هكذا تحدث فيدل كاسترو

هكذا تحدث فيدل كاسترو
Spread the love
مراسل نيويورك تايمز ريتشارد أدير وكاسترو
مراسل نيويورك تايمز ريتشارد أدير وكاسترو

بقلم: ريتشارد أدير — لم تكن قد مرّت سوى سنوات قليلة على انتصار الثورة الكوبية حين أجرى ريتشارد أدير مقابلته الشهيرة مع فيدل كاسترو. كانت تلك فرصة كبيرة بالنسبة له في لحظة مهمة من التاريخ، ليس فقط من أجل مقابلة ومحادثة كاسترو بل للتعرف إلى أكثر الشخصيات التي كانت تؤرق الولايات المتحدة. مع رحيل الزعيم الكوبي ماذا يقول مراسل صحيفة “نيويورك تايمز” عن أيامه الثلاثة برفقة فيدل؟

كان ذلك في العام 1964 ريتشارد أدير كان يعمل آنذاك مراسلاً لصحيفة “نيويورك تايمز” التي كما بقية الصحف الأميركية كانت تواكب تلك المرحلة التاريخية وصعود نجم فيدل كاسترو “الرجل الذي تحدّى الولايات المتحدة” كما عنونت تغطيتها لرحيل الزعيم الكوبي.
طلبت التايمز من مراسلها الذهاب إلى كوبا. حطّ أدير في هافانا برفقة المصوّر جاك مانينغ الذي التقطت عدسته الكثير من صور كاسترو. صور أخرجتها “نيويورك تايمز” من أرشيفها مع إعلان وفاته إلى جانب أعدادها الخاصة بتغطية الثورة عام 1957 وغزو خليج الخنازير وأزمة الصواريخ عام 1962.

ولا يعود الفضل إلى مانينغ في ما التقطه فقط من صور لكاسترو بل في ما هو أهمّ من ذلك بكثير. يقول أدير إن إحدى مهماته في كوبا كانت محاولة التحدث مع كاسترو وإجراء مقابلة معه. لم يكن ذلك أمراً سهلاً. المرات النادرة التي كان يمكن رؤيته فيها كانت خلال الاستقبالات الدبلوماسية. وهكذا كان العيد الوطني الكندي مناسبة للقائه. وحين كان يهمّ كاسترو بالمغادرة صرخ جاك مانينغ “فيدل ماذا بالنسبة للمقابلة؟”.. فكان الردّ “تعالا معي..” فكانت الأيام الثلاثة التي أمضاها مراسل نيويورك تايمز ومصورها برفقة فيدل كاسترو.

هذه الأيام الثلاثة اختصرتها الصحيفة الأميركية بشريط من خمس دقائق بعنوان “أيامي الثلاثة مع فيدل” يستعرض صور كاسترو التي التقطها جاك مانينغ (توفي2001) ويروي بصوت ريتشارد أدير نفسه انطباعات صحفي أميركي عمن شكّل لعقود طويلة “العدوّ” التاريخي لبلاده. ستة عشر ساعة من المقابلات المكثّفة، نصفها للسياسة والنصف الآخر خصّصه كاسترو ليعرّف الصحفيين الأميركيين إلى كوبا ما بعد الثورة.

يقول أدير “أمام الفندق كانت تقف سيارة زرقاء قديمة وكان في المقعد الأمامي رجل يقرأ صحيفة. لم يكن ذلك الرجل سوى فيدل” الذي كان “خلافاً لكل المسؤولين المهمّين يرفض الجلوس في المقعد الخلفي”. من المقعد الأمامي وجّه فيدل السائق إلى المناطق التي كانت تهمّه، تماماً كما رسم وجهة كوبا لعقود طويلة. وجهة كاسترو كانت الحقول والمزارع. يشرح الصحفي الأميركي كيف كان جلّ اهتمام الزعيم الراحل أن يصنع من كوبا امبراطورية زراعية وكيف كانت تتمحور حماسته حول هذا الموضوع وأن يقود الجزيرة إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي. قال له فيدل “خلال سنة سيبدأ المزارعون الأميركيون بالقدوم إلى كوبا ليروا كيف يعمل الكوبيون”.

يروي أدير كيف التقى كاسترو خلال هذه الرحلة بين المزارع مجموعة من الشباب العاملين فيها وحثّهم على العودة إلى الأرض. كانت عقارب الساعة تسير على توقيت كاسترو، يضيف. غالباً لم يكن يتحدث فقط عن المقابلة بل أيضاً عن كوبا التي سارت كل هذه السنوات على خطى “الرجل الساحر صاحب الكاريزما القوية الذي كان يحبّه الجميع ويدعمونه على نحو مطلق بالرغم من وجود معارضين له” وفق مراسل “نيويورك تايمز”. “كان يملك القدرة على الحديث مباشرة إليك. كان ينظر في عيون الكوبيين ويخبرهم بأن حياتهم ستصبح أفضل”. يتابع أدير.

لم تكن قد مرّت سوى سنوات قليلة على انتصار الثورة الكوبية حين أجرى ريتشارد أدير مقابلته الشهيرة مع كاسترو والتي لم تخل من المتعة كما قال. كانت المقابلة فرصة كبيرة بالنسبة له في لحظة مهمة من التاريخ، ليس فقط من أجل مقابلة ومحادثة كاسترو بل للتعرف إلى أكثر الشخصيات التي كانت تؤرق الولايات المتحدة.
المصدر: “نيويورك تايمز” عن الميادين نت

Optimized by Optimole