نضال حمادة: الحل السياسي في إدلب متشابك الأطراف وتركيا لها نفوذ على “النصرة”

نضال حمادة: الحل السياسي في إدلب متشابك الأطراف وتركيا لها نفوذ على “النصرة”
Spread the love

حوار: فاطمة الموسى | تحدث الكاتب والصحافي اللبناني والخبير في شؤون الجماعات الإسلامية نضال حمادة بحديث خاص لـ “شجون عربية” عن الاتفاق الذي نتج عن مفاوضات أستانا وإمكانية التزام جميع الأطراف بها واحتمالات الحل السياسي في الشمال السوري.
وقال حمادة: الاتفاق الذي حصل هو ليس بصيغة اتفاق بوقف اطلاق النار، ليس هناك توقيع من أطراف الدولة السورية أو من الأطراف الآخرين “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة) أو “أحرار الشام” أو “جيش العزة” أو “جماعة أنصار الدين” الخ.. ليس هناك اتفاق موقّع وليس هناك مدة زمنية لهذا الاتفاق، هي صيغة اتفاق شفهي أعلن عنه في أستانا شبيه بكل الاتفاقات التي كانت تحصل في السابق بين الدولة السورية وبين الفصائل المسلحة، إن كان في الجنوب السوري أو في الغوطة الشرقية أو في حمص”.
وأضاف: “في حمص كانت هناك اتفاقات لأن حزب الله كان طرفاً فيها، كانت اتفاقات مكتوبة، ولكن الآن لا يوجد اتفاق مكتوب وبالتالي هذا يتوقف على الطرفين، ويتوقف بالأكثر على الطرف التركي الضامن لهذه الفصائل التي تدعمها. وواضح من الطرف التركي في هذه الفترة أنه على خلاف كبير مع الأميركي، الفترة التي كانت في أيام حزيران/يونيو كان هناك تقارب تركي- أميركي أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ووزير خارجيته، أن هناك تواصلاً تركياً – أميركياً، وبالتالي الأتراك في تلك الفترة دعموا الفصائل في هجوم حزيران والذي انتهى بعد شهر. والآن الوضع تغير والواضح أن التركي في أستانا علاقته سيئة مع الأميركي، لن يصلوا إلى اتفاق في موضوع الشرق السوري، أي المنطقة الآمنة التركية، الحزام التركي الآمن، الذي يريد الأتراك إنشاءه لإسكان العرب بينهم وبين أكراد سوريا وبين أكراد تركيا، والأتراك يحتاجون من 30-35 كيلومتراً ليصلوا إلى حقول رميلان وإلى القامشلي بينما الأميركيون منحوهم من 10 إلى 15 كيلومتراً حسب المناطق”.
وأوضح حمادة “أن موضوع بيع روسيا إلى تركيا منظومة “إس 400” وبالتالي الأميركي أخرج تركيا من مشروع صناعة “أف 35″، والآن تركيا تهدد بالدخول إلى مناطق شرق الفرات بالقوة. كل هذا أثر على عملية أستانا وبالتالي الهجوم المباغت الذي شنه الجيش السوري في تلك المناطق أحرز تقدماً جيداً في الجبين وتل ملح فالوصول إلى أطراف اللطامنة، وبالتالي اعتقد أن هذا الأمر لا يتم سوى بالاتفاق رسمياً ومكتوب بين الطرفين الضامنين، تركيا وروسيا”.
وتابع: “إذا تم الاتفاق الحالي بنجاح أو قسم منه أو كان قسم منه إيجابي، وحتماً محادثات نور سلطان المقبلة سوف تكون استكمالاً للإيجابية التي يمكن أن تحصل الآن، كل هذا يتعلق بالعلاقات التركية – الأميركية، وتحديداً المستقبل. وفي حال استمر الصراع بين تركيا وأميركا، هذا الصراع الكبير وهذا التنافر الكبير، سوف تذهب تركيا في اتجاه أن تتقدم في ادلب في المواقع التي تسيطر عليها. وواضح أن الأتراك لديهم سلطة وهيبة ونفوذ في “هيئة تحرير الشام”، وفي الفصائل الأخرى وكل ما يقال أن ليس لديهم نفوذاً في “هيئة تحرير الشام” هو أمر خاطئ، فعندما تلتزم تركيا تلتزم “هيئة تحرير الشام” باتفاق وقف إطلاق النار وينجح وقف إطلاق النار في إدلب. هذا واضح والبيان الذي أصدرته الهيئة بهذا الخصوص كان بمبادرة تركية”.
ورأى حمادة أننا “أمام طرح من الحل السياسي، أو جزء من الحل السياسي، الحرب السورية تقريباً انتهت ولكن الأزمة السورية لم تنتهِ. فالحل السياسي في إدلب متشابك الأطراف متعدد الأوجه، في إدلب يشترك الأميركي ويشترك التركي كما هناك الروسي وهناك السوري وهناك الإيراني، وطبعاً الفصائل التي لا تستمع لهذا أو ذاك الموجودة في إدلب، وبالتالي نحن أمام تشابك في مصالح دول إقليمية وغير إقليمية كبرى. هذه مرحلة من مرحلة الحل السياسي في إدلب”.
وأضاف: “أعتقد أن حتى الأطراف الذين يقاتلون في إدلب الدولة السورية وروسيا وإيران وتركيا قد يكونون مجتمعين على أن موضوع “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة) موضوع مؤجل لأكثر من سبب، لأسباب سياسية ولأسباب عسكرية ولأسباب تتعلق بالعلاقة مع الأميركي، فالأميركي لا يعلم ما يريد من سوريا. هناك الموضوع الكردي وقد تستخدم هيئة تحرير الشام في المستقبل لقتال الأكراد في شرق سوريا في حال استمر الأميركي في دعم الأكراد بإنشاء دولة تصل إلى الشرق”.
وأشار إلى أن “الخريطة الكردية التي نشرتها قبل يومين في موقع العهد هي خريطة دولة وليست خريطة كيان فيدرالي أو جزء من الفيدرالية، هذه خريطة دولة كاملة متكاملة، وبالتالي نحن أمام تشعب وتكاثف للمصالح، كما يمكن تسميته أو مصالح متضاربة بين الأصدقاء وبين الأعداء والخصوم. فنحن أمام جزء من الحل قد يؤدي بعد أشهر قليلة إلى أن تسيطر الدولة السورية بطريقة ما على الطريق الذي يصل إلى الشمال السوري بين حماه وحلب وبين حلب واللاذقية عبر خان شيخون وعبر معسكر المسطومة وعبر جسر الشغور، لا يمكن أن نتحدث عن حل شامل. هذا جزء من الحل لا بد للموضوع السوري أن يحل جزءاً جزءاً وتتشابك فيه كثير من المصالح”.