في مواجهة نتنياهو لا يوجد أحد

Spread the love

بقلم: جدعون ليفي – محلل سياسي إسرائيلي —

•ليس هناك ما نناضل من أجله. الشكوك بشأن فساد رئيس الحكومة تجري معالجتها حالياً بصورة جيدة من جانب الشرطة، وباستثناء ذلك، ليس هناك موضوع مهم مطروح على جدول أعمال النقاش العام الضحل والسخيف السائد هنا. قانون التجنيد لا أهمية له، سواء خدم الحريديم أم لم يخدموا، من يهمه ذلك، وباستثنائه ليس هناك موضوع جدي نتحدث عنه. إسرائيل تتظاهر بأنها تخوض موضوعات مصيرية، لكن الحقيقة هي أنها فعلاً مشغولة فقط بالتفاهات.

•ليس هناك من نناضل من أجله. لا يوجد أحد في مواجهة نتنياهو. فضاء فارغ. لم يقف أحد في مواجهته. رئيس الحكومة يتعرض لتحقيقات جنائية، وليس هناك شخص يتحداه بجدية، باستثناء المفوض العام للشرطة وألداد يانيف [مسؤول عن الاحتجاجات ضد فساد نتنياهو]. تخيلوا فقط توجيه مثل هذه الاتهامات ضد شمعون بيرس، مع وجود مناحيم بيغن في المعارضة أو يتسحاق شمير. وكيف كانت ستهتز السماء والأرض. لكن إسرائيل طورت لنفسها في السنوات الأخيرة نظاماً لا وجود فيه للمعارضة، مثلما يجري مع بوتين في روسيا وأردوغان في تركيا، لكن مع تجديد عالمي من صنع إسرائيل: المعارضة هي المسؤولة عن عدم وجود معارضة، وليس الحكومة.

•بالنسبة إلى من تسمي نفسها معارضة ليس هناك شيء للبيع. وليس لديها ما تقترحه باستثناء أن “نتنياهو فاسد”. وحتى لو نظرنا عبر ميكروسكوب لن نجد اقتراحاً بديلاً. نستطيع أن نرى ذلك على صفحة المرشح آفي غباي على الفايسبوك – لا يوجد شيء. هناك جملة تقول: “معاً سنحول إسرائيل إلى أفضل دولة في العالم”. هذا أمر مفرح. لكن ربما يكفينا في هذه الأثناء بأن نكون الدولة الثانية الأفضل في العالم؟ إن نتنياهو ويائير لبيد الشعبويان لم يكونا لينجحا في كتابة صيغة أفضل.

•لكن الشعار يبقى شعاراً فقط. عندما نقلب صفحة الفايسبوك نجد غباي يجلس مع أ. ب يهوشواع – حوار فكري مع كاتب ومفكر. تعليقاً على ذلك يكتب المرشح: “التقيت اليوم مع الفائز بجائزة إسرائيل في الأدب والشعر أ.ب يهوشواع. تحدثنا عن مقاله الذي يتناول حل النزاع مع الفلسطينيين، وعن التغييرات التي مرت بها الديمقراطية في إسرائيل والعالم”. كلام أشبه بيوميات غباي في المدرسة الثانوية.

•لقد كتب أ.ب. يهوشواع مقالة مطولة ومثيرة للجدل ستنشر في وقت قريب في “هآرتس” عن حل الدولة الواحدة. ماذا كان رأي مرشح الحكومة من قبل اليسار فيها؟ لا نعرف. على ما يبدو ليس لديه أي رأي. والدليل أنه لم يقل ولم يكتب شيئاً بعد الحوار. المهم كان أن يتصور مع أ.ب يهوشواع.

•لا يمكننا أن نتوقع من المرشح الثاني يائير لبيد الكثير. “سيدي رئيس الحكومة، لقد فعلت أشياء جيدة من أجل شعب إسرائيل، لكن كفى”. يا له من معارض شرس. تهتم صفحة لبيد على الفايسبوك بصورة أساسية بالفساد وتجنيد الحريديم. كلنا نعرف أن ليس لدى إسرائيل موضوعات أُخرى تهتم بها، أو ليس لدى لبيد شيء آخر يقوله.

•هناك نكتة قديمة تقول كل اثنين من الإسرائيليين لديهم ثلاثة آراء. اليوم هناك ثلاثة إسرائيليين يريدون أن يصبحوا رؤساء حكومة، ولديهم رأي واحد. وعندما لا يكون هناك شيء نناضل من أجله، ليس الفراغ فقط هو من يسيطر، بل أيضاً اليأس. لذا فإن الدراما الأخيرة بشأن انتخابات أو لا انتخابات لم تكن مهمة. ولذلك الانتخابات المقبلة أيضاً لن تكون مهمة، على الرغم من كل الكلام عن أنها ستكون مصيرية.

المصدر: صحيفة هآرتس الإسرائيلية، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية