كلنا مسؤولون في مواجهة “كورونا”

كلنا مسؤولون في مواجهة “كورونا”
Spread the love

بقلم: علا حسن |
عادت الحياة وفق الخطة التي وضعتها وزارة الداخلية في التعامل مع وباء كورونا المستجد (كوفيد – 19)، ما يستوجب علينا الوقوف عند بعض الأسئلة التي يجدر طرحها في هذا المقام: هل هذا الإجراء يعني التخلي عن الإجراءات الاحترازية التي كانت مطبقة في التعامل مع جائحة كورونا؟ وهل يعني هذا أيضًا أن خطر هذا الفيروس قد ولَّى إلى غير رجعة؟ وهل هذا القرار يعني أننا أصبحنا خارج دائرة الصراع مع تفشي الكورونا؟
وهناك من يقول: هل بهذا القرار إعلان رسمي أننا وبعد أن سيطرنا على كورونا العصر المتمثلة بتنظيمي جبهة النصرة وداعش الإرهابيين، أن نكون قد استسلمنا لواقع مرض كورونا المستجد طالما وحتى هذه اللحظة لم يتم إيجاد علاج رسمي له؟
أسئلة كثيرة يمكن أن تُطرح ولكن سأضيف عليها سؤالاً واحداً…وبقلمي.. مرض متفش وفيروس لعين يصيب الكبير والصغير العامل والطبيب الوزير والفلاح المعافى والمريض… من هو المسؤول هنا يا ترى…؟
سأجيب بدوري أنا ..نحن المسؤولون كبيرنا وصغيرنا فهذه جائحة تحتاجنا جميعاً لأن نتكاتف لمنع انتشارها وهذا لا يحتاج للكثير، فوعينا هو اللبنة الأساسية لنجاحنا في هذه المهة…
والمجتمع بمواطنيه ومقيميه، هم من يحدد كيفية التعامل مع هذا الواقع….
لم ينته الفايروس ولم يختف، لكنه من المؤكد أن الفيروس ووفق الدراسات الطبية العالمية لا يمكن أن يكون قد اختفى بين عشية وضحاها، وأنه مثله مثل كل الأوبئة والفيروسات التي تظهر تحتاج إلى وقت حتى تتلاشى أو يضعف خطرها على الناس، وأنه لا يمكن القضاء على فيروس بعينه من دون اكتشاف لقاح أو علاج له. وبالتالي فإن التعامل مع هذا الوباء بحذر ومتابعة علمية يجب أن يستمر حتى إن شرعت الحياة أبوابها من جديد.
إن عودة الأمور إلى سابق عهدها لا يعني التخلي عن الإجراءات الاحترازية، التي كان الناس يطبقونها قبل هذا التوقيت، ووزارة الصحة لم تألُ جهدًا في توعية الناس بأن سلامتهم مرتبطة بمدى التزامهم بالنصائح والتوجيهات والإرشادات التي ما فتئت الوزارة تبثها كل وقت، كلبس الكمامة، والتباعد الاجتماعي، وعدم مخالطة المصابين، والحرص الدائم على النظافة العامة، وعدم الركون إلى الأخبار والشائعات التي يطلقها مدّعو المعرفة، وأنه يجب استقصاء المعلومات والأخبار من مظانها الحقيقية.

هل تغلبنا على الوباء؟ حتى الآن لم تنجح أي دولة في التغلب على هذا الفيروس، لكن كثيراً من الدول تماشت معه، وأعادت الحياة من جديد مع تطبيق معايير السلامة. بعض الدول بتجربتها وتعاملها المثالي مع هذه الجائحة سجلت نجاحًا منقطع النظير، وتوصلت إلى أن أفراد المجتمع كانوا عند حسن الظن بهم، وأنهم يستطيعون مواصلة النجاح في التعامل مع هذا الوباء؛ ولذا كان لا بد من التدرج في بث الروح من جديد في المجتمع، مستشعرة بذلك مصالح الناس المتعددة، مع المحافظة على سلامة وصحة المجتمع.
شعار (كلنا مسؤول) هو نهج سلكته معظم دول العالم التي بدأت في العودة ولكن بحذر شديد ووفق خطط محسوبة، وذلك بعد تراجع معدل الإصابات لديها والبدء في استعادة عافيتها.
العودة بحذر تعني استمرار تحمل المسؤولية ليس فقط على مستوى الأفراد بل وجميع مؤسسات المجتمع المدني والشركات، وخصوصًا بعد الجهد الكبير الذي بذلته الدولة خلال الأشهر الماضية للحد من هذه الجائحة.
وبالرغم من أن عدد الإصابات لا يزال مرتفعًا، إلا أننا ندخل المرحلة الثالثة بالعودة للحياة الطبيعية معتمدين -بعد توفيق الله- على وعي المواطن والمقيم والتزامهما بالأنظمة والتعليمات والبعد عن أي تهاون أو استهتار بالالتزام بالبروتوكولات الموضوعة خلال العودة للحياة الطبيعية.
أرجو أن يكون لدينا الوعي الكافي من أجل العودة بحذر، وإلّا فإن عدم التزامنا واستهتارنا وتجاهلنا بكيفية اتّباع وتطبيق التعليمات ستكون سبباً في العودة بحظر تجول جديد -لا سمح الله- وذلك كما حدث في بعض المدن. وآمل أن يتم فرض عقوبات قاسية على كل مخالف لا يلتزم بتلك التعليمات والإجراءات والحد من التجمعات من أجل منع تفشي هذا المرض ومواصلة الالتزام للعودة للحياة الطبيعية…
كلنا مسؤول، فإمّا أن نقف صفاً واحد فنضعف المرض أو نتعامل مع الموضوع باللّا مبالاة فينتشر المرض فيقتل أحباءنا ويستنزف مستشفياتنا واقتصادنا.
وعينا سلامتنا وحرصنا سلاحنا…..

كاتبة وإعلامية سورية.

Optimized by Optimole