تداعيات بريكست..هل اقتربت نهاية تيريزا ماي؟

تداعيات بريكست..هل اقتربت نهاية تيريزا ماي؟
Spread the love

أجرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي محادثات أزمة مع زملائها في حزب المحافظين، فيما تسعى إلى وضع خطة للأسبوع الحاسم في عملية بريكست وذلك وسط تقارير تفيد بأن رئاستها للحكومة باتت مهددة أكثر من أي وقت سابق.

وقد التقت ماي في مسكنها الريفي في شيركز بنواب الحزب المؤيدين لبريكست ومن بينهم النائب النافذ جاكوب ريس-موغ ووزير الخارجية السابق بوريس جونسون الذي يعتبر طامحا في خلافتها.

ويتعين على ماي اتخاذ قرار حول ما إذا كانت ستطلب من النواب التصويت مرة أخرى على اتفاق بريكست الذي توصلت إليه مع الاتحاد الأوروبي والذي رفضه البرلمان مرتين.

وعقب أسبوع شهد فوضى عارمة، تنتشر تكهنات على نطاق واسع على أن المحافظين يستعدون لإجبار ماي على الاستقالة. وقالت صحيفة “صنداي تايمز” اليوم الأحد (24 مارس/آذار 2019) إن ماي “تتعرض لانقلاب كامل” حيث تم وضع خطط لكي يتولى نائبها ديفيد ليدينغتون دور رئيس حكومة تصريف أعمال.

وذكرت الصحيفة أنها تحدثت إلى 11 من كبار الوزراء الذين “أكدوا أنهم يريدون أن تفسح رئيسة الوزراء الطريق لشخص آخر” وأنهم يعتزمون مواجهتها بذلك في اجتماع للحكومة الاثنين. وعادة ما يجري مثل هذا الاجتماع أيام الثلاثاء، ولكن الحكومة أكدت أنه من المقرر أن يعقد الاجتماع الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي الاثنين.

من جهتها توقّعت صحيفة “مايل أون صنداي” أن تتم تنحية ماي “خلال أيام”، وأن يتولى وزير البيئة المؤيد لبريكست مايكل غوف مهام رئيس الحكومة المؤقت. إلا أن غوف وليدينغتون نفيا أية رغبة لهما في تولي رئاسة الوزراء. وقال غوف “ليس هذا هو الوقت المناسب لتغيير قبطان السفينة”.

وانتقد وزير المال فيليب هاموند من يخططون للإطاحة بماي، وأكد لشبكة “سكاي” البريطانية أن “تغيير” رئيس الحكومة “لا يحل المشاكل” معتبرا أن السعي لإطاحة رئيسة الوزراء “في غير محلّه” في وقت تواجه المملكة المتحدة في ملف بريكست أحد أكبر التحديات في تاريخها المعاصر.

وتواجه ماي كذلك احتمال سيطرة النواب على إجراءات مجلس العموم بهدف عقد سلسلة من ما يسمى ب “عمليات التصويت الدلالية” للكشف عن الدعم الموجود لخيارات أخرى بشأن بريكست.

ويأتي ذلك بعد أن حصلت ماي هذا الاسبوع خلال قمة الاتحاد الأوروبي على تأجيل للبريكست لمدة ثلاثة أسابيع عن موعده في 29 آذار/مارس للحصول على موافقة على اتفاق بريكست أو العثور على بديل آخر.

لندن تعاني من أزمة سياسية حقيقية

ويعاني البرلمان والحكومة البريطانيان من أزمة مستمرة منذ أشهر بسبب بريكست، حيث لم يتمكن النواب من اتخاذ قرار حول كيفية تنفيذ نتيجة استفتاء 2016 حول الخروج من الاتحاد الأوروبي، وهو ما يعكس انقسامات مريرة في أنحاء البلاد.

والسبت خرج نحو مليون شخص، بحسب المنظمين في مسيرة مؤيدة للبقاء في الاتحاد الأوروبي عبرت شوارع لندن الرئيسية وطالبت بإجراء استفتاء ثان على بريكست.

وفي حال وافق البرلمان على اتفاق بريكست، فستخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 22 أيار/مايو بموجب الشروط التي توصلت إليها ماي مع الاتحاد الأوروبي العام الماضي.وفي حال لم يقر البرلمان الاتفاق في الأسابيع المقبلة، فعلى لندن وضع خطة جديدة أو مواجهة الخروج بدون اتفاق في 12 نيسان/ابريل. وفي حال تمديد بريكست لفترة ثانية طويلة، فسيتعين على لندن إجراء انتخابات البرلمان الأوروبي في أيار/مايو.

ورفضت ماي ومؤيدو بريكست هذا الخيار، وقالوا إنه من غير المنصف تجاهل غالبية البريطانيين الذين صوتوا من أجل الخروج من الاتحاد في 2016.

المصدر: وكالات – dw

Optimized by Optimole