يديعوت أحرونوت: رهان إسرائيلي جدير بالاهتمام في غزة

يديعوت أحرونوت: رهان إسرائيلي جدير بالاهتمام في غزة
Spread the love

شبتاي بريل – خبير في الشرق الأوسط وضابط سابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية/

هناك فرضيتان أساسيتان على المرء أن يتبناهما عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين. الأولى، من الأسهل حل مشكلة قطاع غزة قبل مشكلة يهودا والسامرة [الضفة الغربية]. والثانية، أن من مصلحة إسرائيل تسهيل قيام كيان مستقل في قطاع غزة، مع الاحتفاظ بحق اتخاذ تدابير صارمة إذا تحولت الدولة الناشئة إلى دولة إرهابية.
إذا أخذنا هذا كأساس، يجب علينا التوصل إلى اتفاق مع مصر من أجل توسيع قطاع غزة جنوباً، بحيث يصبح في إمكان المنطقة استيعاب مئات الآلاف من الناس. مصر وإسرائيل ستعترفان بغزة ككيان مستقل، وتمكينه من إقامة مرفأ بحري، الأمر الذي سيعفي مصر وإسرائيل من توفير حاجات سكان غزة من المواد الغذائية والخدمات.
طبعاً، ستتوقع مصر الحصول على مقابل للمنطقة التي أخلتها. ويمكن أن تحصل على تعويض من دول مثل السعودية التي يمكن أن تقدم مساهمة على شكل تطوير الزراعة والاقتصاد المصريين.
بالإضافة إلى ذلك، ستتحرر مصر من الحاجة إلى دعم سكان غزة وتقيم منطقة عازلة لمنع صلة مباشرة بين القطاع وبين العناصر المعادية في سيناء. كما أن مكانة مصر في العالم العربي ستُعزَّز أيضاً.
وعلى ماذا سيحصل الفلسطينيون؟ مع أن ما سيحصلون عليه هو جزء من الأرض فقط، على الأقل في المرحلة الأولى، فإنهم سيحققون حلمهم في الحصول على حكم ذاتي سياسي واستقلال اقتصادي. وستكون لديهم الفرصة لإسكان مئات الآلاف من اللاجئين الذين سيحصلون على مساعدة سخية ومنازل جديدة. المرفأ البحري سيقدم فرص عمل ويشجع الاقتصاد، وإسرائيل، كفعل نابع من حُسن جوار، ستزيد بصورة كبيرة من دخول العمال من غزة. ويشكل هذا مصلحة للطرفين.
بالتأكيد سيكون على الفلسطينيين تقديم تعهدات. أولاً وقبل كل شيء عليهم التعهد بتسليم سلاحهم إلى جهة دولية، وتدمير الأنفاق، والالتزام بنزع السلاح وتجنب أي نشاط عدائي ضد إسرائيل ومصر. ويجب أن يكون الشرط الأساسي لتوقيع اتفاق أو تفاهم إجراء انتخابات حرة في غزة تحت إشراف دولي.
إذا تبين أن قيادة القطاع غير قادرة على ضبط العناصر الإرهابية لديها، سيكون لدى إسرائيل ومصر خيار القيام بإجراءات صارمة مثل تدمير البنى التحتية- بما فيها الميناء، ووقف عمل الغزاويين في إسرائيل. مع ارتفاع مستوى الحياة في غزة، أي نشاط تقوم به القيادة المحلية ضد إسرائيل سيفرض رداً قاسياً، وسيؤدي إلى مزيد من الاضطرابات ضد هذه القيادة.
بعد مرور عدد من السنوات يثبت فيها الفلسطينيون في غزة استعدادهم للعيش بسلام إلى جانب إسرائيل، سيكون من الممكن التوصل إلى اتفاقية في الضفة الغربية وحل موضوع العلاقة بين غزة والضفة الغربية بصورة منفصلة.
حتى الآن هناك ادعاء أن إسرائيل هي التي فرضت حصاراً على قطاع غزة، الأمر الذي يجعلها مسؤولة عن مآسيها. الخطة الجديدة ستحررنا من هذا العبء.
في الوقت عينه سيجري تحديد الحدود الدائمة للكتل الاستيطانية الثلاث الكبرى في الضفة الغربية، وتتعهد إسرائيل بعدم البناء خارج هذه الحدود، كل ذلك من أجل توفير أفق سياسي لسكان الضفة الغربية والتخفيف من معارضتهم الخطة في قطاع غزة.
كتدبير موقت سيسمح هذا بنوع جديد من التجربة من دون الاضطرار الى توقيع اتفاقية مباشرة، مع كل الصعوبات والتنازلات التي يتطلبها ذلك. بالتأكيد سيكون هذا حلاً موقتاً يستفيد منه كل الأطراف.

من الأسهل أن نجلس وألّا نفعل شيئاً. لكن مثل هذا الوضع سيفرض تدخّل المنظمات الدولية التي قد تقدم حلولاً سيطرة إسرائيل عليها ضئيلة.

المصدر: صحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية – عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية