ليبرمان يشكل تهديداً للديمقراطية

ليبرمان يشكل تهديداً للديمقراطية
Spread the love

بقلم: أفيعاد كلاينبرغ – أستاذ جامعي إسرائيلي —

•شنّ وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان [رئيس “إسرائيل بيتنا”] أول من أمس (الاثنين) هجوماً حادّاً على أعضاء الكنيست العرب من القائمة المشتركة ووصفهم بأنهم مجرمو حرب، وقال إنهم يجلسون في الكنيست الإسرائيلي من طريق الخطأ وسوف يعودون إلى غزة أو رام الله قريباً. واتهم ليبرمان أعضاء الكنيست العرب باستغلال حريات إسرائيل المدنية من أجل تدميرها من الداخل.
•ويمكن القول إن ليبرمان لا يريد تدمير دولة إسرائيل، فهو يتولى المسؤولية عن أمنها. لكنه من ناحية أخرى يريد تدمير الديمقراطية الإسرائيلية. وهو يتباهى بذلك. إنه ومعه كثيرون غيره لا يرون أي مشكلة في إطلاق تصريحات منفلتة ضد الأقلية العربية وممثليها المنتخبين بصورة شرعية، وضد الديمقراطية التي تقدّس حقوق الأقلية وتحاول أن تمنع الأكثرية من التعامل معها بأساليب استبدادية.
•ويبدو أن أغلبية الجمهور العريض في إسرائيل لا تثيرها مثل هذه التصرفات المعيبة. فهي إما موافقة عليها أو أنها غير مكترثة بها مثلما أنها لا تكترث بصرخات “الموت للعرب” التي كثيراً ما تتكرّر في الشوارع والساحات العامة وملاعب كرة القدم.
•واضح أن قيام ليبرمان بوصف جميع أعضاء الكنيست من القائمة المشتركة بأنهم مجرمو حرب ينم عن عدم تمييزه بينهم، وعن أن العربي في عرفه هو عربي واحد ووحيد. إن جريمة هؤلاء الوحيدة هي أنهم يمثلون أقلية ويعملون في الكنيست في إطار القانون ويؤيدون سياسة أقصى ما يجوز أن يُقال فيها أنها لا تتماشى مع سياسة وزير الدفاع وربما الحكومة برمتها، لكنها لا تعدّ بأي حال من الأحوال مخالفة للقانون.
•إن ما يقصده ليبرمان باتهاماته هذه هو أن السكان العرب في إسرائيل هم طابور خامس. إنهم سرطان في جسم الأمة. ومجرّد قيام هؤلاء السكان بانتخاب ممثلين لهم في الكنيست لا يتماشون مع سياسة الحكومة يعني أن هؤلاء السكان هم أشبه بالوباء في الجسد الصحي للأكثرية [اليهودية]. وبناء على ذلك أطلق ليبرمان جملته: “إنكم جالسون هنا بطريق الخطأ، وسيأتي وقت لن تكونوا فيه هنا”. فهل يقصد أعضاء الكنيست من القائمة المشتركة فقط أم كل السكان العرب؟. وهل يعني بكلمة هنا الكنيست فقط أم دولة إسرائيل كلها؟.
•إن أعضاء الكنيست العرب يعملون في إطار القانون. وهم يمثلون الديمقراطية. وليبرمان يحرض ويهدّد من على منبر الكنيست. إنه يشكل تهديداً للديمقراطية. ولا بُد من التفكير العميق بهذا التهديد وعدم المرور عليه مرّ الكرام.

المصدر: صحيفة “يديعوت أحرونوت”، الإسرائيلية، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole