الثقافة والتقاليد الصينية أسهمت في تعميق الانسجام الديني والاثني في شيانغينغ

الثقافة والتقاليد الصينية أسهمت في تعميق الانسجام الديني والاثني في شيانغينغ
Spread the love

شؤون آسيوية –  تقع شيانغينغ الصينية في القارة الأوروبية. وهى منطقة نائية على الممر الرئيسي لطريق الحرير. ومنذ قديم الزمان كانت البوابة لنشر الحضارة الصينية غرباً. كما أنها قاعدة مهمة لتبادل الثقافات والتواصل بين الشرق والغرب. وتتميز شيانغينغ بالتنوع الثقافي والتعايش الديني والانسجام.

الإحساس القوى بالهوية والثقافة الصينية كان ضروريا لمشاركة جميع الاثنيات في ازدهار الثقافة فى شيانغينغ، الصين لها حضارة تعود تأريخها لاكثر من 5000 سنة. لذلك نجد ان ازدهار الحضارة التي ساهم فيها السلالات التيشنية، الهانية والتانكية خلال حكم الامبراطوريين كانقكسى وغيانغلونك, عبارة عن انجاز جماعى قام به كل الاثنيات. وقبل انتشار الاسلام والثقافة الاسلامية فى شيانغينغ فى القرن العاشر, اسهمت كل الثقافات الاثنية فى الاقليم بما فيهم الإيغورفى تطوير الحضارة الصينية, وفيما يتعلق بالثقافة الاسلامية الواردة فى شيانغينغ فقد تم هضمها وتبنيها من قبل الاثنيات الاخرى بطريقة انتقائية لتكون ضمن الحقائق الثقافية فى الصين.وهذا لم يغير الواقع بان الثقافات الاثنية فى شيانغينغ متاصلة وتعد ضمن الميزات الصينية, كما انه ايضا لم يغير من واقعها كجزء من الثقافة الصينية. ملحمة مناس والتى تعود الى القرنين التاسع والعاشر, اصبحت تحفة ادبية مشهورة داخل وخارج الصين.

الثناء للمغنيين الغرغستانيين الذين ابدعو فى العروض الغنائية فى القرن الخامس عشر, كذلك ملحمة جانكارمن قبل المنغوليين والذى اصبح شبيها بثقافة شيانغينغ, هذين الملحمتين مع بعض الى جانب حياة الملك كريسر تعتبر من ضمن اشهر ثلاثة ملاحم مهمة للاقليات الاثنية فى الصين, الادب الايغورى اضاف عملا رائعا للاعمال الفنية الممتازة والتى شملت, الحكمة التى تجلب السعادة, التوجه الى الحقيقة, القاموس الشامل للغة التركية والاثنى عشر مقام, كل هذا من كنوز الثقافة الصينية, وقد عكست الثقافات الاثنية فى شيانغينغ عناصر الثقافة الصينية منذ البداية, والتى دائما تمثل الارتباط العاطفى والمأوئ الروحى للمجموعات الاثنية فى شيلنغينغ, تناغم العلاقات الدينية بين المجموعات لايمكن الاستغناء عنها لتحقيق الاستقراروالازدهار فى الاقليم, عدد من المجموعات الاثنية ذات الديانات والمعتقدات المختلفة ظلت تعيش مع بعض لفترات طويلة من الزمن, ومن بين هذه الديانات الطاوية, والتى موطنها الصين, بينما الديانات الاخرى بما فيها الاسلام, البوذية, البروتستانية, الكاثاوكية والكنيسة الشرقية الارسذوكسية كلها قدمت من الدول الاجنبية, وكان دخول الاسلام الى شيانغينغ مع ظهور الامبراطورية العربية فى القرن السابع إبان التمدد الشرقى للاسلام. نحن نحترم حق المسلمين فى الاعتقاد, الاسلام ليس دينا اصليا للسكان ولم يكن هو المعتقد الوحيد للايغور, وليس من الحقيقة القول ان شعب الايغور تحولو الى الاسلام لعوامل دينية او تاريخية. هنالك عدد مقدر من الناس اليوم فى شيانغينغ لايتبعون لاى ديانة, وعدد من الايغور يعتنقون ديانات اخرى غير الاسلام.

هنالك تعايش بين معتنقي الديانات في الاقليم منذ زمن بعيد, غير انه يوجد واحد او اثنين من الديانات السائدة, كما ان التركيبة الدينية فى الاقليم يتميزبالاندماج والتعايش, والتاريخ يؤكد ان المناطق التى تشهد تعايش لديانات متعددة تمتاز بالتناغم الداعم والراعى للاستقرار والازدهار الاجتماعى والاقتصادى, شيانغينغ لديها احترام وحماية كاملة لحرية المعتقدات الدينية وفقا لما ينص عليه دستور جمهورية الصين الشعبية, شيانغينغ دائما تؤيد مبدأ المساواة بين جميع الاديان, فهى لاتفضل دين على آخر ولاتمارس التمييز ضد اي من الديانلت, ولاتسمح كذلك بأن يعلو دين على آخر, كل المجموعات الاثنية تستمتع بحقوقها الدينية بتساوى وبحرية كاملة.

ومع تقدم الزمن اصبح هنالك مطلب جوهرى لنمو الاديان فى الاقليم, تاريخ الاديان فى الصين يوضح انه فقط مع مواكبة العصر يمكن للاديان ان تستوعب داخل المجتمع الصينى ويسهم فى اشبلع حاجة المتدينين. وفى عملية قبول الاسلام نجد ان اسلاف الايغور والكسكستان قاموا بدمج الاسلام مع ثقافاتهم وتقاليدهم الخاصة, بينما استوعبو جوهر ثقافة المجموعات الاثنية الاخرى, حيث ان بعض المفاهيم الدينية مثل الطقوس والعادات ظلت باقية ومتطورة, وبتفاعلها مع هذه العناصر اصبح الاسلام فى شيانغينغ ينمو تدريجيا بتميزها المحلى وبسماتها الاثنية, وحتى تعيش الاديان وتتطور عليها ان تتكيف مع البيئة الاجتماعية.

الاديان فى شيانغينغ مثلها ومثل الاديان الاخرى المتواجدة فى مناطق الصين الاخرى, عليها ان تتواءم مع جوهر القيم الاشتراكية والثقافة الصينية, العقائد الدينية تحتاج ان توضع بطريقة تمكنها من المساهمة فى تطوير الصين وتجعلها تتطابق مع التقاليد الصينية الجميلة. الدوائر الدينية فى الاقليم ينبغى عليها ان تقوم بدورها لتكملة الاهداف الكلية للاستقرار الاجتماعى والسلام الدائم فى شيانغينغ.

شيانغينغ اليوم ملك لجميع الاثنيات على مستوى الاقليم والدولة, والامر يتطلب مسئولية مشتركة حتى ينهض الشعب الصينى بما فيهم شعب شيانغينغ للدفع بالتراث الثقافى والحفاظ على تناغم الاديان, كما يجب ايضا ان يكونو جزء لايتجزأ من بناء مأوئ روحى متكامل يشترك فيه كل المجموعات الاثنية.

Optimized by Optimole