يديعوت أحرونوت: النفق الهجومي الذي تم اكتشافه في منطقة الحدود مع القطاع قبل شهر يشكل نموذجاً جيداً لتعاظم قوة “حماس”

يديعوت أحرونوت: النفق الهجومي الذي تم اكتشافه في منطقة الحدود مع القطاع قبل شهر يشكل نموذجاً جيداً لتعاظم قوة “حماس”
Spread the love

يوسي يهوشواع – محلل عسكري اسرائيلي/

يصر المسؤولون في قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية على أن القذيفتين الصاروخيتين اللتين أُطلقتا من قطاع غزة في اتجاه الأراضي الإسرائيلية ليلة السبت – الأحد الماضية انطلقتا عن طريق الخطأ بسبب البرق، على الرغم من أن هذا الأمر مشكوك فيه، ومن المعروف أنه لم تُطلق في أي جبهة أُخرى حتى الآن قذائف في اتجاه إسرائيل عن طريق الخطأ.
هذا الإصرار هو جزء من مفهوم يقوده اللواء هيرتسي هليفي لاحتواء الأحداث في مقابل حركة “حماس”، وأيضاً جزء من الحل الذي يراه لقطاع غزة، ووفقاً له، فإن تحسين الوضع الإنساني فقط يؤدي إلى الهدوء. ويلاحظون في الجيش الإسرائيلي أن زعيم “حماس” في القطاع يحيى السنوار لا يزال هو أيضاً يفضّل السير في طريق التسوية والامتناع من خوض مواجهة مع إسرائيل.
من ناحية مبدئية يمكن القول إن اللواء هليفي على حق في مفهومه بشأن جلب الهدوء، وخصوصاً جرّاء الأزمة الاقتصادية في غزة، والتي تفاقمت مع تفشي فيروس كورونا، لكن الطريق إلى هذا الهدوء إشكالية. وهناك قضية لا يجري الحديث عنها هي تعاظُم قوة “حماس” العسكرية.
واضح أنه في اللحظة التي ستدخل فيها المبالغ الطائلة من قطر، أو من جهات دولية إضافية إلى غزة، سيذهب قسم منها إلى الجناح العسكري لهذه الحركة، وسيؤدي إلى تعاظُم قوته بصورة تضع تحدياً مهماً أمام إسرائيل، يجب مناقشته الآن لتجنب عدم الاستيقاظ متأخراً مع وحش إرهابي. ويشكل النفق الهجومي لـ”حماس”، الذي وصل إلى منطقة العائق الأمني في منطقة الحدود مع القطاع وتم اكتشافه قبل شهر، نموذجاً جيداً لتعاظُم قوة هذه الحركة. وتبين أن هذا النفق هو الأكبر والأكثر عمقاً الذي حفرته “حماس” منذ إقامتها ووصل إلى عمق عشرات الأمتار تحت الأرض. وزُوّد النفق بأقواس وأعمدة من الأسمنت، وتم تركيب منظومة تنفّس وتهوئة متطورة تلائم العمق الذي وصل إليه. وأُعدّ النفق لشن هجوم واسع لوحدة “النخبة” المختارة في “حماس”، وليس لاختطاف جنود إسرائيليين.
إذا لم تخرج التسوية إلى حيز التنفيذ في الفترة القريبة، لن تساعد نيات السنوار وهليفي في جلب الهدوء، وسيضطران إلى اللقاء في ساحة الحرب.

المصدر: صحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية _ عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole