مبادرة الحزام والطريق .. بعد عقد على إطلاقها

مبادرة الحزام والطريق .. بعد عقد على إطلاقها
Spread the love

خاص شؤون آسيوية- إعداد: هدى علي-

تُعد مبادرة الحزام والطريق واحدة من أكثر المشاريع العالمية طموحًا في العصر الحديث وهي مبادرة عالمية للتنمية والتعاون الاقتصادي أطلقتها الصين عام 2013. تهدف إلى إقامة شبكة من الطرق والممرات البرية والبحرية التي تربط الصين بدول أخرى في آسيا وأوروبا وأفريقيا. تعتبر هذه المبادرة إستراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تعزيز التجارة والتعاون الاقتصادي العالمي.

في كلمة رئيسية للذكرى العاشرة لإطلاق مبادرة الحزام والطريق ألقاها في الدورة الثالثة لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ بأن تعمل الصين مع جميع الأطراف المعنية لدفع التعاون في إطار الحزام والطريق إلى مرحلة جديدة من التنمية عالية الجودة وبذل جهود دؤوبة لتحقيق التحديث لجميع البلدان.

وبينما تحتضن المبادرة عقدها الذهبي القادم، فإن هذا الإجماع المحوري على إجراء تعاون عالي الجودة في إطار الحزام والطريق من قبل الدول المشاركة يكتسي أهمية بالغة.

ومن خلال الجهود المشتركة، ستولد المبادرة فرصا جديدة للاقتصاد العالمي وستحقق فوائد أكبر. قال رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيه إن مبادرة الحزام والطريق خلقت ظروفا تنموية لدول الجنوب العالمي.

وأشار هون مانيه إلى أن المبادرة حسّنت البنى التحتية وجذبت الاستثمارات الأجنبية المباشرة ودفعت النمو الاقتصادي وسرّعت التكامل الإقليمي والعالمي وعزّزت التبادلات الشعبية. وبصفتها مراقبة، قالت داميلولا أوغونبيي، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة للطاقة المستدامة للجميع، إن مبادرة الحزام والطريق يمكن أن تدفع تبني الطاقة المتجددة في جميع أنحاء دول الجنوب العالمي خلال العقد المقبل.

فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال المنتدى إن مبادرة الحزام والطريق حققت نجاحا كبيرا وأصبحت منفعة عامة دولية مهمة مُعترف بها على نطاق واسع في العالم.

كما يرى الرئيس الأوزبكي شوكت ميرزيوييف أن البناء المشترك للحزام والطريق حظي بمشاركة عالمية وأصبح نموذجا جديدا للتعاون الدولي.

من جهة أخرى ذكر تشهيانغ فاناريث، رئيس معهد الرؤية الآسيوية في بنوم بنه لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة أجريت معه مؤخرا، أن “مبادرة الحزام والطريق تظل ملتزمة بالترابطية والتعددية العالمية في عصر يتسم بتراجع العولمة”.

وقال إنه “على مدى العقد الماضي، حققت مبادرة الحزام والطريق نتائج ملحوظة، حيث فتحت آفاقا جديدة للنمو الاقتصادي العالمي وحسّنت حياة الناس في جميع أنحاء العالم”.

كما أكد فاناريث أنها ” تدعو إلى التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات، وترفض المفاهيم المثيرة للانقسام مثل ‘صدام الحضارات’، وتعزز الحوار والشمولية والقيم المشتركة، وتجمع بين الثقافات والقلوب عبر الحدود”. قد تثير المبادرة بعض المخاوف الجغرافية والسياسية. حيث يشكك البعض في أن الحزام والطريق يهدف بشكل أساسي إلى توسيع نفوذ الصين وتعزيز تأثيرها السياسي في المنطقة.

يثير قلقًا بعض الدول الأخرى بشأن الديون التي تترتب عليها المشاريع الممولة من الحزام والطريق، مما يرفع مستوى التبعية للصين ويشكل تحديًا للسيادة الوطنية لتلك الدول. وبالتالي فهي تعكس رغبة الصين في تعزيز التعاون الإقليمي وتوسيع استثماراتها في الدول الأخرى.

بفضل هذا التعاون، لكن يمكن للدول المشاركة تعزيز قدرتها التنافسية وتعزيز علاقتها الاقتصادية والسياسية مع الصين ومع بعضها البعض. حيث يتيح هذا التعاون الفرصة لتبادل المعرفة والتكنولوجيا والعمل على حل القضايا العالمية المشتركة.

Optimized by Optimole