عقوبات اقتصادية ومعارك عابرة للحدود: الغرب يضغط على ساحة اللعب الإيرانية كلها

عقوبات اقتصادية ومعارك عابرة للحدود: الغرب يضغط على ساحة اللعب الإيرانية كلها
Spread the love

بقلم عاموس هرئيل – مراسل عسكري إسرائيلي —

•ما يمارَس حالياً في جميع أنحاء الشرق الأوسط هو ضغط على ساحة اللعب الإيرانية. بعد توقيع الاتفاق النووي مع إيران في تموز/يوليو 2015، زادت إيران جهدها لتوسيع نفوذها الإقليمي من خلال استغلال التحسن الاقتصادي الذي أثمره رفع العقوبات الدولية. حالياً، للمرة الأولى، تبدو بداية جهد مضاد منسق، هدفه وقف المسعى الإيراني – وإعادة لف السجادة العجمية، كما يصفون ذلك في المؤسسة الأمنية.

•يمكن الافتراض أن الخطوط التوجيهية للسياسة الجديدة التي رُسمت خلال اجتماعات مسؤولين إسرائيليين كبار وموظفين في إدارة ترامب بدأت في الصيف الماضي. في بداية أيار/مايو هذا العام، في خطاب منهجي وواضح، وبصورة غير مألوفة من جانبه، أعلن الرئيس ترامب قراره الانسحاب من الاتفاق النووي. بعد مرور أسبوعين على ذلك، قدم وزيرالخارجية الأميركي الجديد، مايك بومبيو قائمة تضمنت 12 مطلباً من إيران. بينها وقف تأييد حزب الله والتهديدات لإسرائيل. وهدد بومبيو بأن العقوبات الاقتصادية الجديدة التي ستفرضها الولايات المتحدة ستؤدي إلى انهيار الاقتصاد الإيراني.

•في الأسابيع الأخيرة يبدو أن وثيقة بومبيو بدأت تتحقق. ولا يبرز هذا في تخوّف شركات أميركية، وبحجم أقل أوروبية، وتخلّيها عن صفقات مخطَّط لها مع إيران. بل أيضاً بدأ الإيرانيون يشعرون بالضغط في نقاط أُخرى، على طول الهلال الشيعي، نفس الجبهة التي استفادوا من نفوذهم فيها في السنوات الأخيرة، من لبنان وسورية في الشمال، إلى البحرين في الشرق واليمن في الجنوب. وتُضاف إلى عملية الخنق الاقتصادية أيضاً خطوات مادية عسكرية.

•يتركز الاهتمام الإسرائيلي، بالإضافة إلى إلغاء الاتفاق مع إيران (الذي سعى له نتنياهو بخلاف رأي كثيرين في الاستخبارات الإسرائيلية) على ما يجري في سورية. إن الأمل بأن يفرض الروس تسوية تُبعد الإيرانيين والميليشيات الشيعية عن كل أراضي سورية، كما طالب به رئيس الحكومة، أو على الأقل إبعادهم إلى مسافة 70 كيلومتراً عن الحدود، لم يتحقق بالوتيرة التي توقعوها في القدس. وبحسب التحليل الإسرائيلي، في نظر الروس استنفدت إيران الفائدة التي يمكن أن تقدمها لهم في سورية، وهم يفضلون تقليص وجودها هناك. والهدف الأكثر أهمية بالنسبة إلى روسيا هو استقرار نظام الأسد، ويبدو أن تفاقم الاحتكاك بين إسرائيل وإيران في سورية يعرّض تحقيق هذا الهدف للخطر.

•في الأعوام الثمانية الأخيرة وظفت إيران، في تقدير المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قرابة 25 مليار دولار في مساعدة اقتصادية وعسكرية قدمتها لنظام الأسد وحزب الله والحوثيين في اليمن وتنظيمات فلسطينية، حركة الجهاد الإسلامي ومؤخراً “حماس” أيضاً مرة أُخرى. جزء من هذه الأموال جرى تحويله بواسطة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، ذراع إيران الطويلة في الخارج. إن تضافر ضغط عسكري، وسياسي واقتصادي، يمكن بحسب الأميركيين أن يجبر إيران على إعادة التفكير.

•الرئيس حسين روحاني وأعضاء المعسكر الأكثر براغماتية بدأوا يفكرون في حجم الفائدة التي حصلت عليها إيران من هذه التحركات الإقليمية مقارنة بتكلفتها. في تظاهرات الاحتجاج ضد النظام التي تجري في شتى أنحاء إيران، تُذكر هذه النفقات الضخمة كمصدر مركزي للإحباط. في هذا الأسبوع نشرت صحيفة اقتصادية إيرانية أنه خلال صلاة عيد الفطر في طهران، نشب خلاف عاصف بين روحاني وبين قائد فيلق القدس، الجنرال قاسم سليماني بشأن ميزانية الفيلق في السنة المقبلة. في تقدير إسرائيل أن الأزمة في قيادة النظام بدأت عندما اتضح لزعامة إيران أن سليماني ضللها بشأن حجم عملية التمركز العسكري في سورية وضخامة الضرر الذي سببته عمليات القصف الإسرائيلية.

المصدر: صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية – عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole