وحدة سرية بريطانية تشن حملة دعائية ضد جيريمي كوربي

وحدة سرية بريطانية تشن حملة دعائية ضد جيريمي كوربي
Spread the love

تظهر الوثائق المسرّبة التي تسربت إلى صحيفة “صنداي ميل” أن مبادرة النزاهة في المنظمة ممولة من وزارة الخارجية البريطانية بملايين الجنيهات الاسترلينية.

بقلم: جون فيرغسون —

ذكر موقع “دايلي ريكورد” البريطاني أن وحدة سرية بريطانية إسمها (إنفووورز) Infowars (الحرب السيبرانية) مقرها في اسكتلندا وتموّلها الحكومة البريطانية قد أرسلت إلى وسائل الإعلام الاجتماعية منشورات تهاجم جيريمي كوربين وحزب العمال البريطاني.
ففي العلن، فإن المعهد المسمى بشكل خفي “معهد ستيت كرافت” Institute for Statecraft هو عبارة عن مؤسسة خيرية صغيرة تعمل من مطحنة قديمة من العصر الفيكتوري في محافظة فايف في استكلندا.
لكن الوثائق التي تم تسريبها وتمريرها إلى صحيفة “صنداي ميل” البريطانية تكشف عن أن “مبادرة النزاهة” التي أطلقتها هذه المنظمة يتم تمويلها بمبلغ مليوني جنيه استرليني من أموال وزارة الخارجية ويديرها أخصائيون في الاستخبارات العسكرية البريطانية.
من المفترض أن يكون “مركز التفكير” هذا لاحتواء الدعاية الالكترونية الروسية من خلال إعداد مجموعات من الصحافيين والناشطين المؤثرين الأصدقاء عبر أوروبا الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للرد على المعلومات المضللة.
لكن تحقيق الصحيفة وجد أدلة على أن حساب تويتر الرسمي لهذا قد استخدم للهجوم على جيريمي كوربين وحزب العمل ومسؤوليه.
واقتبست إحدى التغريدات مقالة تنعت كوربين بـ”الغبي المفيد” وبأن “عداءه الحماسي الكبير للغرب قد ساعد قضية الكرملين، حيث بذل جهداً سرياً في إثارة قضية “وستمنيستر” (للضمان الصحي) من أجل المال”.
رسالة من منظمة تموّلها الحكومة البريطانية تروّج لمقالة تنص على أنه على النائب السابق جورج غالاوي فإن كوربين لا يصرخ بالمؤامرة، بل إنه يعني ذلك”، وأضافت آخرى: “لقد حان الوقت لكوربين لمواجهة مشكلته المتعلقة ببوتين”.
وتشير رسالة أخرى إلى “مؤيد بريطاني مزعوم لكوربين” الذي “يريد التصويت لبوتين”.
وليس زعيم حزب العمال وحده الذي كان الطرف المتلقي للهجمات عبر الإنترنت. فقد تم استهداف مدير الاتصالات والاستراتجية لديه سيوماس ميلن. فقد استعادت “مبادرة النزاهة”، التي تقع قاعدتها في بلدة “غيتسايد ميل” بالقرب من أوكترموكتي، تقريراً لصحيفة: “ميلن ليس جاسوسًا- هذا من شأنه أن يكون أقل شأناً منه. لكن ما فعله، عن قصد أو عن غير قصد، هو العمل مع أجندة الكرملين”.
وروّجت إعادة تغريد لما قاله صحافي: “مثلما كان يدعم القصف الروسي لسوريا، أيد سيوماس ميلن المذبحة الروسية لأفغانستان، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من مليون شخص”.
لقد اتهمت “مبادرة النزاهة” هذه بدعم السياسيين الأوكرانيين الذين يعارضون بوتين، حتى عندما يشتبه أيضاً بأن لهم صلات باليمين المتطرف.
وتظهر وثائق مسرّبة أخرى أن حملة على تويتر قد أدت إلى حرمان سياسي إسباني يعتقد أنه صديق للكرملين من وظيفة. فقد تحركت “المجموعة الاسبانية” للمنظمة إلى العمل عندما سمعت بأنه سيم تعيين بيدرو بانوس مديراً لقسم الأمن القومي. وتظهر الأوراق كيف قامت “مبادرة النزاهة” بتنبيه “المؤثرين الرئيسيين” في أوروبا الذين شنّوا حملة أونلاين ضد هذا السياسي الإسباني.
في أعقاب تلك التسريبات، التي تفصِّل أيضًا طلبات المنح الحكومية، أُجبرت وزارة الخارجية البريطانية على تأكيد تمويلها الضخم لـ”مبادرة النزاهة”.
