التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الأميركية

التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الأميركية
Spread the love

إعداد: مكتب واشنطن في قناة الميادين — “الحرب الأميركية على الارهاب” ستبقى حاضرة في السياق والخطاب السياسي لحين الانتخابات الرئاسية، يجيرها كل طرف لصالحه مهما استطاع سبيلاً. بيد أن قلة من السياسيين يؤيدون اتهام ترامب، حتى وإن لم يوفر الدليل القاطع، بالاشارة إلى مقابلة أجراها مستشار الأمن القومي الاسبق، زبغنيو بريجينسكي، مطلع عام 1998، أوضح فيها أن ولادة تنظيم طالبان تم في 3 تموز/ يوليو 1979، أي قبل الدخول السوفياتي لكابول بخمسة أشهر، في 24 كانون أول/ ديسمبر 1979، مستطرداً ان الرئيس الأميركي جيمي كارتر صادق على مذكرة لتقديم الدعم (العسكري) سراً لمناهضي النظام الحاكم في كابول والذي “سيفضي إلى تدخل عسكري سوفياتي” هناك بالضرورة.

ملخص تقرير استخباراتي أميركي
استعرض مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية آفاق مستقبل المنطقة في حال الحقت الهزيمة بتنظيم الدولة “وخسارته لمراكز الكثافة السكانية التي يسيطر عليها في العراق وسوريا. وكذلك الشريط الساحلي في محيط مدينة سرت الليبية”، ومصير قواته المسلحة التي تعد “بعشرات الآلاف”. وأوضح أنه من المرجح عودة البعض منهم إلى مواطنهم الاصلية”أو البقاء في مواقعهم، بينما سيتوجه البعض الآخر لفتح جبهات جديدة في المنطقة (العربية) أو في آسيا الوسطى وجنوبها”. وأضاف أنه بصرف النظر عن هوية وتسمية التنظيم الجديد “يرجح محافظته على التطرف الاسلامي والتمسك بالعنف . وتهديد كافة الانظمة المعتدلة في العالم الاسلامي؛ الى أجل غير مسمى.” واشار المركز الى ان المكونات والعوامل والدوافع “السياسية والاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية” التي ساهمت في بروز جسم التنظيم “في بداية عام 2011 قد تفاقمت حدتها؛ وواكبتها سوءاً التوترات التي عصفت بالجاليات الاسلامية في الغرب نتيجة أعمال إرهابية اقترفتها اقلية صغيرة”.
العراق

أجرى معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى مقاربات بين القوى والتنظيمات العراقية التي “تعترف بها رسمياً الحكومة العراقية” بغية الفصل للمصنفين بتشكيلات “جيدة” أم غير ذلك. وشدد على ضرورة مراجعة اعتبار قوات “المجلس الاسلامي الاعلى العراقي. ميليشيات جيدة،” في مواجهة “تشكيلات الحشد الشعبي” المختلفة. ومضى في استعراض ولادة “المجلس . على يد مجموعة من المنفيين الشيعة العراقيين في ايران؛ وعودة اعضائه للعراق” بعد الاحتلال الاميركي. واوضح ان المجلس تحت قيادة “عمار الحكيم،” منذ عام 2009 شهد انشقاقا داخليات على خلفية “معارضة الحكيم لبعض السياسات الايرانية .والبقاء في منأى عن عقيدة ولاية الفقيه؛” كما ان الانشقاقات التي ادت لولادة تنظيمات عسكرية مختلفة والتي شكلت “قاعدة لفرق الموت الشيعية لاستهداف السنة . وطالبت اتخاذ موقف حازم ضد اعتراف بغداد بجماعات “الصحوة” السنية.” ولفت المعهد النظر الى أن تنامي حالة التذمر الشعبي دفعت عمار الحكيم الى انتهاج “سياسة أكثر اعتدالاً . في اواخر 2013، بيد أن الفيصل، في نظر المعهد، هو مدى تطابق “المجلس الاسلامي الاعلى مع سياسة الولايات المتحدة،” مناشدا واشنطن التحلي بسياسة حذرة “وعدم اعتبار الميليشيات نفسها وعناصرها التشكيلية ككيان موحد . وادراكها لحدود التعاون” مع مختلف تلك التشكيلات، واثنى المعهد على سياسة “إدارة الرئيس اوباما لاشادتها باجراءات الاصلاحية التي اتخذها الحكيم ومساعيه الرامية لصد التنامي الجامح لنفوذ “وحدات الحشد الشعبي” التي تسيطر عليها ايران”.

تونس

رحب معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى بتشكيلة الحكومة الجديدة في تونس، مؤكداً أنه ينبغي عليها “ادراك ان الولايات المتحدة لا تزال حليفا ثابتا” الى جانبها، وتعلق عليها آمالا كبرى في انجاز “الاصلاحات المعطلة .. التي تستدعي اتخاذها قرارات سياسية صعبة في الاشهر المقبلة؛ واستكمال اصلاح البنك المركزي، وصياغة قانون استثمارات جديد لتخفيف القيود التجارية، وتحرير الاقتصاد.” وأشار إلى أن الدعم الاميركي تجسد بضمان واشنطن إصدار تونس سندات بقيمة 500 مليون دولار “استناداً الى شروط تطبيق اصلاحات متعددة تنظر الى الاقتصاد بصورة كلية: اصلاح النظام الضريبي، والجمارك، وتنظيم دقيق للاستثمارات “. كما حث المعهد الادارة الاميركية على النظر الجاد بمبادرة اصدرها الشهر الماضي نحو “121 خبيراً اميركياً في السياسة الخارجية موجهة للرئيس اوباما بزيارة تونس قبل انتهاء ولايته . لطمأنة تونس بالتزام اميركا المستمر”.

تركيا

اعتبر معهد كارنيغي سعي الرئيس اردوغان “للابتعاد عن الغرب منذ الحملة الانقلابية .. (بأنه) تكتيك متعمد لتعزيز قاعدة الدعم الداخلي للحكومة والاضطلاع بدرو اقليمي اقوى.” واوضح ان “استدارة تركيا شرقا .. خيار متعمد اتخذته تركيا، ويعود الى ما قبل مرحلة (الانقلاب)؛ بدافع رغبتها تعزيز مكانة الحكومة داخليا واعتماد سياسة خارجية اكثر استقلالية وقوة؛ في اطار البحث (لقادة الحزب الحاكم) عن جهة يلقون اللوم عليها.” واستطرد بالقول انه “في الاعوام الاخيرة، اتقنت الحكومة التركية فن توجيه المشاعر العامة استنادا الى اعتبارات قومية وإثنية ودينية؛ وتأجيج العداء للولايات المتحدة كوسيلة استباقية فعالة” لتفادي الاستحقاقات الدولية المرتقبة “وضمان الاستقرار في الداخل.” وحث المعهد الولايات المتحدة على “تهدئة الاجواء” مع انقرة، ملقيا ظلالا من الشك على نجاح وزير الخارجية الاميركي في زيارته المرتقبة “وينبغي ان يشكل الحفاظ على الشراكة (القائمة) بين تركيا من جهة والولايات المتحدة والغرب من جهة ثانية اولوية .. لاسباب استراتيجية للفريقين.”

عودة الحرارة لعلاقات تركيا وروسيا لا تزال تشكل قلقاً وتوجساً داخل الاوساط الاميركية المختلفة. مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية اعتبر اولى تجليات تحسن العلاقات هي “أحياء مشروع السيل” الناقل للغاز الروسي عبر الاراضي التركية بعد تعليق موسكو العمل به نهاية العام المنصرم، وما سينجم عنه من “تعزيز قدرة روسيا على المساومة في مفاوضات تصديرها الغاز الطبيعي.” واستدرك بالقول ان “تفادي الجانبين اصدار بيان قمة مشترك يؤشر على ان تلك الترتيبات اجريت على عجل، اذ لم يحتل المشروع مكانة الاستثمار الاستراتيجي اسوة بمشروع توليد الطاقة النووية أك كويو”، في مرسين جنوب تركيا المطلة على البحر المتوسط. واضاف ان توصل الجانبين إلى اتفاق توريد الغاز “من المؤكد أنه سيساعد روسيا في مفاوضاتها مع الدول الاوروبية لنيل موافقتها على تمديد خط انابيب السيل الشمالي-2 علاوة على منحها نفوذا اكبر في مواجهة اوكرانيا “. وأضاف أنه لو قدر انجاز المشروعين، السيل الشمالي-2 ومشروع السيل (عبر تركيا)، فمن شأنهما “تفادي حاجة مرور الانابيب الناقلة (لاوروبا) عبر الاراضي الاوكرانية”، مستطرداً أن حظوظ انجاز المشروعين في المدى المنظور “ضئيلة ،قبل نفاذ العمل باتفاقية العبور مع اوكرانيا عام 2019.”

استهل معهد كارنيغي زيارة نائب الرئيس الاميركي، جو بايدن، المرتقبة لتركيا للدلالة على ضرورة توفير ضمانات لتركيا بدعم الغرب وحلف الناتو لها في محنتها الراهنة، نظرا “لحاجة العناصر المؤيدة للغرب داخل ذلك البلد الماسة للاطمئنان بالاستمرار في مواجهتهم مناخ الاتهامات والحرمان من الحقوق التي من شأنها الحاق الضرر بعلاقات تركيا عبر المحيط الاطلسي”. وأضح أن المهمة الماثلة أمام “واشنطن وبروكسيل إعادة بناء اوجه الثقة،” اذ يتعين على واشنطن “البدء عاجلاً وليس آجلاً البت في اجراءات تسليم السيد غولين كما تطالب به انقرة. وباستطاعة إدارة الرئيس اوباما اتخاذ قرارها لتهدئة التوتر في العلاقات الثنائية بدعم الاجراءات القانونية الخاصة بالتسليم”. وأضاف أن الاجراءات المنتظرة من الاتحاد الاوروبي القيام بها تبدو “اشد تعقيداً”، وتستدعي مبادرة بروكسيل لاصدار “موقف ديبلوماسي يوضح تأييده” لتركيا “بصرف النظر عن تردد القادة الاوروبيين للقاء الرئيس رجب طيب اردوغان. وبلورة سردية اوروبية ايجابية نحو ما يجري في تركيا”.
افغانستان

استعرض معهد المشروع الاميركي تنامي الحضور الفاعل ميدانياً للقوات الخاصة الاميركية في افغانستان، على خلفية تخفيض البنتاغون موازنات مخصصة لمجموع القوات الاميركية المتواجدة هناك التي “استثنت مجموع القوات الخاصة”، التي ينتظرها “لعب أدوار اكبر” في الساحة الافغانية. وأضاف أن الاهداف “المتواضعة الاميركية المعلنة، بتوفير التدريب والاستشارات والدعم لقوات الأمن الافغانية والقيام بعمليات لمكافحة الارهاب، من شأنها تعزيز مواطن قوة” القوات الخاصة.

المصدر: الميادين نت