هذه المرة الروس غضبوا من إسرائيل

هذه المرة الروس غضبوا من إسرائيل
Spread the love

بقلم: يوآف ليمور – محلل سياسي إسرائيلي —

•الهجوم الجوي على هدف في سورية وسلسلة الأحداث التي أعقبته أدت، لأول مرة، إلى مواجهة علنية بين إسرائيل وروسيا. إن هذا التطور غير المخطط له، والذي يأتي بعد أسبوع فقط من زيارة رئيس الحكومة نتنياهو إلى موسكو يجب أن يقلق إسرائيل، خشية من أن تغير روسيا سياسة “عدم الاكتراث” التي أظهرتها حتى الآن حيال العمليات المنسوبة إلى إسرائيل في سورية.
•لم يكن واضحاً بالأمس ما الذي أثار حفيظة الروس ودفعهم إلى التعبير علناً عن استيائهم حيال هذه الهجمات من خلال استدعاء السفير الإسرائيلي من أجل محادثة توضيحية (وليس كما هو معهود من خلال رسائل سرية). من المحتمل أن يكون الهجوم وقع بالقرب من قوات روسية كما ادعت بعض التقارير، ومن المحتمل أيضاً أن إعلان إسرائيل مسؤوليتها عن العملية يمكن أن يظهر روسيا بأنها لا تنجح في الدفاع عن سورية التي هي تحت وصايتها، ضد العمليات الإسرائيلية.
•وعلى أية حال، فإن لإسرائيل مصلحة واضحة في إبقاء الروس خارج الصراع الذي تخوضه ضد تهريب الأسلحة الصاروخية المتطورة إلى حزب الله. ولا يعود هذا فقط إلى الرغبة في منع وقوع اشتباك غير مخطط له بين القوات الإسرائيلية والروسية، وإنما في الأساس التخوّف من أن تسمح مظلة روسية واسعة وأكثر كثافة لإيران، بزيادة قوة أذرعتها في لبنان وفي هضبة الجولان، وتجعل من الصعب على إسرائيل عرقلة مثل هذا النشاط.
•من المعقول الافتراض أن إسرائيل ستبذل جهداً كبيراً لمنع حدوث تغير السياسة الروسية، لكن الأمر لن يتضح إلا في لحظة الحقيقة وقت وقوع الهجوم المقبل. وعلى خلفية تسارع جهود حزب الله للتسلح بسلاح نوعي (وخاصة بصواريخ دقيقة)، وتصريحات إسرائيل العلنية بأنها ستحبط ذلك، فليس هناك أدنى شك بأن هجوماً كهذا سيقع قريباً، ويمكن التقدير على خلفية الأحداث الأخيرة أن مثل هذا الهجوم سينطوي على عناصر خطر أكبر بكثير من الماضي.
•وأيضاً، حينئذ لن يكون الوضع تحت سيطرة إسرائيل حصراً. لقد كان الرد السوري، ليل الجمعة استثنائياً وأجبر إسرائيل على خطوة مزدوجة غير مسبوقة: اعتراض الصاروخ السوري بواسطة منظومة حيتس؛ والاعتراف رسمياً بالهجوم في سورية.
•ولهاتين السابقتين تفسير منطقي: لقد نفذ الاعتراض خوفاً من سقوط صاروخ (SA-5) كله أو جزء منه في مدينة إسرائيلية ويصيب مدنيين؛ وتحمل المسؤولية حدث لأنه منذ اللحظة التي وقعت فيها عملية الاعتراض كان هناك تخوف من أن تؤدي موجة الإشاعات (مثل ادعاء سورية الكاذب أنها أسقطت طائرة حربية إسرائيلية)، إلى تصعيد غير مرغوب فيه.
•إن الرد السوري بحد ذاته لم يعرض للخطر طائرات سلاح الجو ، لكنه يدل على ثقة الأسد بنفسه. ففي ظل الدعم الروسي والضرب المتواصل لداعش وتنظيمات المعارضة، يشعر الرئيس السوري بعدم وجود تهديد مباشر على حكمه، ويريد أن يوضح لإسرائيل أنه قادر على رفع مستوى الرد على هجمات تقع في الأراضي السورية.
•ثمة شك في هذه المرحلة في أن يذهب الأسد في ردوده حتى النهاية خوفاً من فتح معركة في مواجهة إسرائيل، لكنه – مثل روسيا وإسرائيل – رفع في الحادث الأخير مستوى المجازفة.

•لقد نجح أفيف كوخافي في إنهاء ولايته قائداً للمنطقة الشمالية من دون مواجهة مع سورية ولبنان. ولكن سيكون من الصعب جداً على خلفه يوئيل ستريك أن يفعل ذلك.

المصدر: صحيفة “يسرائيل هَيوم” الإسرائيلية، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole