كيف يُمكن الاتصال بالرئيس الأميركي المنتخب؟

كيف يُمكن الاتصال بالرئيس الأميركي المنتخب؟
Spread the love

trump-abe

بقلم: د. هيثم مزاحم — سؤال قد يبدو غريباً وخاصة في عالم الدبلوماسية والعلاقات الدولية، حيث تقوم وزارات الخارجية والسفارات بتأمين وسائل الاتصال بالرئيس المُنتخَب سواء عبر وزارة الخارجية الأميركية أو عبر سفاراتها في واشنطن. لكن ثمة ارتباكاً واضحاً في حال ترامب وفريقه، وثمة صعوبة بالوصول إلى الرئيس، وثمة ضبابية في تحديد مواعيد لقاءات عالية المُستوى معه، وذلك بسبب عدم تسلّمه منصبه الرسمي بعد ودخوله البيت الأبيض، في العشرين من كانون الثاني/ يناير المُقبل من جهة، ونتيجة الفوضى في فريق ترامب وغياب التنسيق لاتصالاته الخارجية ولقاءاته الدولية.
هذا الأمر واجه رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، الذي التقى ترامب الخميس في نيويورك، ليكون أول زعيم أجنبي يلتقي الرئيس المُنتخَب.
فقبل يوم واحد من الاجتماع، قال مسؤولون يابانيون إنه لم يتم حسم مسألة متى أو أين سيتم اللقاء في نيويورك، ومَن سيُدعى إلى الاجتماع. كما واجه اليابانيون في بعض الحالات صعوبة في معرفة مَن يجب الاتصال بهم للحصول على إجابات.
وقد رفض العديد من مُساعدي ترامب الإجابة على أسئلة حول زيارة آبي أو حصول اتصال بين الفريق الانتقالي ووزارة الخارجية الأميركية بشأن تنسيق الزيارة.
وذكرت وكالة رويترز أن مسؤولين يابانيين وأميركيين كشفوا الأربعاء الماضي أن وزارة الخارجية الأميركية لم تشارك في التخطيط للاجتماع بين ترامب وآبي، مُشيرة إلى أن التفاصيل اللوجستية والبروتوكولية التي عادة تُحسم في وقت مُبكر لم تحدّد بعد. وقال مسؤول ياباني: “ثمة الكثير من الارتباك”.
ويُشار إلى أن هذا الاجتماع قد تم تحديده فقط الأسبوع الماضي، حيث كان ترامب ومستشاروه مشغولين في اجتماعات في مقرّ إقامة الرئيس المُنتخَب في برج ترامب في مانهاتن في حسم التعيينات في فريق عمل الرئيس في الإدارة الجديدة.
وفي حين يعقد زعماء العالم أحياناً لقاءات ثنائية مُخطّط لها بشكل غير مقيّد خلال القمم الدولية والإقليمية، إلا أنه من غير المألوف بالنسبة إلى الزعماء الأجانب عقد مُحادثات دبلوماسية رفيعة المستوى في الولايات المتحدة من دون تخطيط مُفصّل.

المُتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي قال إنه على حدّ علمه، لم يكن الفريق الانتقالي للرئيس ترامب على اتصال مع وزارة الخارجية، إما لمناقشة عملية انتقال الحكومة (الإدارة) أو للحصول على معلومات قبل لقاءات ترامب مع القادة الأجانب.
مُستشار لترامب قال إن الرئيس المُنتخَب سيسعى خلال الاجتماع لطمأنة آبي وحلفاء آسيويين آخرين انتابهم القلق من تصريحاته خلال حملته الانتخابية.
أما آبي فقال للصحافيين قبل مُغادرته طوكيو الخميس إنه يرغب في بناء علاقة من الثقة عندما يلتقي مع ترامب. وأوضح أن التحالف الأميركي الياباني “هو حجر الأساس لأمن ودبلوماسية اليابان ..لا ينتعش التحالف إلا بوجود الثقة.”
لكن ترامب، الآتي من عالَم الأعمال من دون أية خبرة دبلوماسية أو حكومة، يختلف مع رئيس الوزراء والنائب الياباني المُخضرَم آبي، بشأن قضايا سياسية مثل اتفاقية التجارة الحرّة.

