“حماس” تبحث عن طرق للتفوّق على الجيش الإسرائيلي في أي معركة مقبلة

“حماس” تبحث عن طرق للتفوّق على الجيش الإسرائيلي في أي معركة مقبلة
Spread the love

بقلم: عاموس هرئيل – محلل عسكري إسرائيلي —

•انضم محمد الزواري مهندس الطيران الذي قتل يوم الخميس الماضي في صفاقس [تونس]، إلى قائمة طويلة من القتلى الذين قضوا في عمليات اغتيال في منطقة الشرق الأوسط نتيجة نشاطاتهم الإرهابية، وفور ذلك تم اتهام إسرائيل باغتيالهم. واعترف الجناح العسكري لحركة “حماس” [كتائب القسّام] يوم السبت بعد الظهر وبتأخير ما، بأن الزواري كان عضواً في هذا الجناح وقائداً لمشروع تطوير الطائرات من دون طيّار التابع للحركة.

•سبقت عملية الاغتيال هذه في تونس خلال العقد الأخير فقط، عمليات اغتيال عماد مغنية قائد العمليات في حزب الله في دمشق، واغتيال حسن اللقيس قائد جهاز التكنولوجيا في حزب الله في بيروت، واغتيال محمود المبحوح من قادة عمليات تهريب السلاح في حركة “حماس” في دبي. وقبل عام أيضاً اغتيل سمير القنطار الدرزي الذي عمل ضمن صفوف حزب الله بعد إطلاق سراحه ضمن صفقة تبادل أسرى من السجون الإسرائيلية، وذلك في غارة جوية داخل سورية. واتهم التنظيمان [“حماس” وحزب الله] إسرائيل بالقيام بعمليات الاغتيال هذه، وفي المقابل حافظت إسرائيل في كل تلك الحوادث على غموض ما وامتنعت عن الإجابة بشكل واضح عن المسؤولة عن تلك الاغتيالات، لكنها في الوقت عينه أكدت دائماً أنها تحتفظ بحقها في محاربة الإرهاب خارج حدودها أيضاً.

•وفي واقع الأمر توضح السياسة الإسرائيلية المعلنة ما عدا في حالات استثنائية (مثلما عملت في اغتيال المسؤولين عن قتلة الرياضيين الإسرائيليين في أولمبياد ميونيخ)، أن استهداف الإرهابيين يهدف إلى منع وقوع عمليات إرهابية مستقبلاً وليس لتصفية حسابات نتيجة أعمال حدثت سابقاً.

•كان الزواري المواطن التونسي وفقاً لتصريحات “حماس”، ناشطاً في الجناح العسكري للحركة خلال العقد الأخير. ويبدو أن ذلك جاء على خلفية أيديولوجية الزواري وخبرته في تشغيل طائرات من دون طيّار. كما يبدو أن الزواري كانت تجمعه علاقة بحزب الله أيضاً. وتقول بعض التقارير إنه سبق أن عمل في دمشق حيث كانت فيها مكاتب “حماس” حتى سنة 2012 وإنه مكث في لبنان أخيراً. وذكرت وسائل إعلام عربية أنه دخل إلى غزة أيضاً عدة مرات عبر الأنفاق من سيناء من أجل تدريب أعضاء الجناح العسكري في حركة “حماس”.

•يعمل الجناحان العسكريان للتنظيمين الفلسطينيين في غزة “حماس” والجهاد الإسلامي، على تطوير فرع الطائرات من دون طيّار. وقبل أكثر من عشر سنوات قتل نشطاء من حركة الجهاد في غزة في إثر انفجار حدث عندما حاولوا فتح رزمة بريدية تحتوي على طائرة من دون طيار كانوا طلبوها من خارج البلد. واستخدمت حركة “حماس” في السنوات الأخيرة طائرات من دون طيار لمراقبة نشاط الجيش الإسرائيلي في محيط غزة. وفي تموز/ يوليو 2014 خلال عملية “الجرف الصامد” العسكرية تم إسقاط طائرة من دون طيار دخلت من غزة إلى منطقة قريبة من أسدود، بواسطة صواريخ باتريوت تابعة للدفاع الجوي الإسرائيلي. وبعد سنة من ذلك، في حزيران/ يونيو 2015، دخلت طائرة من دون طيّار من غزة إلى سماء إسرائيل وسقطت في منطقة مفتوحة قبل أن يتمكن سلاح الجو من إسقاطها.

•ويمكن أيضاً افتراض أن “حماس” تُخطط لاستخدام “طائرات من دون طيار انتحارية” بحيث يتم تفجير المواد المتفجرة التي تحملها هذه الطائرات فوق أهداف العدو. ويستخدم حزب الله الذي يتشارك وحركة “حماس” بعض تقنياته الحربية، طائرات من دون طيّار إيرانية الصنع من مجموعة “أبابيل” كانت إسرائيل أسقطت اثنتين منها في حرب لبنان الثانية [صيف 2006]. وبعض تلك الطائرات من دون طيّار تحمل مواد متفجرة.

•تبحث حركة “حماس” طوال الوقت عن طرق تتيح لها إمكان التفوّق على الجيش الإسرائيلي في أي معركة مقبلة في القطاع. وفي هذا السياق فإنها تحضّر مجموعة من الوسائل الهجومية التي من شأنها أن تنقل المعارك إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، بينما يقوم الجيش الإسرائيلي بعملياته داخل غزة. وتنوي “حماس” إلى جانب الأنفاق الهجومية الاستعانة بغواصي كوماندوز بحري كما فعلت عند شاطئ “زيكيم” في بداية عملية “الجرف الصامد”، واستخدام طائرات من دون طيّار، ومظليين يستعينون بطائرات شراعية.

•لن تؤدي حادثة اغتيال الزواري بالضرورة إلى حرب جديدة على الحدود بين إسرائيل وغزة، على الرغم من التصريح الأولي لحركة “حماس” بأن الزواري كان من أعضاء الحركة وبأن إسرائيل هي المسؤولة عن اغتياله. وامتنعت حماس في حالات شبيهة في الماضي مثل عملية اغتيال المبحوح عن الرد مباشرة عند الحدود.

•ويبقى قرار مهاجمة الأراضي الإسرائيلية مرة أخرى متعلقاً باعتبارات كثيرة مثل تعيين قائد جديد للجناح السياسي لـ”حماس” بدلاً من خالد مشعل الذي أعلن استقالته، والخلافات بين الجناحين السياسي والعسكري، والظروف الحياتية الصعبة في القطاع. وحالياً يبدو أن الاعتبار الرئيسي الذي يمنع “حماس” من القيام بأي عملية يتعلق بالثمن الباهظ الذي دفعته غزة في الحرب الأخيرة عليها سنة 2014، وأيضاً بالشعور بأن مصر التي عززت التعاون الأمني مع إسرائيل، لا تنوي تقديم أي دعم للحركة.

•مع ذلك يجب على إسرائيل في هذه الظروف أن تستعد لاحتمال عملية انتقام مفاجئة، لكن ليس من المتوقع أن تُقرر “حماس” فتح معركة جديدة فقط بسبب مقتل مواطن تونسي بعيداً عن القطاع مهما تكن أهميته لبرنامج “حماس” الخاص بتطوير الطائرات من دون طيّار.

المصدر: صحيفة هآرتس الإسرائيلية، ترجمة: نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole