“نيوزويك”: إيران لا تأبه إذا فاز ترامب في انتخابات 2020

“نيوزويك”: إيران لا تأبه إذا فاز ترامب في انتخابات 2020
Spread the love

في حين حذر خبراء ومسؤولون أميركيون من أن إيران قد تحاول ممارسة نفوذها على الانتخابات الرئاسية المقبلة، فإن خسارة ترامب لا تعتبر بالضرورة فوزاً لها

ترجمة: د.هيثم مزاحم/

نقلت مجلة نيوزويك الأميركية عن مسؤول إيراني قوله إن إيران ستظل محايدة رسمياً في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة لعام 2020، معرباً عن شكوكه في أن الانتصار الديمقراطي على الرئيس دونالد ترامب سيخفف فوراً من التوترات المتزايدة بين واشنطن وطهران.

وبينما يتنافس المرشحون الديمقراطيون على ترشيح حزبهم لمواجهة ترامب في تشرين الثاني / نوفمبر المقبل، انتقد كل مرشح منهم قرار الرئيس بالانسحاب من الاتفاق النووي متعدد الأطراف مع إيران وفرضه عقوبات صارمة على “الجمهورية الإسلامية”. لكن المسؤول الإيراني نفسه قال للمجلة: “إذا فاز أحد الديمقراطيين في الانتخابات الوطنية الأميركية هذا العام، فإن الرئيس المنتخب سوف يتعرض لضغوط من قوى في الداخل والخارج لتبني سياسة متشددة ضد طهران”.

وقال المسؤول الإيراني لـ”نيوزويك”: “إن فهمنا العام هو أنه إذا تم انتخاب ديمقراطي، فسيكون هناك جهد هائل، محلي ودولي، للتأثير على مقاربة الرئيس (الجديد) لإيران”. وأضاف: “سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها، سيحاولون التأثير على الرئيس الجديد. هناك بعض جماعات الضغط داخل واشنطن وهناك جماعات ضغط أجنبية تعمل ضدنا.”

وأثار خروج إدارة ترامب عام 2018 من الاتفاق النووي مع إيران، والمعروف رسمياً باسم “خطة العمل الشاملة المشتركة”، استياء الموقعين الآخرين عليها، لكن قابله ترحيب النقاد الأقوياء له، والذين يتوقون إلى إبقاء أي خطط مستقبلية لتجديد الاتفاق بعيدة عن الطاولة. ولكن من دون مسار دبلوماسي، فإن موجة من الاضطرابات قد اندلعت في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وخاصة في العراق والخليج الفارسي.

اليوم، وبعد نحو عامين من القيود الاقتصادية الثقيلة التي فرضتها الولايات المتحدة – وكذلك الضغوط السياسية والعسكرية الإضافية – التي ألحقت أضراراً كبيرة بثقة إيران في البيت الأبيض كمؤسسة. ومع ذلك، يظل باب المفاوضات الجديدة مفتوحاً إذا اختار ترامب أو خليفته المحتمل مواصلة ذلك.

وانتقدت إسرائيل والسعودية – وهما أكبر خصمين لإيران – الاتفاق النووي، قائلتين إنه لم يفعل الكثير للحد من نشاط الصواريخ الإيراني، ودعمها للميليشيات الإقليمية وطريقها المزعوم نحو الحصول على سلاح نووي. وكلا الدولتين تشعران بالقلق من الأنشطة الإقليمية الإيرانية وحكومتاهما تتمتعان بنفوذ كبير داخل واشنطن، حيث عززت إدارة ترامب العلاقات الدافئة التي جادل المسؤول الإيراني بأنها لن تختفي تحت قيادة الحزب الديمقراطي.

وقال المسؤول الإيراني لمجلة “نيوزويك”: “هناك جماعات ضغط إسرائيلية، جماعات الضغط سعودية ستحاول التقرب من الإدارة الجديدة”.

ومن بين جماعات الضغط البارزة في واشنطن هناك “لجنة الشؤون العامة الأميركية-الإسرائيلية” – (أيباك) (AIPAC) -، التي كانت من أشد المعارضين للاتفاق النووي الإيراني وأي محاولة للعودة إليه. ويوجه مؤتمر السياسة السنوي للمجموعة بانتظام ما يصل إلى ثلثي الكونغرس، لكن المرشحين الديمقراطيين البارزين الذين يتطلعون إلى خوض السباق الرئاسي لم يحضروا حدث العام الماضي.

في هذا العام، دعت أربع مجموعات سياسية تقدمية هي “موف اون”MoveOn ،  و “إف نات ناو” IfNotNow و “لا يتجزأ”  Indivisible و”حزب العائلات العاملة” Working Families Party، جميع مرشحي الحزب الديمقراطي لمقاطعة مؤتمر “أيباك” الشهر المقبل في واشنطن. وفي حين لم يستبعد السناتور عن فيرمونت، بيرني ساندرز، حضور التجمّع هذه المرة، أكدت السناتور إليزابيث وارين أنها مجدداً لن تحضر المؤتمر.

وقال نائب الرئيس السابق جو بايدن يوم الاثنين إنه سيأمل في إقناع اللوبي ومؤيديه “بتغيير موقفهم”. وقال العمدة السابق لمدينة ساوث بيند في ولاية إنديانا بيتي بوتيجيج إنه لم يكن على علم بالمؤتمر ولم يتخذ أي قرارات بشأن حضوره.

وهناك احتمال كذلك أن الاتفاق النووي المحاصر قد لا يستمر حتى تشرين الثاني / نوفمبر المقبل.

ولم تعرب إدارة ترامب حتى الآن عن رغبتها في العودة إلى التزاماتها المتعلقة بالاتفاق النووي، حتى بعد أن اقترح الرئيس الإيراني حسن روحاني في أيلول / سبتمبر الماضي أن مثل هذه الخطوة قد تكون تمهيداً لإجراء محادثات بشأن اتفاق آخر واسع النطاق. وفي خضم هذا الجمود الدبلوماسي، اتسع الصدع بين إيران والغرب.

ورداً على قتل الولايات المتحدة واحداً من كبار القادة العسكريين في إيران (الفريق قاسم سليماني) وفشل أوروبا في تطبيع العلاقات التجارية معها، قامت طهران بتفعيل شرط الاتفاق الذي يسمح لها بتخفيض التزاماتها النووية بشكل متدرج. والشهر الماضي، قامت فرنسا وألمانيا وبريطانيا بتنشيط آلية حل النزاعات في الاتفاق رداً على ذلك.

وأعرب الدبلوماسيون الإيرانيون والأوروبيون عن رغبتهم في حل هذه المسألة قبل أن تصل إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث يمكن للولايات المتحدة أن تستخدم وضع عضويتها الدائمة في المجلس في الاعتراض على أي قرار وذلك لإعادة إحياء العقوبات. غير أن الافتقار المتبادل للثقة بين الموقعين على الاتفاق يعني أنه سيكون من الصعب العودة إلى الوفاق الأولي الذي أتاح التوصل إلى الاتفاق في المقام الأول.

وقال المسؤول الإيراني لـ”نيوزويك”: “إن الاتفاق النووي هو اتفاق مهم للغاية سواء من حيث القضية النووية وكان اختباراً للولايات المتحدة وإيران وأوروبا وشركائها لمعرفة ما إذا كان يمكن للجانبين الالتقاء ومعالجة القضية، إذا كان بإمكانهما حل القضية عبر الوسائل السلمية”.

وأوضح المسؤول الإيراني أنه يمكن أن تجرى مفاوضات متعددة الأطراف مرة أخرى إذا كان الرئيس الأميركي، بغض النظر عن انتمائه السياسي، يحترم الاتفاق الأصلي. وقال: “ما نحتاج إليه هو التنفيذ الصادق لما تم الاتفاق عليه مع الولايات المتحدة وغيرها، إذا رأينا هذا التطبيق الصادق، أعتقد أن الولايات المتحدة يمكنها الانضمام إلى المحادثات بين إيران ومجموعة 5+1”.

وقالت المجلة إن ما يفصل بين إيران وأميركا ليس فقط الخلاف بشأن الاتفاق النووي. إذ لا تزال علاقات إيران مع الميليشيات الشريكة، وسعيها لتكنولوجيا الصواريخ المتقدمة وعداؤها لـ”إسرائيل”، تواصل إثارة ضغينة حتى الديمقراطيين التقدميين.

وأضافت “نيوزويك” أنه على الرغم من أن واشنطن وطهران قد وجدتا نفسيهما على مر السنين في مواجهة خصوم مشتركين من حين إلى آخر – مثل حركة طالبان وجماعة “داعش” المتشددة، فإن تصنيف إدارة ترامب لـ”حرس الثورة” الإيراني كمجموعة إرهابية قد جعل إيران رسمياً كعدو مقاتل.

كما كان اغتيال قائد “قوة القدس” الفريق قاسم سليماني وضربات الصواريخ الانتقامية على القواعد الأميركية في العراق أول تبادل مباشر بالنيران بين البلدين منذ ثمانينات القرن العشرين. وعلى الرغم من أن ذلك مثّل انطلاقاً للصراع، فإن الاتفاق النووي، حتى لو أعيد تنفيذه من خلال تبدّل في السلطة، لن يؤدي وحده إلى إصلاح العلاقات المضنية لفترة طويلة بين خصمين.

وفي حين حذر خبراء ومسؤولون أميركيون من أن إيران قد تحاول ممارسة نفوذها على الانتخابات الرئاسية المقبلة، فإن خسارة ترامب لا تعتبر بالضرورة فوزاً “للجمهورية الإسلامية”. وقال المسؤول الإيراني لـ”نيوزويك”: “الجانب الآخر هو أن هناك العديد من القضايا (العالقة) بين إيران والولايات المتحدة في العقود الأربعة الماضية”. وأوضح: “هذه قضايا معقدة وليس لدينا أي وهم أنه حتى لو كان رئيس ديمقراطي في المكتب البيضاوي، فإن كل هذه المشاكل مع إيران ستحل بين عشية وضحاها.” لسنا ساذجين”.

المصدر: عن الميادين نت

Optimized by Optimole