“نيويورك تايمز”: الاستخبارات الأميركية دعمت محاولة شركة أميركية شراء “إن إس أو” الإسرائيلية

“نيويورك تايمز”: الاستخبارات الأميركية دعمت محاولة شركة أميركية شراء “إن إس أو” الإسرائيلية
Spread the love

شجون عربية-قال موقع شبكة “سي إن إن” الأميركية في تقرير مطول له عن زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى منطقة الشرق الأوسط، إنه عندما يصل بايدن إلى تل أبيب اليوم الأربعاء،
سيفعل شيئاً لم يفعله سابقاً في أي رحلة خارجية له: وهو احتضان أحد إنجازات إرث سلفه، دونالد ترامب.

وأضاف التقرير أنه في حين أن الكثير من سفر بايدن إلى الخارج في أول 18 شهراً له في منصبه ركز على عكس السياسة الخارجية للرئيس ترامب ودعم التحالفات المتصدعة، فإن بايدن في رحلته الأولى إلى الشرق الأوسط سيتبنى اتفاقات أبراهام التي تعود إلى عهد ترامب والتي تطبع العلاقات بين “إسرائيل” وعدد من الدول العربية وسيسعى إلى توسيع العلاقات الأمنية والاقتصادية العربية-الإسرائيلية المتنامية.

وكشفت “سي إن إن” أنه في الفترة التي سبقت الرحلة، عمل المسؤولون الأميركيون على تعميق التنسيق الأمني ​​الإسرائيلي العربي والتوسط في الاتفاقات التي ستقرب “إسرائيل” والسعودية – اللتين لا تربطهما علاقات دبلوماسية – من التطبيع.

وقال أشخاص مطلعون على الأمر إن من المتوقع أن تعلن المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع أنها ستسمح لجميع الرحلات الجوية التجارية من وإلى “إسرائيل” باستخدام مجالها الجوي والسماح للمسلمين (من فلسطينيي عام 1948) في الكيان بالقيام برحلات طيران مباشرة إلى السعودية للمشاركة في الحج في مكة. كما سيطير بايدن مباشرة إلى السعودية من “إسرائيل”، وهي لحظة وصفها بأنها “رمز صغير للعلاقات الناشئة” بين الدولتين.

وقال مسؤولون كبار في إدارة بايدن لموقع “سي إن إن” إن التطبيع الكامل بين السعودية و”إسرائيل” لا يزال بعيد المنال، على الرغم من توسيع التنسيق السري بين البلدين.

وقال مسؤول أميركي كبير للموقع عن اتفاقات أبراهام الموقعة في أواخر عام 2020: “لقد غيرت الوضع الأمني ​​في الشرق الأوسط. مهمتنا هي التعمق أكثر مع الدول التي وقعت (هذه الاتفاقات) والتوسع إذا استطعنا”.

إحباط الفلسطينيين
وأشار التقرير إلى أن تركيز إدارة بايدن على توسيع اتفاقيات التطبيع بين “إسرائيل” والدول العربية قد أدى إلى إحباط المسؤولين الفلسطينيين الذين يفضلون تركيز الولايات المتحدة على إحياء عملية السلام المتوقفة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. لكن المسؤولين الأميريين يزعمون أن تركيزهم على التطبيع العربي الإسرائيلي هو اعتراف بالحقائق في المنطقة: الزخم لتنامي العلاقات العربية الإسرائيلية إلى جانب الأوضاع السياسية المسدودة في “إسرائيل” والأراضي الفلسطينية.

وقال مسؤولان كبيران في الإدارة الأميركية لـ”سي إن إن” إن الإدارة تود أن ترى تحركاً نحو السلام الإسرائيلي الفلسطيني، لكنهما قالا إن البيت الأبيض قرر عدم متابعة هذا النوع من الدبلوماسية المكوكية رفيعة المستوى التي نفذتها الإدارات السابقة لأنها ستفشل على الأرجح.

وقال مسؤول كبير في الإدارة: “نحن حريصون للغاية بشأن تحديد الأهداف، وخاصة في الشرق الأوسط، حيث وقعت الإدارات في ورطة عميقة من خلال الوعد بالقمر وعدم القدرة على توفير الوقت والموارد والاستثمار وإضاعة الوقت. لو أطلقنا عملية سلام، لما كان هناك أحد على الطاولة”. وأضاف المسؤول: “إذا كانت الأطراف مستعدة للتحدث، فسنكون دائماً هناك للمساعدة، لكننا لن نخرج بخطة مفوضة من أعلى إلى أسفل ونخلق توقعات لا يمكن تلبيتها”.

إعادة التمويل للفلسطينيين
وبدلاً من ذلك، ركز المسؤولون الأميركيون على إحراز تقدم تدريجي لتحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين وإعادة العلاقات مع السلطة الفلسطينية. وقال المسؤول الكبير في الادارة: “لقد أعدنا العلاقات مع الفلسطينيين، وأعدنا التمويل للفلسطينيين – نحو 500 مليون دولار – وبحثنا عن فرص لتحسين حياة الفلسطينيين حيثما أمكننا ذلك”.

وقال مسؤولون أميركيون إنه من المتوقع أن يزور بايدن مستشفى فلسطينياً في القدس الشرقية هذا الأسبوع ويعلن عن تمويل جديد بقيمة 100 مليون دولار لتلك المرافق. وتعمل إدارة بايدن أيضاً مع “إسرائيل” بشأن حزمة مساعدات لتعزيز السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، بحسب الموقع.

وأشار إلى أن المسؤولين الفلسطينيين لا يزالون يطالبون بايدن ببذل المزيد لعكس إجراءات إدارة ترامب، بما في ذلك الوفاء بتعهده بإعادة فتح قنصلية أميركية في القدس الشرقية للتعامل مع الفلسطينيين. لكن لم يتم الوفاء بهذا الوعد وسط استنكار من “إسرائيل”. كما يحض المسؤولون الفلسطينيون الولايات المتحدة على بذل المزيد من الجهد لمحاسبة “إسرائيل” على مقتل الصحافية الفلسطينية الأميركية شيرين أبو عاقلة في أيار / مايو الماضي، والذي قالت وزارة الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي إنه “من المحتمل” أنه نتج عن إطلاق نار من مواقع للجيش الإسرائيلي خلال هجوم له في الضفة الغربية. لكن وزارة الخارجية استدركت قائلة إن تحليل الطب الشرعي “لا يمكن أن يصل إلى نتيجة نهائية فيما يتعلق بمصدر الرصاصة التي قتلت” أبو عاقلة. وأثار البيان غضب عائلة أبو عاقلة التي بعثت برسالة إلى بايدن تقول فيها إن إدارته فشلت في إجراء تحقيق شامل في مقتلها.

تجنّب التوترات بين “إسرائيل” والفلسطينيين
حتى في خضم هذا الخلاف، يعمل المسؤولون الأميركيون على ضمان عدم إفساد زيارة بايدة بزيادة التوترات بين “إسرائيل” والفلسطينيين، مما شجع الحوار بين الجانبين الذي أدى إلى الاتصال الأول بين رئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس السلطة الفلسطينية في غضون خمس سنوات الأسبوع الماضي، هنأ فيها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد يائير لبيد على توليه منصبه، وأعرب الزعيمان عن تمنياتهما بالسلام.

وقال مسؤول أميركي كبير لـ”سي إن إن”: “نحن نشجعهم (الإسرائيليين والفلسطينيين) على إجراء محادثات ونشجعهم على القيام بأشياء تحافظ على الهدوء”.

وقال مسؤول أميركي كبير آخر إن مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية طلبوا الشهر الماضي من “إسرائيل” أن تخفض من أي عمليات عسكرية وأنشطة استيطانية في الضفة الغربية على الأقل أثناء وجود بايدن في فلسطين المحتلة.

ويحرص البيت الأبيض بشكل خاص على تجنب تكرار زيارة بايدن لـ”إسرائيل” كنائب للرئيس في عام 2010، عندما صادقت وزارة الداخلية الإسرائيلية على التوسع الاستيطاني في القدس الشرقية بينما كان بايدن هناك يحاول حشد الدعم لمحادثات جديدة مع الفلسطينيين. فقد أدان بايدن الإعلان وكان مسؤولو البيت الأبيض غاضبين للغاية في ذلك الوقت لدرجة أنهم حضوا بايدن على العودة إلى الوطن، حسبما قال مسؤولون أميركيون لشبكة “سي إن إن”.

ورداً على سؤال عما إذا كانت “إسرائيل” ستحترم طلبات الولايات المتحدة بعدم الانخراط في إعلانات عن المستوطنات خلال رحلة بايدن، قال المسؤول الإسرائيلي الكبير فقط إن “إسرائيل” تفعل “كل ما في وسعها” لإنجاح الزيارة.

واعتبر الموقع أن تركيز إدارة بايدن على اتفاقات أبراهام يعكس كذلك اعترافاً ببدء تحول أساسي في الديناميكيات الإقليمية.

وقال ديفيد ماكوفسكي، الزميل البارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الذي عمل على عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية خلال إدارة أوباما: “إنه في بعض النواحي زلزال سياسي. أعتقد أن هناك نقلة نوعية أساسية لا عودة منها”.

وقبل رحلة بايدن، لم يخفِ المسؤولون الإسرائيليون حرصهم على التقدم نحو التطبيع مع السعودية وأملهم في أن يتمكن بايدن من مساعدتهم على إحراز تقدم على هذه الجبهة.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير لشبكة “سي إن إن”: “السعودية، بالطريقة التي نراها، هي دولة مهمة للغاية في الشرق الأوسط وأبعد منه. في توسيع التطبيع الإسرائيلي مع العالم العربي، نود أيضاً أن نرى السعودية كجزء من هذا التوسع”.

إصلاح العلاقات مع ولي العهد
وتحقيقاً لهذه الغاية، كشف تقرير “سي إن إن” أن “إسرائيل” دفعت بايدن للسفر إلى السعودية وإصلاح العلاقات مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – الذي اتهمته الولايات المتحدة في تقرير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية رفعت عنه السرية بالموافقة على قتل الصحافي جمال خاشقجي – معتقدة أن توسيع نطاق عائلة اتفاقات أبراهام سيكون أكثر صعوبة من دون تعزيز العلاقات الأميركية السعودية، على الرغم من الوضع السياسي الداخلي الصعب لبايدن فيما يتعلق بالعلاقات السعودية.

عندما يسافر بايدن إلى جدة يوم الجمعة المقبل، سيحضر اجتماع مجلس التعاون الخليجي زائد ثلاثة – مصر والعراق والأردن. كما سيعقد اجتماعاً ثنائياً مع العاهل السعودي الملك سلمان ومستشاريه، بمن فيهم محمد بن سلمان. قال بعض المسؤولين الأميركيين لشبكة CNN إنهم يأملون أن يقضي محمد بن سلمان وبايدن بعض الوقت على انفراد كجزء من الاجتماع، على الرغم من أن تصميم ذلك من المرجح أن يكون مدفوعاً من قبل المضيفين السعوديين.

وقال مسؤولون أميركيون للشبكة إن من المرجح أن يثير بايدن قضية مقتل خاشقجي، وتأمل الإدارة في أن يعترف محمد بن سلمان ببعض المسؤولية عن الجريمة. وفي حين أنه من غير المتوقع أن يكون إنتاج النفط هو الموضوع الرئيسي للاجتماع، يتوقع المسؤولون الأميركيون أن يتم طرح الموضوع وهناك أمل في أن تلتزم المملكة بزيادة الإنتاج في الأسابيع التالية للاجتماع. كما سيكون الصراع في اليمن جزءاً أساسياً من المحادثات. ويأمل المسؤولون الأميركيون أن يوافق السعوديون على تمديد الهدنة بين الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية وحركة “أنصار الله” (الحوثيين) لمدة ستة أشهر أخرى.

وقال الموقع إنه عندما التقى مستشار الأمن القومي جيك سوليفان العام الماضي بمحمد بن سلمان في عقار على شاطئ البحر الأحمر، كان إبن سلمان يرتدي سرولاً قصيراً (شورت)، بينما كان سوليفان ومسؤولون أميركيون آخرون يرتدون بذلات. وقال مسؤولون إن ذلك خلق موقفاً غريباً، مما أضاف طبقة أخرى من التوتر إلى اجتماع متوتر بالفعل. وأشار إلى أن إدارة بايدن ليست قلقة للغاية بشأن الاجتماعات، بسبب الأرضية الدبلوماسية الواسعة التي تم وضعها بالفعل على مدى الأشهر الثمانية الماضية من قبل مستشاري الأمن القومي لبايدن.

تبني اتفاقات “أبراهام”
بينما تبنى بايدن على الفور اتفاقات إبراهيم – التي أقامت علاقات دبلوماسية بين “إسرائيل” والإمارات العربية المتحدة والبحرين – خلال حملته الانتخابية عام 2020، كانت هناك بوادر مبكرة في إدارته على عدم تقبلها للاتفاقات بشكل كامل.

خلال الأشهر الأولى من رئاسة بايدن، أشار مسؤولون في وزارة الخارجية، بمن فيهم المتحدث باسمها نيد برايس، إلى الاتفاقات على أنها “اتفاقات تطبيع” وقاوموا استخدام “اتفاقات أبراهام”.

وقال مسؤول أميركي كبير إن هناك البعض في الإدارة الذين “لم يرغبوا في منح الفضل لترامب” باستخدام المصطلح، لكنه قال إن الإدارة “تجاوزت ذلك”. بحلول الذكرى السنوية الأولى للتوقيع سجل برايس مقطع فيديو يشيد بالاتفاقات باسمها.

وقال مسؤول كبير في الإدارة “لم يكن هناك أي تردد من البيت الأبيض” في قبول الاتفاقات.

كما سعت إدارة بايدن إلى تعميق العلاقات الإسرائيلية الناشئة مع الإمارات والبحرين والمغرب من خلال إيفاد وزير الخارجية أنتوني بلينكين إلى قمة النقب، التي جمعت وزراء خارجية هذه الدول مع نظيرهم الإسرائيلي في آذار / مارس الماضي.

أثناء وجوده في تل أبيب، من المقرر أن يشارك بايدن كذلك في قمة افتراضية مع قادة “إسرائيل” والهند والإمارات العربية المتحدة لمناقشة الأمن الغذائي العالمي لإظهار الشراكة العميقة.

وقال التقرير إن التداخل بين سياسات بايدن وسياسات ترامب يبدأ في الشرق الأوسط وينتهي بجهود تطبيع العلاقات بين “إسرائيل” والعالم العربي. ومثل رحلاته الخارجية السابقة، فإن رحلة بايدن إلى “إسرائيل” والضفة الغربية والسعودية ستؤكد على التحول المهم في السياسة الأميركية الجارية.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية: “سياستنا لا يمكن أن تكون مختلفة بعد الآن. فقط لأننا ندعم اتفاقات إبراهيم لا يعني أن لدينا نفس سياسة الشرق الأوسط”.

عرض بايدن الطرق العديدة التي غيّر بها مسار السياسة الأميركية في الشرق الأوسط في مقال رأي نشرته صحيفة “واشنطن بوست” السبت الماضي قبل زيارته، مشيراً إلى عكس سياسة إدارة ترامب “الشيك على بياض” تجاه السعودية ، والعودة إلى المفاوضات النووية الإيرانية إلى جانب الحلفاء الأوروبيين واتخاذ خطوات عسكرية ودبلوماسية أخرى يقول إنها جعلت المنطقة أكثر استقراراً.

كتب بايدن: “الشرق الأوسط الذي سأزوره أكثر استقراراً وأماناً من الذي ورثته إدارتي قبل 18 شهراً. في الأسابيع الأولى لي كرئيس، حذر خبراء الاستخبارات والجيش لدينا من أن المنطقة تتعرض لضغوط خطيرة. إنها بحاجة إلى دبلوماسية عاجلة ومكثفة”.

نقله إلى العربية بتصرف: هيثم مزاحم

المصدر:الميادين

Optimized by Optimole