صعوبة الاتصال بترامب؟

ترامب نفى الأربعاء تقارير حول عدم التنظيم في فريقه، مُنتقداً صحيفة نيويورك تايمز لقولها إن زعماء العالم واجهوا صعوبة في الحصول على اتصال معه.
وكانت الصحيفة قد ذكرت أن حلفاء الولايات المتحدة كانوا “يسعون جاهدين لمعرفة كيف ومتى يتّصلون بالسيّد ترامب” وقاموا باتصالات “عشوائية” ببرج ترامب في محاولة للوصول إليه.
وقد غرّد ترامب على موقع توتير قائلاً إنه تحدّث مع عدد كبير من زعماء العالم منذ فوزه المُفاجىء على مُنافِسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية في الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري. وقال إنه تلقّى دعوات اتصالات من العديد من الزعماء الأجانب، بينهم قادة روسيا والمملكة المتحدة والصين والسعودية واليابان، خلافاً لقول صحيفة “نيويورك تايمز” التي وصفها بـ”الفاشلة”.
الصحيفة قالت إن ترامب يعمل من دون إحاطات إعلامية رسمية من وزارة الخارجية في تعامله مع الزعماء الأجانب.
لكن ترامب غرّد قائلاً إن قصة “نيويورك تايمز” الفاشلة خاطئة كلياً حول مسألة عملية الانتقال،” من دون أن يُحدّد ما هي بالتحديد المادة غير الصحيحة في قصة الصحيفة. وأضاف أن الانتقال يجري على نحو سَلِس. كذلك، تحدّثت مع العديد من القادة الأجانب “.
وقال الفريق الانتقالي إن ترامب ونائبه مايك بنس تحدّثا إلى 29 من الزعماء الأجانب.
وبرغم قيام ترامب بممارسة طبيعية بحسب النظام خلال مُحادثاته الهاتفية مع الزعماء الأجانب منذ فوزه في الانتخابات. إلا أن بعض اتصالاته قد خرجت عن حدود الإجراء المُعتاد. فالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يبدو أنه كان أول زعيم يتحدّث إلى ترامب بعد إعلان فوزه في الانتخابات، حتى قبل حلفاء أقرب إلى الولايات المتحدة مثل زعيمي بريطانيا وألمانيا.
وذكرت وسائل الإعلام الأسترالية أن رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم تيرنبول كان الزعيم الثاني الذي تحدّث إلى ترامب هاتفياً بعد فوزه، مُشيرة إلى أن السفير الأسترالي لدى الولايات المتحدة حصل على رقم الهاتف الشخصي لترامب من لاعب الغولف الأسترالي غريغ نورمان وهو صديق شخصي للرئيس المُنتخَب.
ترامب تحدّث كذلك إلى زعماء بريطانيا، ألمانيا، تركيا وحلفاء آخرين. لكن مُكالمته الهاتفية يوم الإثنين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث اتفق الرجلان على “التعاون البنّاء،” قد أثارت الدهشة بين الديمقراطيين والجمهوريين التقليديين الذين شعروا بالقلق بشأن تنامي دور موسكو مُجدّداً. كذلك كان لافتاً للانتباه لقاء ترامب بقائد حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي زعيم حزب الاستقلال، نايغل فاراج، في برج ترامب نهاية الأسبوع الماضي، قبل أي لقاء له مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي.
المُتحدّث باسم وزارة الخارجية جون كيربي قال إنه ليس علينا الموافقة أو عدم الموافقة على المُحادثات التي يُجريها الرئيس المُنتخَب مع الزعماء الأجانب الآن أو في المستقبل.
حال عدم اليقين هذه بشأن مُحادثات دولية تظهِر وجود بعض الصعوبات في تحويل ترامب من رجل أعمال حر طليق إلى رئيس يجلس مع جدول أعمال زمني مُرتّب بشكل كامل مع إدارة فاعلة مع تنصيبه في 20 كانون الثاني/ يناير 2017.

المصدر: الميادين نت