التقييم السنوي لشعبة “أمان”: حزب الله هو التهديد الأخطر لإسرائيل

التقييم السنوي لشعبة “أمان”: حزب الله هو التهديد الأخطر لإسرائيل
Spread the love

بقلم” طال ليف – رام – محلل عسكري إسرائيلي |

يجب النظر إلى تقرير التقييم السنوي لشعبة الاستخبارات العسكرية [“أمان”]، بصفته فرصة للمؤسسة الأمنية لإجراء فحص معمق للأحداث في السنة الأخيرة في الجبهات القريبة والبعيدة، وكذلك لتحديد نقاط التغيير المهمة خلال تلك السنة.
وعن طريق النظر إلى الأمام، تقوم شعبة “أمان” بالإشارة إلى التطورات التي يُحتمل أن تتطور في غضون السنة المقبلة، والتي تنطوي على تهديدات وفرص يُفترض أن تشكل أساساً لاتخاذ القرارات من طرف المؤسسة السياسية وقيادة الجيش منذ الآن.
لكن المسؤولين في شعبة “أمان” يحذّرون من أن الحديث لا يدور حول نبوءة للسنة القادمة في العالم المتغيّر بوتيرة هائلة، إنما حول انعكاس لصورة الأوضاع في الوقت الحالي، ومن المحتمل أن تتغيّر بسرعة، كما حدث مؤخراً عندما فاجأ رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب بقرار اغتيال قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
إن التغيير الكبير وفقاً لتقييم شعبة الاستخبارات هذه السنة يتعلق بحجم التطورات غير المتوقعة في المنطقة، والآخذ بالازدياد بسبب الصعوبة في تقدير شكل سلوك الدولة الأقوى في العالم وجوهر سياستها في المنطقة.
وكما هو متوقع، تقف إيران ونفوذها في المنطقة في صلب تقييم شعبة الاستخبارات. لكن في المدى الزمني القصير، فإن التهديد الأخطر بالنسبة إلى إسرائيل يأتي من طرف حزب الله الذي واصل تعاظمه العسكري والسياسي في لبنان. ومن المتوقع أن يستمر الحزب في خوض كفاح مستقل ضد إسرائيل. وهو لن يسارع إلى إدخال صراعات إيران مع إسرائيل، في حال استمرار سلاح الجو الإسرائيلي في مهاجمة أهداف إيرانية في سورية، إلى الأراضي اللبنانية. لكن القيام بمس مصالحه في لبنان سيكون قصة أُخرى تماماً. وفي هذا الشأن سيكون حزب الله مستعداً لأن يجازف بتصعيد مهم ضد إسرائيل من خلال الإصرار على ألّا يتيح لهذه الأخيرة إمكان تغيير معادلة الرد.
يعني هذا التحليل أنه إلى جانب مركزية إيران في تقييم الأوضاع الاستخباراتية، باعتبارها المسبب الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة، فإن الاحتمال الأكبر لاندلاع حرب هذه السنة مرتبط أكثر من أي شيء آخر بتطور أي أحداث عملانية بين إسرائيل وحزب الله.
إن ما يمكن أن يؤثر بصورة خاصة في هذه الأحداث هو مشروع الصواريخ الدقيقة لحزب الله. في إسرائيل يفترضون أنهم نجحوا حتى الآن في كبح المشروع الذي كان متأثراً أيضاً برغبة إيرانية قادها سليماني. وحالياً هناك تقديرات في إسرائيل أن هناك احتمالاً أن يقرر حزب الله استثمار موارد أقل في المشروع بسبب الضائقة الاقتصادية وحسابات التكلفة والفائدة في المدى القصير.
وبطبيعة الحال، هذا هو السيناريو المرغوب في إسرائيل. لكن يمكن أن يكون مجرد أمنية خفية. وفي المحصلة الأخيرة، فإن المواجهة المباشرة بين إسرائيل وحزب الله، والتي يعلن الطرفان أنهما غير معنيين بها، مرتبطة أولاً وقبل أي شيء بالقرارات التي سيتخذها حزب الله وبما إذا كان سيستمر في الدفع قُدماً بالمشروع، وكذلك بإسرائيل.
وفيما يتعلق بالتهديدات البعيدة المدى، لا يزال التهديد النووي الإيراني هو الأخطر. وتشير التقديرات في هذا الشأن في إسرائيل إلى أن طهران لم تتخذ بعد قراراً للسير في سكة إنتاج القنبلة النووية، وأن خطواتها تهدف أساساً إلى تحسين شروط المساومة على أعتاب تجدد المفاوضات بخصوص الاتفاق النووي. ومع ذلك، يعتقدون في إسرائيل أن التغيير في السياسة الإيرانية يُلزم المؤسسة الأمنية الاستعداد لاحتمال أن تختار إيران السير في سكة إنتاج سلاح نووي. وهناك من يعتقد في المؤسسة الأمنية أن اغتيال سليماني يقنع النظام الإيراني بأنه يمكن الحصول على حصانة حقيقية لاستمرار تصدير الثورة فقط مع امتلاك سلاح نووي. وبناء على ذلك، ستظل إيران في رأس سلم الأولويات في الفترة القريبة أيضاً.

المصدر: صحيفة “معاريف” الإسرائيلية – عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole