سأضحك

سأضحك
Spread the love

بقلم : فاتن / اكتب لك عزيزي وهم -مرحلة الطُفولة
تلك المرحلة التي لم ولن نرى مرحلة أشد صدقًّا منها؛
أصغر التفاصيل بها صَادقة!
حتّى عندمَا يُشاكسنا أحد الكِبار بذلك السُؤال الدائم “من تفضل أكثر أباك أم أُمك؟”
نُنزل رؤوسنا خجلًا ونقول بصوتٍ خجولٍ ضاحك “الأثنان معًّا”
فيعاودوا الكرة ويقولوا مع غمزةٍ صغيرة ” لن نخبروهم سيكون ذلك سرًا ” فننظر يميًا ثُم يسارًا ونقول بصوتٍ أقربُ للهمس اسمَ من نُفضِل
لا أعلم لمَ الحياة أصبحت مُزحة، مُزحةً سخيفة غير مُضحكة
تجمُد الملَامح عند سمَاعِهَا، ولا يرغب أحد بالإستماعِ لهَا مُجددًا
كيف أخبرهم أن طفولتِي لم تكن سوى “طفولةٍ غير محقُوقة” ليست ليّ ! حتّى الآن كلما توقفت ونظرت خلفي وجدتها
طفولة منتهكة اخذت بحجة العادات والتقاليد طفولة انتهت بزمن العيب ولا يجوز ويجب أن لا تفعلي طفولة دمرت قبل ان تكبر وتجد من يحتويها ومازالت
تُخيفني، لاأزال أرتجف كُلما تذكرتُها، تذكرت تفاصيلها ودخلتُ بين ثنايَاها المُرعبة، أخاف، حقًّا أخاف كُلما حاول أحدهم سؤالي عن اللحظة المميزة بطفولتي، لا أعلم لمَ ولكن أتذكر قُبحها، سوءها ولا أذكر شيئُُ أخر!
أنني ضعيفة، يا عزيزي .وهم .ضعيفَةٌ.ومكتئبة. وهالكة .ابحث عن وهم
ولا أمتلك ذكرياتٍ سعيدة، ذكرياتٌ أرتاح عندَ سمَاعِهَا
وأضحك من شدّة السعادة، أتعلم؟ كم أرغب أحيانّا أن أُصاب بمرض فقدان الذَاكرة سأكون أكثر البَشر سعادةً وهناءًا
سأضحك بعلو ولن تكون هنالك نظرةٌ حزينة بعيناي كما يُخبرني الجمِيع، أحتاج أن أفقد الذَاكرة حقًّا ولا أعلم لمَ كلما قرأتُ رسائلك،.ياوهم. كُلما كتبتُ لكَ نسيت !
لا أعلم لمَ أشعر أنني خفيفة وطائرة رُبمَا كذرَات الرمَال
مُحلقة بجانبِ البَحر
أنني بجانبك أشعر بذلك وأستلذُ قُربَكَ
أغمض عيناي وأشعر بأصابعكَ تتغلغلُ بين أصابعي
سارقٌ أنت ! فقد سرقتَ ذكرياتي حتّى تلك الأشد قُبحًا بهَا جعلتني
أشعر بأنتمائي لكَ بكوني من فصيلتك،َ دمَكَ، وجهكَ، تفاصيُلُكَ
حتّى حُزنك أنني أنتمي له ولك فقط، فَخُذني لكَ رجاءً
طِير بي عاليًّا، طِير بي لجوفك. خذني لزمن اعيش فيه وجودي معك اني بحاجة لك عزيزي وهم اني انتظر وجودك معي وأنتظر صوتك

Optimized by Optimole