غبار العمل ولا زعفران البطالة

غبار العمل ولا زعفران البطالة
Spread the love

بقلم: رنا أحمد | تمثل قضية البطالة في الوقت الراهن إحدى المشكلات الأساسية التي تواجه معظم دول‫ العالم باختلاف المستويات في تقدمها وأنظمتها الاقتصادية ، والاجتماعية ، والسياسية ، فلم تعد‫البطالة مشكلة العالم الثالث فحسب بل أصبحت واحدة من أخطر مشاكل الدول المتقدمة.‫ ولعل أسوأ وأبرز سمات الأزمة الاقتصادية العالمية التي توجد في الدول الغنية المتقدمة‫ والنامية على حد سواء ، هي تفاقم مشكلة البطالة أي التزايد المستمر المطرد في عدد الأفراد ‫القادرين على العمل والراغبين فيه والباحثين عنه دون أن يعثروا عليه. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وهنا تبدأ التساؤلات في أذهاننا ما هي البطالة وما هي أسبابها ، وهل هي فعلاً مؤثر قوي في مجتمعنا وكيف نجد لها حلول وما هي نتيجتها … نريد إجابة لكل شاب وشابة يبحثون عن فرصة لتحقيق مستقبلهم وهم أمام هذا الصمت القاتل لم يخفوا تذمرهم تجاه السلطات المعنية مؤكدين أنها لم تنظر إلى مشكلتهم وعن لسان الشاب المغترب محمود العلي : تُعرف البطالة على أنها كل شخص قادر على العمل ولم تتوفر له مقومات العمل وتجاوز الثامنة عشر من عمره ،وتوجد نوعان من البطالة أولها بطالة مقنعة : وهي التي من تأتيه فرصة عمل ولا يعمل وثانياً البطالة غير مقنعة :وهو الذي يبحث عن فرصة عمل ويملك المهارات والخبرات ولا يجدها ….
وكذلك تابع الشاب سامر شلاش الذي دفعته ظروف المعيشة إلى السفر بحثاً عن مستقبله قائلاً البطالة في جميع المجتمعات سببها الفساد والواسطة ،فكثيراً من الشباب توضع في المكان الغير مناسب ليحصل على فرصة كانت لغيره، ولا نستطيع الحديث عن البطالة لأنها ليست شخصاً البطالة اسباب والكثير من العلماء واليد العاملة هاجرت بسبب عدم توفر فرص عمل ،وتابع قائلاً أنا لا اتمنى العودة إلى بلدي لأن هناك تقصير من حيث توفير فرص عمل للشباب اللذين هم وقود المجتمع وتطوره .
وأضاف الشاب وسيم سليمان الذي ترك بلده أيضاُ لاجئاً إلى دبي لكي يكون مع أخوته الذين سافروا منذ عام 1998 بحثاً عن فرصة عمل حرموا منها في بلدهم ، وهم لهم الحق بها كغيرهم من الشباب، وتابع وسيم حديثه كم اتمنى أن أعود إلى سوريا ولكن بعد خمسة عشر عام من الصعب العودة لأن هناك التزامات كثيرة فنحن نعمل في شركات وهناك عقود وليس بالسهل تركها ، ولكني سأعود حتماً سأعود وكل ذلك بسبب عدم توفر له فرصة عمل فلجأ إلى الحل الأصعب والأكثر ألماً وهو الاغتراب… وأضاف متحدثاً إلى كل شاب لا تسافر لأنك متى سافرت لن تعود …وعند سؤاله عن أهله لم يقل سوى كلمة سامحوني …
وهناك فئة عمرية أخرى يعانون من هذا المرض القاتل وهو البطالة ومنهم الشابة نور التي انهت دراستها في معهد الفنون وما زالت تبحث عن فرصة عمل ، وبدل من تفكيرها باستغلال جهودها بالعمل وبناء مشروعها الخاص تبعد هذه الفكرة خوفاً من عدم تصريف بضائعها ولعدم توفير رأس المال معها، وهل ممن يساعدها ..؟؟؟؟
وغيرها الكثيرات ممن يعيشون حالة نور ويعانون معاناتها ومنهم أصحاب مهن لا تقل أهمية من الفنون إن كانت صناعية أو تجارية وهنا السؤال من المسؤول عن هؤلاء الشباب أصحاب المهن الحرفية ……
وما زال هناك العديد من الشباب اللذين دفعتهم الظروف للسفر وغيرهم الذين ما زالوا في بلدهم و يحاولون البحث عن فرصة العمل ، وأحدهم خريج كلية الآداب الذي تخرج منذ سنتين والآن لا يعمل وغيره الكثير وهنا هل من مجيب ؟؟ ونرى خطورة الاغتراب الذي بدت حاجة بديلة لتأمين مستلزمات الحياة الضرورية لا أكثر وغيرها من المشكلات التي يعاني منها مجتمعنا
وكلنا نعلم أن البطالة لا تؤثر علينا سلبياً كدولة فقط ، بل انها تؤثر سلباً على مجتمعنا ونفسية شبابنا وآثارها خطيرة لا تعد ولا تحصى ،وهنا نسأل الجهات المختصة هل من حق كل شخص أن يعمل في المجال الذي يفضله ويستحق أن يكون به ويبدع بالعمل …؟؟؟
وأخيراً نقول يجب علينا أن نسعى للعمل فالله تعالى حثنا على العلم والعمل ، وبالعمل سنبني الأجيال و الآفاق بالإضافة إلى مواكبة التطور التكنولوجي والعالمي بشتى أنواعه ، و لن نقف في أماكننا بسبب البطالة فظاهرة البطالة نجدها منتشرة في جميع أنحاء العالم وحتى بالدول الكبرى لذلك يداً بيد نحو مستقبل نظيف و خالِ من البطالة.