وقال وزير أوروبا في الحكومة البريطانية آلان دنكان أمام البرلمان: “في السنة المالية 2017-2018، قامت وزارة الخارجية بتمويل مبادرة النزاهة لمعهد “ستيت كرافت” Statecraft)) بمبلغ 296.500 جنيه إسترليني. في هذه السنة المالية، تموّل وزارة الخارجية البريطانية المبادرة بمبلغ إضافي قدره 1.961.000 جنيه إسترليني. كلا المبلغين تم تمويلهما من خلال اتفاقيات المنح “.
وقد جاء رد فعل السياسيين والأكاديميين غاضباً على الأخبار عن قيام وحدة سرية تموّلها الحكومة كانت تهاجم المعارضة الرسمية في البرلمان.
وقال عضو البرلمان الاسكتلندي عن حزب العمال نيل فندلي: “يبدو أن علينا أن يكون مؤسسة خيرية مسجلة في اسكتلندا والتي يشرف عليها مكتب تنظيم المؤسسات الخيرية الاسكتلندية التي يتم تمويلها من حكومة المملكة المتحدة وتقوم بهجمات سياسية على سياسيين في المملكة المتحدة، وحزب العمل وحركة العمال. مثل هذه الهجمات السياسية والدعائية لا ينبغي أن تأتي من أي مؤسسة خيرية. نحتاج إلى معرفة سبب تمويل وزارة الخارجية لها “.
وقال ديفيد ميلر، أستاذ علم الاجتماع السياسي في كلية الدراسات السياسية في جامعة بريستول: “إنه أمر استثنائي أن تكون وزارة الخارجية تموّل جمعية خيرية اسكتلندية لمواجهة الدعاية الروسية ينتهي الأمر بالهجوم على المعارضة والتهديد اللين للسياسيين اليمينيين المتطرفين في أوكرانيا. من حق الناس أن يعرفوا كيف تنفق الحكومة أموالهم، والآراء التي يتم الترويج لها باسمهم”.
يبدو أن المدير الأول لـ”مبادرة النزاهة” هو كريس دونيلي. تخرج من جامعة مانشيستر، وعمل كضابط في فيلق الاستخبارات العسكرية البريطانية، وسبق أن ترأس مركز أبحاث الدراسات السوفياتية للجيش البريطاني في كلية ساندهيرست العسكرية. وتشير الوثائق التي تم سريبها إلى صحيفة “صانداي ميل” إلى أنه تم تعيينه “عقيدًا فخريًا في الاستخبارات العسكرية في عام 2015 – وهو العام الذي تشكلت فيه “مبادرة النزاهة”.
وتظهر الأوراق التي راجعتها الصحيفة أن عاملاً بارزاً في المبادرة هو دان لافاييدني وهو كان جندياً في القوات الخاصة في عام 1978 وكان مرتبطاً بفوج يدير خلايا تجسس في روسيا.
وبعد اتصال الصحيفة بــ”مبادرة النزاهة” عبر موقعهم الالكتروني للسؤال عن الهجمات على حزب العمال، تلقت اتصالاً من الناطق بسامها ستيفن دالزيال. وقال: “لست على علم بذلك. ولست الشخص الذي يتحكم في حساب تويتر. فلو كان انتقاداً لأحد سياسيينا، فلا ينبغي أن يكون هناك “.
عندما سئل عن الخلفية العسكرية لموظفي “مبادرة النزاهة”، نفى دالزيل أي تورط للخدمة السرية. وأضاف: “كريس دونيلي كان في الجيش البري لسنوات عديدة. دان لافاييدني، وهو سكوتلندي، وهذا هو السبب في تسجيله في اسكتلندا، كان قبل سنوات عديدة في الجيش. لقد خدمت سنة واحدة كضابط في الجيش البري. أكبر جزء من حياتي المهنية، كنت صحافياً في بي بي سي. بالتأكيد ليست خدمة سرية، أعدك”.
تشير السير الذاتية السابقة المنشورة اونلاين عن دالزيل إلى أنه قضى سنة في الجيش البريطاني في عام 1981، قبل أن ينضم إلى مركز أبحاث الدراسات السوفياتية في الأكاديمية العسكرية الملكية، ساندهيرست.
تعرض الوثائق المسربة طلب تمويل قدم إلى وزارة الخارجية يوضح تفاصيل عمل الوحدة. وتكشف المزيد من الأبحاث عن وحدة في ليتوانيا تتلقى الدعم الخارجي لدعم “إنشاء مركز / مجموعة جديدة وتثقيف قادة المجموعات والأشخاص الرئيسيين في فيلنيوس في تقنيات الحرب السيبرانية” infowar.
ورفضت وزارة الخارجية البريطانية التعليق على الموضوع بناء لطلب الصحيفة.

ترجمة: الميادين نت

Optimized by Optimole