روسيا تسعى لإدامة سيطرتها على الشرق الأوسط

روسيا تسعى لإدامة سيطرتها على الشرق الأوسط
Spread the love

بقلم أريئيل بولشتاين – محلل سياسي إسرائيلي —

جرت الزيارة الرسمية الأولى لوفد حركة “حماس” إلى موسكو في سنة 2006، فور فوز الحركة في انتخابات السلطة الفلسطينية. مؤخراً، يحرص الروس على استضافة قيادة “حماس” مرة كل بضعة أشهر “للتشاور”. منذ أصبحت “حماس” عنصراً حاكماً، يبرر الروس لقاءاتهم بأن عليهم إجراء اتصالات بكل أطراف النزاع العربي – الإسرائيلي، من أجل الدفع قدماً بالحوار بينها والحد من سفك الدماء. في الماضي أيضاً عبّروا عن أملهم بأن يؤدي حوارهم مع “حماس” إلى اعتدال الحركة وتخلّيها عن أسلوب العنف.
الهدف الحقيقي للكرملين يختلف طبعاً عن الهدف المعلن. الروس لا يرغبون في حل النزاع العربي – الإسرائيلي، بل يريدون التركيز على تحويل روسيا إلى مركز قوة مؤثر في الشرق الأوسط، موقع قوة يتوجه إليه الأطراف ويطرحون أمامه مطالبهم. تحب موسكو كثيراً القيام بدور الوسيط والحكم، إلى حد أنها تُقحم نفسها في كل ساحة نزاع في الشرق الأوسط، بدءاً من سورية وصولاً إلى ليبيا.
تعكس الدعوة الجديدة لزعماء “حماس” إلى زيارة العاصمة الروسية قلق موسكو من احتمال ضعف نفوذها. جميع الأطراف تقريباً تتطلع إلى واشنطن منتظرة نشر خطة ترامب “صفقة القرن”. وفي جولات التصعيد الأخيرة، برز دور مصر والموفد الخاص للأمم المتحدة ملادينوف.
في المقابل، تنجح إسرائيل في التسلل إلى الحلقة المعادية في الشرق الأوسط وتعقد صلات مع العالم السني المعتدل، من دون الحاجة إلى وساطة آخرين. تجاه هذه التطورات، يبذلون جهدهم في موسكو للتذكير بأن طموحاتهم لم تختفِ. ومع اقتراب موعد اللقاء المنتظر بين ترامب وبوتين على هامش قمة الدول العشرين G20، ليس مستغرباً أن يحاول الروس تجنيد جميع الأوراق التي لديهم، وفي نظرهم العلاقة بـ”حماس” هي إحدى هذه الأوراق.
“لم نعلن قط أن حماس تنظيم إرهابي”، يقول الروس وهم متذرعين بهذه الحجة الساذجة، كـأن عدم إعلانهم هذا سيغير الطابع الإجرامي لهذا التنظيم. يحبّون في الكرملين التشكي من أن الدول الغربية تنتهج حيالهم سياسة ازدواجية في المعايير. والحقيقة هي أن السلوك الروسي حيال “حماس” يبلغ قمة الازدواجية في المعايير والنفاق واللؤم.

المصدر: صحيفة “يسرائيل هَيوم” الإسرائيلية، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole