عهد التميمي تدمر الحوافز لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي

عهد التميمي تدمر الحوافز لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي
Spread the love

بقلم: ديفيد زونشاين – رئيس الهيئة الإدارية في مركز “بتسيلم”، “المركز الإسرائيلي للمعلومات عن حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة” —

•في الماضي جرت هنا حروب، الجيش الإسرائيلي حارب الجيش المصري، والجيش السوري، والجيش الأردني. وحارب طوال 18 سنة في لبنان. لكن منذ الانسحاب من لبنان سنة 2000، فالحروب التي خاضها مقاتلو الجيش الإسرائيلي كانت ضد الفلسطينيين. في الماضي حارب الجنود الذين هم مواطنو دولة إسرائيل جنوداً هم مواطنون في مصر وسورية والأردن ولبنان، لكن خلال الـ 18 سنة الأخيرة لم يحارب جنود ومواطنو دولة إسرائيل جنوداً ولا مواطنين في أي دولة.

•جنود ومواطنو دولة إسرائيل يحاربون مواطنين من رعايا دولة إسرائيل. وكلما ازدادت الحاجة إلى الكشف عن هذه الحقيقة البسيطة، كلما تكاثرت جهود النظام لتروي للجمهور رواية مقابلة، عن الحاجات الأمنية، والبطولة والتضحية بالنفس من أجل البلد والدولة.

•في مواجهة جيش أجنبي، من السهل الحديث عن أسطورة البطولة. مواجهة بين دولة ودولة، بين الحياة والفناء، مواجهة بين مقاتل شرس يهاجم مقاتلاً شرساً. مقاتلون يركضون في خنادق تلة الذخيرة في مواجهة الفيلق الأردني، يصدون تقدم الجيش السوري، وقتال دموي لوقف تقدم السوريين جنوب هضبة الجولان.

•لم يبقَ من كل هذه البطولات سوى إرث قتالي قديم. أي جيش سيطوق قائد فرقة الضفة الغربية، وأي لواء فلسطيني سيوقف تقدم اللواء 188؟ لم يبقَ من البطولات غير جنود كفير وغولاني، ومظليون ولواء غفعتي، ولواء ناحل، الذين لا تزال البطولات الشخصية للذين سبقوهم عالقة بهم.

•يشاهد الجمهور الإسرائيلي على القناة الثانية مظلياً مع قبعته الحمراء يفرض حصاراً على الخليل ويرى فيه صورة المظليين في ساحة حائط المبكى [إشارة إلى دخول الجيش الإسرائيلي الى القدس الشرقية بعد حرب 1967]، ويرى في جنود غولاني وهم يعتقلون فلسطينياً لواء غولاني يستولي على جبل الشيخ من يد الجيش السوري. يعلم هذا الجمهور جيداً أن القصة تغيرت من أساسها، وأن تكون مقاتلاً حربياً اليوم معناه أن تفرض نظام الأسياد اليهود على شعب من عبيد لا حقوق لهم. شعبٌ، عهد التميمي هي إحدى بناته.

•مدججون بأفضل السلاح من رؤوسهم حتى أخمص أقدامهم ومستعدون دائماً للهجوم، وقف الجنود في النبي صالح في مواجهتها. إنها المواجهة بين روحية البطولة الإسرائيلية وبين شابة ليست مواطنة ولا مقاتلة، ابنة شعب لا يملك جيشاً، تواجه بجسدها فقط من دون سلاح.

•إن مقياس البطولة يتحدد فقط في قتال حقيقي في مواجهة خصم مهني وملائم. في المواجهة في النبي صالح بين الجنود الإسرائيليين المسلحين وبين مواطنة من رعايا الدولة، تُقوض عهد التميمي روحية البطولة الإسرائيلية وتحطمها.

•خسارة هذه الروحية في هذه المواجهة تشكل خطراً على استعداد الجنود للتجنّد دفاعاً عن نظام الفصل العنصري، حتى لو كانت هذه الخسارة وهمية مثل روحية البطولة نفسها. وهذا هو السبب العميق وراء وجود عهد التميمي في السجن.

•لقد تحولت إسرائيل منذ زمن طويل في هذه الرواية إلى غوليات، وعهد التميمي هي وداوود، وقد جاءت إلى المعركة في وادي إيلا [الوادي الذي شهد المواجهة بين غوليات وداوود] من دون المقلاع.

المصدر: صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole