ماريا بوتينا وفضيحة روسيا

ماريا بوتينا وفضيحة روسيا
Spread the love

نشرت صحيفة ذا نيويوركر الأميركية مقالة حول ماريا بوتينا، المرأة التي اتهمتها وزارة العدل الأميركية بالتآمر والعمل كعميلة لروسيا داخل الولايات المتحدة الأميركية وحول علاقتها بالمحافظين والحزب الجمهوري. والآتي نص المقال:

ماريا بوتينا، المرأة التي اتهمتها وزارة العدل الأميركية بالتآمر للعمل كعميلة لروسيا في الولايات المتحدة، لم تكن عميلة سرية بفهم هوليوود بهذا المصطلح. فهي مؤسسة مجموعة حقوقية روسية تدعى “الحق في حمل السلاح”، وقد أمضت “بوتينا” السنوات القليلة الماضية في واشنطن العاصمة لمتابعة دراستها الجامعية في الجامعة الأميركية. لم يكن الأمر كأنه غطاء، وبحسب سجلات المحكمة، لم يكن لديها الكثير من الخوف من أن يتم كشفها. في ليلة انتخاب دونالد ترامب، استيقظت بوتينا في وقت متأخر، وراسلت على تويتر مديرها في روسيا. اقترحت بوتينا التحدث على الهاتف، لمناقشة من الذي قد يرشحه ترامب ليكون وزيراً للخارجية. رد عليها مديرها الذي تم تحديده على نطاق واسع باسم ألكسندر تورشين، نائب محافظ البنك المركزي الروسي: “يتم التنصت إلى جميع هواتفنا!”. قالت بوتينا: حسناً، ماذا عن الحديث عبر الواتس اب WhatsApp؟”.

وقد اتهمت بوتينا بمحاولة التأثير سراً على الجماعات السياسية المحافظة في الولايات المتحدة، ووثائق المحكمة حددت بالتفصيل كيف قامت بمساعدة من مواطنين أميركيين بتطوير علاقات مع مسؤولين من مجموعة حقوق المدافعين عن حمل السلاح والتي يفترض على نطاق واسع أنها “جمعية البندقية الوطنية”، National Rifle Association كمنظمين لفطور الصلاة الوطني.

ومع ذلك، فإنها لم تخفِ ما أرادته. ففي بريد إلكتروني في عام 2015 مضمن في وثائق المحكمة المرفوعة ضدها، أخبرت بوتينا إحدى جهات الاتصال الأميركية أنها قد قدمت إلى قادة الحزب الجمهوري “كممثل للدبلوماسية غير الرسمية” في روسيا. وفي ربيع عام 2016، ساعدت في محاولة عقد لقاء بين ترامب وفلاديمير بوتين. في عام 2014، في مؤتمر جمعية البندقية الوطنية N.R.A. في انديانابوليس، اصطدمت بعضو مجلس الشيوخ السابق عن ولاية بنسلفانيا، ريك سانتوروم. بعد عام، في مؤتمر المجموعة في ناشفيل، التقت سكوت ووكر، حاكم ولاية ويسكونسن. ونشرت صورًا من كل هذه العروض على صفحتها على فيسبوك. ومحاميها قد أنكر أنها كانت عميلة روسية.

سوف يسجل التاريخ أن بوتينا هي ربما أول شخص يسأل ترامب علانية عن ماهية سياسته تجاه العقوبات الروسية إذا أصبح رئيساً. في تموز – يوليو 2015، بعد أسابيع قليلة من إعلان ترامب ترشيحه، دعاها – على ما يبدو بشكل عشوائي – خلال حدث في لاس فيغاس. سألته بوتينا: “هل تريد مواصلة سياسة العقوبات (ضد روسيا) التي تضر بالاقتصادين؟”.

أجاب ترامب: “أعتقد أنني سأتفق بشكل جيد مع بوتين، موافقة؟. لا أعتقد أننا سنحتاج إلى العقوبات”. وفي وقت لاحق، وفقاً لكتاب مايكل إيزكوف وديفيد كورن، المعنون بـ”الروليت الروسية”، شعر مستشارا حملة ترامب، ستيف بانون ورينص بريبوس، بالقلق حيال هذا التبادل. وكتب إزيكوف وكورن: “كيف حدث أن هذه المرأة الروسية كانت في لاس فيغاس لهذا الحدث؟ وكيف حدث أن ترامب قد دعاها للحديث؟ وأن ترامب أجابها؟. كان ذلك غريباً، إعتقد بانون، أن ترامب لديه إجابة مطورة تماماً عن الأمر. وقد وافقه بريبوس على وجود شيء غريب بشأن بوتينا، وأخبر بانون أنه كلما كانت هناك فعاليات تعقدها الجماعات المحافظة، كانت دائماً موجودة”.

الكثير من جوانب فضيحة روسيا: اختراق أجهزة كومبيوتر حملة الحزب الديمقراطي، وبرنامج تويتر، والأعمال المشبوهة لكل من مايكل فلين وبول مانافورت، قد أثارت الاهتمام ليس بالسر العميق المدفون ولكن بالذي كاد أن يخفى. قد تكون مواكبة الفضيحة صعبة، ليس فقط بسبب العدد الهائل من الحقائق، ولكن لأن هذه الحقائق – نفس الأشخاص، نفس الأحداث – تستمر في العودة مراراً وتكراراً، مظللة بشكل مختلف قليلاً، ولكنها لا تزال تشير في نفس الاتجاه. قبل أشهر عدة، أخبر محامي بوتينا قاضياً اتحادياً يوم الإثنين، أنها أدلت بشهادتها أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ في جلسة مغلقة. كان الصحافيون يتابعون قصة بوتينا منذ ربيع العام الماضي على الأقل. كان لدى أقرب مستشاري ترامب شكوك حولها منذ الحملة. وهي الآن تواجه اتهامات فدرالية، ويطلب من الجمهور المتابعة.

ترجمة: الميادين نت

Optimized by Optimole