طارق عبود: تهديد نصرالله رسالة ردعية للأميركيين لعدم شن حرب على إيران

طارق عبود: تهديد نصرالله رسالة ردعية للأميركيين لعدم شن حرب على إيران
Spread the love

حوار: فاطمة الموسى | رأى الباحث والأستاذ الجامعي اللبناني الدكتور طارق عبود في حديث خاص لمجلة “شجون عربية” أن تهديد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الإسرائيليين بإعادتهم إلى العصر الحجري، هو رد على أكثر من مسؤول سياسي وعسكري بإعادة لبنان الى العصر الحجري في حال اندلاع حرب أو نزاع، ولا سيما رئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت الذي نظّر كثيرًا “لعقيدة الضاحية” وهي النظرية التي تقول باستخدام مفرط للقوة النارية، بحيث يكون التدمير شاملًا وكبيرًا مؤثرًا. والدلالة التي حملتها الخارطة المستخدمة، والإشارة الى المنطقة المؤثرة وهي منطقة الشريط الساحلي، والتي تبلغ مساحتها حوالي الف ومئتي كيلومتر مربع، للقول إنّ هذه المنطقة ستكون أولوية في أي حرب قادمة، وأنّ بنية الدولة الإسرائيلية ستكون على المحك، بحيث سيفقد المستويان العسكري-الأمني والسياسي زمام المبادرة. هذا إذا استثينا التدخل البري لوحدات المشاة، إضافة الى القوة النارية من المقاومة الفلسطينية في غزة.
وأضاف عبود: أما تهديد السيد نصر الله بحرب شاملة إذا هوجمت إيران، فللإشارة أولًا أنّ محور المقاومة هو محور متماسك، ومصير أي طرف من أطرافه مرتبط عضويًا ومعنويًا بالآخر. ثانيًا يحمل التهديد رسالة إلى الأميركي أنّ موازين القوى ليست مختلة، والجهوزية عالية للمواجهة، إضافة إلى القرار بالمواجهة.
واعتبر عبود أن الثمن الذي سيدفعه الأميركي وأدواته، سيكون مهولًا، وأنّ أي طرف يقدّم المعونة والمساعدة للأميركيين سيكون مشاركًا في الحرب بشكل مباشر، وفي مقدمة هؤلاء إسرائيل والدول المحرضة على الحرب على إيران في الخليج، وسيكون الخراب والدمار ثمنًا لهذا السلوك التحريضي والتآمري.
ولفت إلى أن تهديد السيد نصر الله يحمل رسالة ردعية للأميركيين بضرورة التفكير مليًا قبل اتخاذ قرار الحرب على إيران، وتذكيرهم أنّ لإيران حلفاء أشداء، ولن يستطيعوا استفرادها، كما فعلوا مع العراق وأفغانستان. فقد أراد السيد نصر الله تنبيه الرئيس ترامب أنّ الحرب الشاملة ستعني أنَ النتائج السريعة التي يفكّر فيها هي مستحيلة التحقق، وأنّ ممرات ناقلات النفط البحرية وحتى البرية ستكون هدفًا في أي حرب، مما سيرفع أسعار برميل النفط إلى مستويات فلكية، بحيث سيكون هذا العنصر فقط كفيلًا بإسقاطه في الانتخابات القادمة، إضافة إلى استعادة مشاهد الجنود الأميركيين محمولين بالتوابيت، وملفوفين بالأعلام الأميركية. وهذه ستكون نهاية ترامب السياسية.
أما في مسألة ترسيم الحدود مع إسرائيل فأراد السيد نصر الله القول إنّ الاستفادة من النفط والغاز لن يكون لإسرائيل وحدها، واذا لم يستطع لبنان استخراج النفط فلن يستخرج أحدٌ النفط والغاز ابدًا. وهي رسالة الى الشركات النفطية أيضًا، والدول التي تنتمي اليها هذه الشركات بأنّ عليها أن تكون مساهمة في إقناع الإسرائيليين في ايجاد حل للمشكلة وإلا لن تستفيد الشركات أيضاً. إضافة إلى وجود شركات جاهزة ومنافسة لتلك الشركات كي لا تعتبر نفسها من دون منافس.

Optimized by Optimole