين، امتنع الحزبان الكبيران من تأليف حكومة وحدة وطنية. فقد فضّل رابين في سنة 1992 حكومة ضيقة جداً. وفي سنة 1996، فضّل نتنياهو، كرئيس حكومة شاب، عدم تقاسم السلطة مع حزب العمل. وفي سنة 1999، وجد باراك نفسه في مواجهة كنيست معارض، ولم يتعامل مع الليكود كشريك. وفي سنة 2001، فضّل شارون تأليف حكومة وحدة مع إسرائيل واحدة (هي “العمل”)، لكن في تشرين الثاني/نوفمبر 2002 استقال وزراء من حكومة الوحدة، لأنه كما قلنا، لا تستطيع حكومات من هذا النوع الصمود طويلاً.
لا يمكن التأكيد أنه بعد الانتخابات ستتألف حكومة وحدة، ولا يمكن معرفة ما هي تركيبتها: مع ليبرمان أو من دونه، مع الكتلة الحريدية أو من دونها. نظرياً، هناك أيضاً احتمال نشوء ائتلاف من دون ليبرمان والحريديم لكن مع “اليمين الجديد” (من دون سموتريتش)، أو مع عمير بيرس.
السؤال الأساسي هو: من يؤلف الحكومة، الليكود أو أزرق أبيض؟ فحكومات الوحدة الوطنية لم تأخذ على عاتقها حتى اليوم قرارات حاسمة، سياسية أو عسكرية مصيرية. وكل القرارات الحاسمة أخذها رؤساء حكومات ضيقة، على غرار قرارات الانسحاب من سيناء، وحرب لبنان الأولى (والثانية)، واتفاق أوسلو، والخروج من لبنان، والانفصال عن غزة. كما أن ثمة أهمية لا بأس بها لشخصية رئيس الحكومة، ولانتمائه الحزبي أيضاً في فترة عدم اتخاذ قرارات حاسمة. مَن يدير الاتصالات مع الرئيس ترامب بشأن خطته السياسية، أو بشأن المسألة النووية؟
صحيح أن الفوز بمقعد واحد لا يقرر؟ ففي سنة 2009 أصرت تسيبي ليفني على أن 28 مقعداً لحزب كاديما أفضل من 27 مقعداً لليكود، وفشلت بسبب وجود حسم واضح بين الكتلتين. لكن هذه المرة لا يبدو أن هناك حسماً واضحاً بين الكتلتين.
من المحتمل جداً أن يكون هناك حسم في 17 أيلول/سبتمبر، وأن يحصل الليكود أو أزرق أبيض على أغلبية لتأليف حكومة، مع مداورة أو من دونها. لذا يجب أن نستعد لهذا السيناريو أيضاً.

المصدر: صحيفة يسرائيل هَيوم الاسرائيلية _ عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية