حلف جديد: نتنياهو وليبرمان ضد بينت

حلف جديد: نتنياهو وليبرمان ضد بينت
Spread the love

بقلم: زئيف كام – محلل سياسي إسرائيلي —

•في يوم الأحد الأخير اجتمع المجلس الوزاري السياسي- الأمني المصغر من أجل البحث في التصويت على قانون تطبيق السيادة الإسرائيلية على معاليه أدوميم. والقرار الذي اتخذ في النهاية لا يبشر بحدوث تصويت على القانون هذا الأسبوع، لأن رئيس الحكومة نتنياهو يريد أن ينسق خطواته بشأن هذا الموضوع مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولا يريد أن يفاجئه بخلق وقائع على الأرض. ولو أراد نتنياهو استغلال جلسة المجلس هذه من أجل إعلان الدفع قدماً ببناء 2500 وحدة سكنية في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، لكان في إمكانه فعل ذلك، ولكنه فضل الإعلان عن هذه الخطوة بعد أيام فقط.
•هذا ما يحدث في هذه الأيام عندما يتحدى نفتالي بينت رئيس الحكومة على جبهتين حساستين: المطالبة بالدفع قدماً بسياسة يمينية واضحة مع الرئيس الأميركي تشمل إلغاء فكرة الدولتين، والاهتمام المتزايد بتقرير مراقب الدولة بعد عملية “الجرف الصامد”.
•لقد قرر بينت إثارة جنون نتنياهو في هذين الموضوعين، ورداً على ذلك قرر رئيس الحكومة إعلان إقامة وحدات سكنية جديدة في يهودا والسامرة، سويّة مع حليفه الجديد – القديم أفيغدور ليبرمان، وليس في إطار جلسة المجلس الوزاري التي يشارك فيه بينت.
•وقفز ليبرمان إلى المناسبة بسرور. وليس سراً أنه بدأ يبرز بين ليبرمان وبينت في الفترة الأخيرة شعور متزايد بالعداء وهجمات متبادلة كثيرة على خلفية البناء في المستوطنات، وبصورة خاصة على خلفية تصرفات بينت إزاء الإدارة الأميركية الجديدة. ويبدو أن الصراع بين الاثنين على وراثة نتنياهو (على الرغم من أنه ليس واضحاً أن هذا سيحدث في وقت قريب)، سيزداد وسيصبح أكثر قذارة.
•يتضح أن النفور بين نتنياهو وبينت يفوق بكثير النفور بينه وبين ليبرمان. ويمكن القول إن العلاقات بين رئيس الحكومة ووزير الدفاع عادت تقريباً إلى الأيام التي كان فيها التعاون بينهما وثيقاً وقوياً. وحتى هنا، فإن قرار إعلان إطلاق البناء في 2500 وحدة سكنية عبر إعلان مشترك بين الرجلين وليس عبر نقاش المجلس الوزاري، ينبع من اعتبار سياسي.
•والمثير للاهتمام أن الاعتبارات السياسية هي من نصيب جميع الأطراف، بمن فيهم بينت نفسه. وينطبق هذا أيضاً على قرار بينت قيادة حملة مفاجئة من أجل تطبيق السيادة [الإسرائيلية] على معاليه أدوميم بواسطة تقديم اقتراح قانون بهذا الشأن. قبل بضعة أشهر فقط، عندما قدم اقتراح قانون في حفل اللوبي من أجل أرض إسرائيل في الكنيست، دعي بينت إلى المشاركة في اللقاء. لكن رئيس البيت اليهودي اختار تجاهل الدعوة ولم يحضر المناسبة. ولم يتحدث عن مبادرته في تلك الأيام. وفجأة، عندما بدا أن هناك فرصة حقيقية لتطبيق السيادة، قفز إلى الفرصة ويريد قيادة التحرك.
•تبرز أيضاً مسألة اختيار التوقيت. فقد شعر بينت بأن رئيس الحكومة أصبح ضعيفاً في الفترة الأخيرة في أعقاب تزايد الاهتمام بالتحقيق معه، وفي ضوء التساؤلات التي برزت فجأة بشأن مستقبله السياسي. إن الحملة التي بدأها وزير التعليم بينت حول تقرير مراقب الدولة بشأن “الجرف الصامد” لم تكن لتنشأ لولا شعوره بأن نتنياهو في ضائقة. وعلى الرغم من ذلك، وعلى الرغم من الضائقة التي يمر بها نتنياهو، فثمة شك كبير في أن ناخبي بينت يحبون رؤية تجدد الشجار بشأن أداء المجلس الوزاري خلال عملية “الجرف الصامد”، بل هم حتى يعرفون أن هذا لا يفيد في الحقيقة في تعزيز معسكر اليمين وزيادة قوته.

المصدر: موقع NRG الإسرائيلي، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole