الإخلاء المزعوم

الإخلاء المزعوم
Spread the love

افتتاحية صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية —

•بالأمس أثبتت الشرطة وكذلك الجيش الإسرائيلي أنهما عندما يشاءان يستطيعان أن يكونا غير عنيفين كعادتهما. وأثبت المستوطنون أن قدرتهم على الابتزاز لم تضعف قيد أنملة، وأنهم لا يتوانون عن استخدام أي وسيلة من أجل مراكمة المزيد من الإنجازات. كما أثبتت الحكومة وكذلك أغلبية وسائل الإعلام في إسرائيل أنهم شركاء دائمون في عملية التلاعب المشينة التي يمارسها المستوطنون الذين سجلوا بالأمس نصراً حقيقياً آخر.
•لقد قامت قوات الشرطة والجيش بتنفيذ أمر المحكمة وأخلت مجموعة مستوطنين بنوا منازلهم على أراض خاصة مسروقة. إن تنفيذ هذا الإخلاء كان يجب أن يحدث منذ وقت طويل، وهذا أمر مفروغ منه في دولة قانون، وكان يجب ألا يتحول إلى قضية وطنية تشغل طوال أشهر متخذي القرارات والجمهور. لكن المستوطنين بمساعدة الحكومة، قرروا تحويل الأمر المفروغ منه إلى دراما مختلقة- كل ذلك من أجل إعداد الأرضية تمهيداً لقانون المصادرة الفضائحي في الأسبوع المقبل.
•وبهذه المناسبة هدمت الحكومة منازل في أم الحيران وفي قلنسوة كعملية جباية ثمن حكومية هدفها التخفيف من تأثير إخلاء عمونه في أوساط ناخبي اليمين الذين يرون أنه مسموح للمستوطنين بأن يفعلوا ما يشاؤون في المناطق المحتلة.
•منذ البداية كان واضحاً أن تمثيلية الإخلاء هدفها خدمة هذه الأهداف. منذ البداية كان الذين يجري إخلاؤهم من عمونه يعرفون أنهم يستوطنون أراضي خاصة مسروقة، لكن هذا الأمر لم يوقفهم. لذا، فهم لا يستحقون أي شفقة أو تعويض. وتحديداً تصديهم للقوى الأمنية التي جاءت لتفرض القانون هو عمل خطير. ليس صعباً أن نخمن كيف كان سيرد رجال الشرطة لو كان راشقو الحجارة من العرب في إسرائيل أو من الفلسطينيين.
•وحتى التعويضات الحكومية – التي أخذت شكل إعلان بناء آلاف الوحدات السكنية في المناطق رداً على إخلاء عمونه – هي جزء من التمثيلية الكاذبة المخطط لها مسبقاً. ومثلها تصريحات وزير التعليم نفتالي بينت الذي قال بالأمس إن المستوطنين “خسروا المعركة”.
•هذا كلام غير صحيح، فبالأمس ربح المستوطنون معركة أخرى. ومقابل الإخلاء المزعوم، ومقابل كل الدراما التي أحاطت به، فإنهم سيبتزون المزيد من الانتصارات لمشروعهم الإجرامي. وقد وعد بينت بإقامة مستوطنة جديدة، وتعهد وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان ببناء 3000 وحدة سكنية، وقال وزير الأمن الداخلي غلعاد إردان إن هذا “يوم صعب ومحزن للشعب في إسرائيل”.

•إن اليوم الذي يطبق فيه القانون في دولة إسرائيل ليس يوماً محزناً. ولولا المقاومة العنيفة وابتزاز المستوطنين، لكان من شأنه بالطبع أن يكون يوماً مثيراً للارتياح بالنسبة إلى الوزير المسؤول عن تطبيق القانون في الدولة

المصدر: صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole