التنوير الآن وليس غداً

التنوير الآن وليس غداً
Spread the love

بقلم: الدكتور ستيفن بينكر أستاذ علم النفس في جامعة هارفرد —
ترجمة: إبراهيم عبدالله العلو —

قد يبدو مبدأ التنوير الذي يقرر بأمكانية تطبيق المنطق والتعاطف لتعزيز الإزدهار الإنساني أمراً جلياً ومبتذلاً عفا عليه الزمن. ولكن الحقيقة ليست كذلك. أضحت مثل المنطق والعلم والإنسانية والتطور بحاجة لدفاع نابع من القلب أكثر من ذي قبل ونتقبل هداياها بشكل بديهي: سيعيش المواليد الجدد لثمانية عقود وتطفح الأسواق بالأغذية وتظهر المياه النظيفة بلمسة أصبع وتتلاشى الفضلات بلمسة الأصبع الآخر. تتواجد العقاقير التي تمحي الإلتهابات المؤلمة ويتواجد الأبناء غير المرسلين للحروب والبنات اللائي يمشين في الشوارع بأمان. هناك من ينتقد ذوي النفوذ دون الخوف من القتل أو السجن وتتجمع معرفة وثقافات البشر في جيب القميص. ولكن تلك إنجازات بشرية وليست حقوق كونية موروثة. وفي ذواكر الكثير من القراء – وفي تجارب من يحيا في المناطق الأقل حظاً في العالم – تصبح الحرب والندرة والمرض والجهل والترهيب القاتل جزءاً طبيعياً من الوجود.
ونعلم أن الدول قد تنزلق إلى تلك الظروف البدائية ولذلك نتجاهل إنجازات التنوير في تفادي المخاطر التي قد تحيق بنا.
ومثل التنوير نتاج المنطق البشري ولكنها تتصارع على الدوام مع خيوط أخرى من الطبيعة البشرية: الولاء للقبيلة وإجلال السلطة والتفكير السحري وصب اللوم على المسيئين عند حدوث البلوى.
شهد العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين بزوغ حركات سياسية صورت بلادها مشدودة نحوبؤس جحيمي بسبب فئات خبيثة يمكن مقاومتها عبر زعيم قوي يلوي البلاد نحوالخلف ليجعلها”عظيمة مرة أخرى”.
تم تحريض هذه الحركات من خلال سرد مشترك مع العديد من معارضيها الألداء ، حيث فشلت مؤسسات الحداثة ودخل كل مظهر من مظاهر الحياة في أزمة متعمقة، أدخل الطرفين في توافق مروع بأن تقويض تلك المؤسسات سيجعل العالم مكاناً أفضل. ومن الصعب العثور على رؤية إيجابية ترى مشاكل العالم إزاء خلفية من التطور تسعى لبناءه عبر حل تلك المشاكل في طريقها.
إذا تأملنا المثل الليبرالية عام 1960 ليس بعيداً عن الفترة التي شهدت تحديها الأكبر،يقول الإقتصادي ف حايك”كي تحافظ الحقائق القديمة على مكانتها في عقول البشر يجب تعزيزها في لغة ومفاهيم الأجيال اللاحقة. ” (ومبرهناً على وجهة نظره سهواً بتعبير عقول الرجال.)
“تتحول تعابيرهم التي كانت فيما مضى الأكثر فعالية إلى تعابير تالفة مع الإستخدام المتكرر بحيث يتلاشى معناها المفيد. قد تكون الأفكار الكامنة سليمة وصالحة ولكن المفردات حتى عند تفسيرها لمسائل راهنة لا تحمل الإقناع الذي كانت تحمله يوماً ما”
الخوف من الفهم
نجح التنوير – ربما أعظم قصة لم تحكى إلا نادراً.
وبما أن هذا الإنتصار لم يتغنى به الشعراء يصبح مثل المنطق والعلم والإنسانية غير ملائم بذات القدر. وتعامل تلك المثل في عقول المفكرين اليوم باللامبالاة والتشكيك وأحياناً الإزدراء بدلاً من أن تحظى بإجماع عديم الطعم. ولكن عند التقدير الملائم تصبح مثل التنوير ملهمة ومحفزة ونبيلة.
ما هو التنوير؟
أجاب ايمانويل كانت في مقالة نشرت عام 1784 عن هذا التساؤل قائلاً” انه يتكون من ” بزوع النوع البشري من فجاجته المحدثة ذاتياً وخضوعه “الكسول والجبان” ل”عقائد ونظم” ذات سلطة دينية أوسياسية. فالتنوير شعار كما ادعى “تحدي الفهم” ومطلبه التأسيسي هو حرية الفكر والتعبير.
إذاً ما هو التنوير؟
لا يوجد جواب رسمي لإن الفترة التي سميت خلال مقالة كانت لم تحدد بحفلات إفتتاح وإختتام كالألعاب الأولمبية ولم يشترط لمعتنقيها أداء قسم أو معتقد.
وضع التنوير زمنياً خلال الثلثين الأخيرين من القرن الثامن عشر بالرغم من أنه تدفق من الثورة العلمية وعصر المنطق في القرن السابع عشر وانساب عبر الأيام المزدهرة لليبرالية الكلاسيكية خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر. وكانت الفترة خصبة بالأفكار المتعارضة أحياناً ولكن أربعة مواضيع ربطتها سوياً: المنطق والعلم والإنسانية والتطور.
أولاً المنطق. لم يخضع المنطق للتفاوض. ومتى بدأت بمناقشة سؤال لإجل ماذا نحيا(أو أي سؤال آخر) طالما أصريت على أن أجوبتك، سواء كانت منطقية أو مبررة أو حقيقية وأن الاخرين يجب أن يؤمنوا بها تكون قد ألزمت نفسك بالمنطق ووضعت معتقداتك لمساءلة المعايير الموضوعية.
يخلط كثير من من الكتاب اليوم بين تأييد التنوير للمنطق مع الإدعاء اللامعقول بأن البشر وكلاء عقلانيين كاملين. ولكن ذلك بعيد كل البعد عن الواقعية التاريخية. كان المفكرون من أمثال كانت وباروش سبينوزا وتوماس هوبز ودافيد هيوم وادم سميث علماء نفس فضوليين وعلى علم بنواقصنا وعواطفنا غير العقلانية. وكان هذا التطبيق المتعمد للمنطق لازماً لإن عاداتنا العامة في التفكير لم تكن منطقية بالضرورة.
ويوصلنا ذلك إلى القيمة الثانية، العلم، تنقية المنطق لفهم العالم. كانت الثورة العلمية ثورية بطريقة يصعب تقديرها اليوم حيث أصبحت إكتشافاتها الآن طبيعة ثانية بالنسبة لنا.
أظهر الهروب من الجهل والخرافة، بالنسبة لمفكري التنوير، مدى خطأ الحكمة التقليدية وكيف أن طرائق العلم – الشك و إمكانية الخطأ والنقاش المفتوح والإختبار التجريبي – هي طريقة الوصول إلى المعرفة الموثوقة.
تشمل تلك المعرفة تفهمنا لأنفسنا . وكانت الحاجة”لرجل العلم” مطلباً وحد مفكري التنوير الذين لم يتفقوا على أي شئ آخر. حولهم اعتقادهم بوجود طبيعة بشرية عالمية يمكن دراستها علمياً ممارسين مبكرين للعلوم التي أخذت مسمياتها بعد قرون تالية.
توصلنا فكرة الطبيعة الإنسانية العالمية إلى قيمة ثالثة: الإنسانية.
رأى مفكروا عصر المنطق والتنوير حاجة ملحة لإساس علماني للأخلاق، التي طوردت بذاكرة تاريخية لقرون من المذابح الدينية : الصليبيين ومحاكم التفتيش ومطاردة السحرة وحروب أوربا الدينية.
ووضعوا الأساس لما نسميه الآن الإنسانية التي تسمو برفاهية الرجال والنساء والأطفال فوق عظمة القبيلة والعرق والأمة والدين.
إنهم الأفراد وليس المجموعات الذين يشعرون – الذين يتحسسون اللذة والألم والإنجاز والبؤس.
دفع الإحساس الإنساني مفكري التنوير لشجب العنف الديني وكذلك الفظائع العلمانية في عصرهما بما في ذلك الرق والإستبداد وإعدام مرتكبي الجنح البسيطة مثل السرقة من المحلات والصيد الممنوع والعقوبات السادية مثل الجلد وبتر الأطراف والوضع على الخازوق وبقر البطون والتكسير على الدولاب والحرق حياً.
إذا لم تكن إزالة الرق والعقاب الوحشي تطوراً فما التطور إذاً مما يوصلنا إلى الركن الرابع للتنوير . أصبحت الإنسانية قادرة على إنجاز التطور الفكري والأخلاقي بفعل تفهمنا للعالم عبر العلم وحلقة تعاطفنا المتسعة عبر المنطق والكونية.
ويجب أن لا نخلط بين مثل التطور مع حركة القرن العشرين لإعادة هندسة المجتمع لمصلحة المخططين والتكنوقراطيين. و التي سماها عالم العلوم السياسية جيمس سكوت الحداثة السلطوية العليا. وبدلاً من محاولة تشكيل الطبيعة البشرية تركزت آمال التطور للتنوير على المؤسسات البشرية . وأضحت الأنظمة التي صنعها البشر مثل الحكومات والقوانين والمدارس والهيئات العالمية هدفاً طبيعياً لتطبيق المنطق لتحسين الواقع البشري.
وبطريقة التفكير تلك لم تعد الحكومات قدراً إلهياً للحكم و مرادفاً للمجتمع أو تجسيداً للروح العرقية أو الدينية أو القومية.
وهي إختراع بشري متفق عليه تكتيكياً في إطار إجتماعي مصمم لتعزيز رفاهية المواطينن من خلال تنسيق سلوكهم وتثبيط أفعالهم الأنانية التي قد تكون محفزة لكل فرد ولكنها تترك الجميع في وضع أسوأ من ذي قبل.
وكان أشهر منتجات التنوير إعلان الإستقلال الذي نص على ضمان حق الحياة والحرية والسعي نحو السعادة وعلى وضع الحكومات بين الناس وقيادتها لقواهم العادلة من توافق المحكومين.
السلم والرفاهية
شهد التنوير أول تحليل عقلاني للرفاهية. لم تكن نقطة البداية كيفية توزيع الثروة ولكن السؤال الأسبق: كيف تتشكل الثروة في المقام الأول. لاحظ سميث الذي بنى على التأثيرات الفرنسية والهولندية والاسكتلندية أن توافر الموارد المفيدة لا يمكن ان يظهر للوجود بفعل مزارع أو حرفي يعمل في معزل عن الآخرين. وتعتمد على شبكة من الإخصائيين الذين يتعلم كل منهم كيفية صنع شئ ما بأعلى جدوى ممكنة والذين يجمعون ويتبادلون ثمار ابتكاراتهم ومهاراتهم وعملهم.
يعمل التخصص في السوق التي تسمح للمختصين بتبادل سلعهم وخدماتهم وشرح سميث أن النشاط الإقتصادي كان شكلاً من أشكال التعاون المشترك المفيد(لعبة ذات ناتج جمع ايجابي بتعابير اليوم.) حيث يجني كل واحد منهم بالمقابل شيئاً أعلى قيمة بالنسبة له مما قدم. وعبر التبادل الطوعي ينفع الأفراد الآخرين عبر نفع أنفسهم وكما كتب” لا نتوقع الحصول على عشائنا من تصدق اللحام والمخمر والخباز ولكن من تقديرنا لاهتمامهم. نسائل أنفسنا ليس لإنسانيتنا ولكن لحبهم لذواتهم. ” لم يقل سميث أن الأفراد أنانيين أو يجب أن يكونوا كذلك وكان من أكثر المعلقين التاريخيين حدة في التعاطف الإنساني. وقال ذلك في سوق وأن توجه الأفراد للإعتناء بعائلاتهم وأنفسهم يسري على الجميع.
قد يجعل التبادل المجتمع كله أغنى وأفضل ومن الأرخص شراء السلع بدلاً من سرقتها وقيمة الأفراد الأحياء تفوق قيمة الموتى. ( وبتعبير الإقتصادي لوديج فون ميسيس قبل قرون” إذا دخل الخياط في حرب مع الخباز عليه أن يخبز خبزه بنفسه.”) وشجع الكثير من مفكري التنوير من أمثال مونتيسكو وكانت وفولتير وديديروت وآبي سانت بيير مثل التجارة الناعمة. وصمم المؤسسون الأمريكيون –جورج واشنطن وجيمس ماديسون والكسندر هاميلتون_ مؤسسات الأمة الفتية لتغذيتها.
ويوصلنا ذلك إلى قيمة تنوير أخرى السلم. كانت الحرب شائعة في التاريخ لدرجة إنها كانت جزءاً مستديماً من الوضع الإنساني والتفكير بالسلم يحضر فقط في عصر التعصب للخير.
مع سريان التنوير لم تعد الحرب عقاب إلهي يجب تحمله أو استهجانه أو مسابقة نبيلة يجب كسبها والإحتفال بها ولكن مشكلة عملية يمكن حلها والتخفيف منها.
وضع كانت في كتابه “السلم السرمدي” المعايير التي ستبعد القادة عن جر دولهم نحو الحروب. وأوصى بالتجارة العالمية المترافقة بالجمهوريات التمثيلية(ما نسميه اليوم الديموقراطيات) والشفافية المتبادلة والأنماط المعارضة للغزو والتدخل الداخلي وحرية السفر والهجرة وتوحد الدول التي تفصل في الخلافات فيما بينهم.
وبالنسبة لبصيرة المؤسيين والمنظرين والفلاسفة لا يعتبر هذا الكتاب كتاب شرح للتنوير.
كان مفكرو التنوير رجالاً ونساءً من عصرهم القرن الثامن عشر. كان بعضهم عنصرياً ومعادياً للسامية ومالكي عبيد ومتبارزين .
وكانوا أول من يعترف بذلك. إذا كنت تبجل المنطق فما هي قيمة صلاح الأفكار وليس شخصيات المفكرين.
وإذا كنت ملتزماً بالتطور فلن تدعي إلمامك به بالمطلق.

رهاب التطور
يكره المفكرون التطور. وحتى من يسمي نفسه “تطورياً” يكره التطور. ولا أقصد أنهم يكرهون ثمار التطور : فمعظم المثقفين والنقاد وقرائهم الواعين يستخدمون الحواسب عوضاً عن المحابر والريش ويفضلون إجراء عملياتهم الجراحية باستخدام التخدير وليس بدونه. إنها قيمة وفكرة التطور التي تقض مضجع الطبقة المتذبذبة – اعتقاد التنوير القائل انه من خلال فهم العالم نستطيع تحسين الحالة البشرية.
كما أن الفكرة التي تقول أن العالم أفضل مما كان بدت ذات طراز قديم بين رجال الدين منذ زمن بعيد. يظهر ارثر هيرمان في كتابه”انحطاط التاريخ الغربي” أن ادعياء الدمار كانوا نجوم مناهج العلوم الليبرالية بما في ذلك نيتشه وارثر شوبنهاور ومارتن هايديجر وكورس من المتشائمين البيئين.
ويوافق عالم الإجتماع روبرت نيسبيت في كتابه”تاريخ فكرة التطور”(1980) قائلاً” توسع التشكيك بالتطور الغربي الذي كان محصوراً بعدد قليل من المفكرين في القرن التاسع عشر وانتشر ليشمل أغلبة المفكرين في في الربع الأخير من ذلك القرن ومن ثم لملايين الأفراد الآخرين في العالم الغربي.”
ولكن لا يعتقد فقط مفكروا الإحتراف بأن العالم يسير نحو الجحيم. إنهم الأشخاص العاديين عندما يتحولون إلى وضعية التفكير. وفي أواخر 2015 قالت أغلبيات كبرى من 11 دولة متقدمة أن” العالم في وضع أسوأ”وقالت أغلبية أمريكية أنه خلال الأربعين سنة الماضية اتجهت “البلاد في الاتجاه الخاطئ.”
ومن السهل رؤية شعور الناس بتلك الطريقة: تعج الأخبار كل يوم بقصص الحروب والإرهاب والجريمة والتلوث واللامساواة وإدمان المخدرات والإضطهاد.
كيف نقيم بشكل حيادي حالة العالم مع تحيزات الصحفيين والتحيزات المعرفية التي تظهر أسوأ الموجود؟
يكمن الجواب في العد.
يتفق معظم الناس على ان الحياة أفضل من الموت. وأن العافية أفضل من المرض. وأن القوت أفضل من الجوع. والوفرة أفضل من الفقر. كما ان السلم أفضل من الحرب والأمان أفضل من الأخطار والحرية أفضل من الطغيان.
المساواة في الحقوق أفضل من التمييز العنصري والتزمت. والثقافة أفضل من الجهل .
والذكاء أفضل من البلاهة والسعادة أفضل من البؤس. وفرص الاستمتاع بالعائلة والاصدقاءء والثقافة والطبيعة أفضل من الكدح والرتابة.
يمكن قياس تلك الأشياء جميعها. وإذا تزايدت مع مرور الزمن فذلك هو التطور.
ولكننا نعلم أن تلك القائمة لا تحظى بموافقة الجميع. تلك القيم بصراحة إنسانية ولا تشمل الفضائل الدينية والرومانسة والارستقراطية مثل الإنقاذ والرحمة والخوف والبطولة والشرف والعظمة والأصالة. ولكن الجميع يوافق على إعتبارها نقطة بداية جيدة.
الحقيقة الصادمة
ثمة حقيقة صادمة. حقق العالم تطوراً مذهلاً في كل معيار من معايير الرفاه البشري. ولكن الأمر الصادم هو جهلنا بذلك التطور.
يمكن العثور على المعلومات المتعلقة بالتطور الإنساني رغم غيابها عن عناوين الأخبار الرئيسة والدوائر الفكرية.
ولا تتخفى في تقارير جافة ولكنها تشرح في مواقع رائعة مثل موقع ماكس روزر “عالمنا بالأرقام” وموقع ماريان توبي “التطور الإنساني” وهانس روزلينج” الغاب”. (ادرك روزلينج ان ابتلاع سيف في محاضرة تيد عام 2007 لم يكن كافياً لشد انتباه العالم.)
ووضحت الفكرة في كتب رائعة كتبها بعض الحائزين على جائزة نوبل والتي تباهت نشرات الأنباء بعناوينها مثل – تطور، مفارقة التطور، تطور بلا حدود، موارد بلا حدود، المتفائل العقلاني، وحالة المتفائل العقلاني ،ويوتوبيا الواقعيين، والإزدهار الهائل، والوفرة، وتحسين وضع العالم، نحو عالم أفضل، ونهاية الجحيم، والقوس الأخلاقي، والفأس الكبير، والهروب العظيم، ووالإنبثاق الكبير، والتوافق العظيم.(لم يحصل أي منها على جائزة كبرى ولكن خلال فترة ظهورها منحت جائزة بوليتزر لاربعة كتب عن المذبحة وثلاثة عن الإرهاب وإثنان عن السرطان وإثنان عن التمييز العرقي وواحد عن الإنقراض.)
وبالنسبة للقراء الذين تتوجه عادات المطالعة لديهم نحو القوائم قدمت السنوات السابقة “خمسة قطع من الأخبار الطيبة التي لم يذكرها أحد” ، ” وخمسة أسباب تثبت أن عام 2013 كان أفضل عام في التاريخ الانساني” و” سبعة أسباب تبدي العالم أسوأ مما هو عليه” “29 جدول وخريطة تظهر ان العالم يتحسن يوماً بعد يوم” “40 طريقة تظهر تحسن العالم” وكتابي المفضل” 50 سبب للاعتقاد باننا نحيا عبر أعظم فترة في التاريخ البشري.”
أجمل الرئيس السابق أوباما ذلك في ختام رئاسته قائلاً” لو قيض لك ان تختار اللحظة التاريخية التي تولد فيها ولم تعرف مسبقاً من ستكون – لم تعلم ان كنت ستولد في عائلة ثرية أو فقيرة، أو في أي بلد ستولد،وإن كنت ستكون رجلاً أو إمرأة- وإذا توجب عليك الإختيار بشكل أعمى اللحظة التي سوف تولد بها، ستختار الآن.

الكتاب: التنوير الآن
المؤلف: ستيفن بينكر
الناشر: دار فايكنغ – 2019

Enlightenment Now: The Case for Reason, Science, Humanism, and Progress
By: Steven Pinker
Published by Viking
2018
المصدر:
https://stevenpinker.com/reviews-enlightenment-now?admin_panel=1

Optimized by Optimole