سجن التوبة.. عينة من إرهاب “جيش الإسلام”

سجن التوبة.. عينة من إرهاب “جيش الإسلام”
Spread the love

دمشق – تقرير ميادة سفر — ربما لم يحظَ سجن فيما خلا سجن غوانتنامو بالاهتمام والحديث الشعبي والإعلامي كما حظي سجن التوبة، وهو أحد السجون التي أنشأها تنظيم “جيش الإسلام” في مدينة دوما بعد سيطرته عليها.
لطالما شكل سجن التوبة مصدر قلق وإرهاب لكثير من السوريين، كما شكل مصدر ترقب وانتظار للآلاف ممن فقدوا ذويهم أثناء الحرب السورية، حيث الآلاف من السوريين المدنيين والعسكريين الذين تم اختطافهم من قبل “جيش الإسلام” متواجدين في هذا السجن.
أتت تسمية هذا المعتقل الذي أقامه تنظيم “جيش الإسلام” بسجن التوبة باعتباره المكان المهيأ لإجبار المخطوفين على التوبة من الخطايا التي ارتكبوها، وفقاً لأفكار التنظيم المتشددة والتي تكفّر كل من لا ينضوي تحت لوائه. وحتماً كانت تتم “التوبة” تحت شتى صنوف التعذيب الذي يقوم بها مسلحو التنظيم.
ومنذ سيطرته على مدينة دوما قام تنظيم “جيش الإسلام” باستخدام المختطفين دروعاً بشرية لمنع الجيش السوري من أية محاولات لعمل عسكري في المدينة. فكان يتفنن بأساليب امتهان كرامات أولئك المختطفين وانتهاك جميع حقوق الإنسان وحقوق الأسرى التي نصت عليها القوانين الدولية، بعرضهم بأقفاص حديدية موضوعة على سيارات والتجول بها في المدينة. وكان ذلك يتم بصمت دولي وتجاهل تام من قبل جميع الدول الداعمة لما يسمى “الثورة السورية”.
تشير المعلومات التي يتم تداولها من مصادر داخل مدينة دوما أن سجن التوبة ليس مكانا واحداً أو مقراً مفرداً، بل هو سجن يتألف من أماكن عديدة متفرقة منتشرة على مساحة المدينة. ويشار هنا إلى أن سجن التوبة ليس المعتقل الوحيد الذي يستخدمه تنظيم “جيش الإسلام”، بل هنا إضافة إليه هناك ما يسمى سجن الباطون وسجن الكهف وسفينة النساء.
سجن التوبة مختص بالجرائم المدنية، وتتم فيه دورات شرعية وإصلاحية وفقاً لأفكار “جيش الإسلام”. وتشير المعلومات إلى أنه في حال رغبة أحد المساجين في الانضمام إلى التنظيم فيحال إلى سجن الكهف المتخصص بدراسة أوضاع المساجين، ثم يقوم بفرزهم إلى القطاعات العاملة ضمن التنظيم.
أما سجن الباطون فهو مخص بالجرائم العسكرية التي يرتكبها مسلحو التنظيم أو الأسرى من التنظيمات الأخرى التي كانت تتواجد في الغوطة الشرقية قبل سيطرة الجيش السوري عليها.
أما النساء المختطفات فكان لهن سجن خاص أطلق عليه التنظيم تسمية سفينة النساء، فيتم زج المختطفات فيه وتعريضهن لكل أشكال التعذيب.
لطالما شكل المختطفون حجر عثرة أمام أي عمل عسكري للجيش السوري، واستخدمهم التنظيم ورقة ضغط على الدولة السورية. ولكن حين فشلت جميع المساعي وأسقط مسلحو تنظيم “جيش الإسلام” الاتفاق الذي تم بوساطة روسية، كان القرار للجيش السوري بالحل العسكري، ليتم وبعد وقت قصير من بدء العمل العسكري التوصل إلى اتفاق بين الدولة السورية وتنظيم “جيش الإسلام” يقضي بإخراج مسلحي التنظيم إلى جرابلس، والأهم هو إخراج جميع المختطفين لديه وتسليمهم إلى الحكومة السورية.
هذا الاتفاق إن نجح سيطوي ملف سجن التوبة إلى الأبد، ولكنه حتماً لن يطوى من أذهان السوريين الذي شكل لديهم هاجساً ومصدر رعب طوال سنين الحرب. أما المختطفون فقد يمر زمن طويل قبل أن تمحى من ذاكرتهم تجربة من أقسى التجارب، تجربة كانت محفوفة بالموت، ولسان حالهم يردد “طلعنا على الشمس طلعنا عالحرية”.

Optimized by Optimole