يسرائيل اليوم: الاستعدادات للهجوم البري أُنجزت، وهذه هي الأهداف التي سيحاول جيش الاحتلال تحقيقها

يسرائيل اليوم: الاستعدادات للهجوم البري أُنجزت، وهذه هي الأهداف التي سيحاول جيش الاحتلال تحقيقها
Spread the love

بقلم يوآف ليمور – محلل إسرائيلي/

في نهاية هذا الأسبوع، أنهى الجيش استعداداته للمعركة البرية في غزة. وتعتقد القيادة السياسية والأمنية أن المعركة ستستمر عدة أشهر، وسيُخصَّص الجزء الأول منها للسيطرة على الأرض، ولاحقاً، للهجوم المنهجي على البنى التحتية العملانية والحكومية لـ”حماس”.
وفي الأمس، تنقّل كبار المسؤولين في الجيش بين الوحدات التي من المتوقع أن تشارك في القتال، ونقلوا إليها الرسالة التالية: من المتوقع أن تكون المعركة قاسية في منطقة مكتظة بالسكان، ومعقدة، ومع مفاجآت كثيرة أعدّتها “حماس” – عبوات وصواريخ مضادة للدروع ومنازل مفخخة ومعركة فرعية ضد الأنفاق وتحت الأرض.
التفوق: نوعي وعددي

من جهة أُخرى، يأتي الجيش إلى هذه المعركة بكل قوته البرية والجوية والبحرية، ومع تفوّق نوعي وعددي. في الجيش، لا يستخدمون في كلامهم مصطلحَي الغضب والانتقام، لكنهما حاضران في الحديث. “تذكروا قبل كل شيء، الصور والمشاهد قبل أسبوعين،” قال رئيس الأركان هرتسي هليفي في حديثه مع قادة لواء غولاني.
في إسرائيل، يأملون بأن تحقق العملية هدفين آخرين، إلى جانب الأهداف المعلنة للعملية، وتدمير الذراع العسكرية لـ”حماس”، وشل قدرتها على السيطرة على غزة. الأول، تحسين الشروط العملانية لتحرير الأسرى، أو على الأقل، الحصول على معلومات عن مكان وجودهم، وعن أوضاعهم.
لقد قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي في عدة مناسبات في الأيام الأخيرة إن لديهم صورة غير سيئة تتعلق بالمخطوفين، على الرغم من الغموض بشأن عدد المخطوفين الأحياء، أو الأموات. ويمكننا معرفة ذلك من الأرقام التي تتغير بصورة مستمرة (مع التقدم في مهمة التعرف على الجثث التي لدى الجيش الإسرائيلي) وحتى الأمس، أعلنت إسرائيل وجود 210 مخطوفين في حيازة “حماس”.
الهدف الثاني، هو القضاء على القيادة العسكرية والسياسية لـ”حماس”. لقد كان هذا مطروحاً على رأس سلّم الأولويات في كل عملية في القطاع، لكن هذه المرة، المقصود حرب من حجم مختلف. حتى الآن، جرى القضاء على 4 من 20 عضواً في مجلس الشورى لدى “حماس”، بعض القادة من رتبة متوسطة، ومسؤول واحد رفيع المستوى، هو أيمن نوفل، رئيس شعبة الاستخبارات لدى الحركة وقائد المعسكر الأوسط.
لكن من الواضح في إسرائيل أن العملية يجب أن تنتهي، قبل كل شيء، بالقضاء على الثلاثي الكبير في الحركة: يحيى السنوار، ومحمد ضيف، ومروان عيسى. وفي الوقت عينه، كل زعماء القيادة السياسية والدينية في غزة. ويعمل الشاباك أيضاً على القضاء على كل مَن كان متورطاً في هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، وهم في معظمهم، ناشطون من قوة النخبة في الحركة، والذين سيصبحون منذ الآن أهدافاً للاغتيال.
لاحقاً، ستضطر إسرائيل إلى أن تقرر ما إذا كانت ستوسع المعركة ضد “حماس” خارج حدود القطاع. خلال السنة الماضية، اعتُبر صلاح العاروري مشكلة كبيرة. وذلك بعد إنشائه قوة مقاتلة لـ”حماس” في لبنان، وخطّط من لبنان وتركيا لهجمات في الضفة الغربية.
أيضاً، لن يكون زعماء “حماس”، وعلى رأسهم إسماعيل هنية وخالد مشعل، في أمان في مكان إقامتهما في قطر، وقد تتحرك إسرائيل لدى الولايات المتحدة ودول أوروبية للضغط لإخراجهما من هناك.
وكما نشرنا سابقاً، في إسرائيل، يعتقدون أنه في موازاة تعمُّق العملية في غزة، من المتوقع أن يرفع حزب الله درجة عملياته في الشمال. والتقدير في إسرائيل هو التالي: سيحاول حزب الله المساهمة في القتال في غزة، لكنه سيحاول الامتناع من التصعيد، وصولاً إلى حرب يمكن أن تدمر لبنان. ومع ذلك، من الواضح أن حزب الله يبذل جهده لمهاجمة مقاتلين وأهداف عسكرية إسرائيلية، من أجل إشغال الجيش في الشمال وعرقلة المناورة البرية المرتقبة في غزة.
كما يبرز الجهد المبذول من أجل تعقيد العمليات العسكرية الإسرائيلية من خلال تحريك جبهات أُخرى تعمل بتوجيهات إيرانية واضحة. في نهاية الأسبوع، تبين أن الحوثيين في اليمن أطلقوا مساء يوم الجمعة 4 صواريخ كروز و15 مسيّرة مسلحة في اتجاه إسرائيل.
جرت عملية الإطلاق على دفعتين. والصواريخ التي أُطلقت من إنتاج إيراني، أُعطيت للحوثيين كجزء من الجهد الإيراني للمسّ بخصوم إيران في المنطقة (في الماضي السعودية والإمارات، واليوم إسرائيل).
إن قدرات الكشف والاعتراض لسلاح البحر الأميركي، الموضوع في خدمة إسرائيل، كجزء من التأييد المعلن للإدارة الأميركية، تحسّن كثيراً في الدفاع في مواجهة تهديدات بعيدة.
في الماضي، أطلقت إيران مسيّرات نحو إسرائيل، اعترضتها الطائرات الحربية لسلاح الجو، لكن التعاون مع الولايات المتحدة يتيح توسيع نطاق الكشف وزيادة إمكانات الاعتراض، مثل التي نُفّذت يوم الجمعة في جنوبي البحر الأحمر، على بُعد أكثر من 1000 كيلومتر عن سواحل إسرائيل.
العين على العراق

في إسرائيل، يعتقدون أن الحوثيين يمكن أن يحاولوا إطلاق صواريخ ومسيّرات أُخرى على إسرائيل، وكذلك الميليشيات الشيعية في العراق، التي يمكن أن تنضم إلى القتال وتُطلق صواريخ ومسيّرات على إسرائيل من الأراضي العراقية.
تهديد الصواريخ هذا، من المفترض أن تواجهه منظومة “حيتس”، بينما تهديد المسيّرات – الذي يُعتبر تحدياً، لأنها تحلّق على علو منخفض وبطيء، ومن الصعب كشفها، فتجري معالجته، حتى الآن، بالطائرات والطوافات الحربية.

المصدر: صحيفة إسرائيل اليوم عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينبة

Optimized by Optimole