خطاب الأسد أوشك على إعلان النصر

خطاب الأسد أوشك على إعلان النصر
Spread the love

بقلم: ساندرا حسن* — في قراءة سريعة لبعض ما قاله الرئيس السوري بشار الأسد في خطابه أمس يمكن اعتباره إعلاناً للنصر الواقعي وليس النصر النهائي.
فعلى الصعيد الدولي والداخلي تمت هزيمة المؤامرة وخسارة الأوراق المتساقطة في المخطط الفاشل الذي حاكته الإدارة الأميركية وحليفتها بريطانيا وحلفاؤهما الإقليميون، فقد بات جميعها رماداً، أي باختصار قضت سورية وأصدقاؤها على أدوات الارهاب ما جعلها تستعيد قوتها دولياً الى درجة أنها كسرت شوكة الغرب.
وقد أكد ذلك الرئيس الأسد بقوله إن سورية أفشلت المشروع الغربي وأن معطيات الانتصار موجودة ولكن لم ينجز بعد.
وأشار الرئيس الأسد في خطابه الى دعم الحلفاء روسيا وإيران وحزب الله لسورية في حربها مما مكن الجيش العربي السوري من التقدم أكثر وبأقل الخسائر وشكر الأصدقاء لمواقفهم ودعمهم اقتصادياً وعسكرياً.
وأوضح الرئيس الأسد أن مواصلة الجيش السوري التقدم في الصحراء السورية والزحف شرقاً لضرب آخر معاقل تنظيم “داعش” الإرهابي في دير الزور والرقة.
وكان الغرب يراهن على استحالة سيطرة الجيش السوري من جديد على هذه المناطق وإعادتها للدولة السورية.
وتطرق الرئيس الأسد في حديثه إلى فكرة مناطق خفض التوتر وأشار إلى أن هدفها الأساسي هو وقف سفك الدماء السورية حيث أعطى أهمية كبيرة لعمل المبادرات الأهلية في المصالحات والتوصل الى حل سلمي مع من سلم سلاحه وعاد إلى حضن الوطن.
وفي رأيي أنه إذا استطاع الرئيس الأسد بواسطة محبة شعبه له وصمود جيشه وشجاعته اجتياز هذه الحرب الكونية التي خاضتها بلاده على مدار سبع سنوات، فإن النصر قاب قوسين أو أدنى.
واللافت أن الرئيس الأسد قد عقب لأول مرة في حديثه عن “الخونة” وتقييمه لهم بأنهم كانوا “عملاء للخارج”، وأنه عندما وجدت الإدارة الأميركية أن من مصلحتها خروجهم واحتصانهم قامت بسحبهم من الدولة السورية وتجنيدهم للعمل لديها لمدة معينة وبأدوار وزعت لهم وعندما انتهت مهامهم بدأت بالتخلص منهم بحجج دولية قانونية.
وهكذا نرى الرئيس الأسد قد استخدم الصراحة والوضوح والواقعية في حديثه حيث شرح مفصلاً عن حقيقة العمل العسكري والدبلوماسية والتكامل الناجح بينهما، مشيراً إلى أن سورية قد حوربت بسبب ثباتها على المبادئ وبسبب القضاية المركزية التي احتضنتها ودعمها الدائم للمقاومات في فلسطين ولبنان والعراق.
ولا شك أن الهدف الأساس من هذه الحرب العالمية على سورية هو ضرب البلاد وإضعافها وإنهاكها وتقسيمها استنزاف الجيش السوري وإضعافه، خدمة لأمن الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين والجولان السوري.

وهكذا نرى أن العدو الإسرائيلي قلق من انتصار سورية ومحور المقاومة في هذه الحرب. زقال المحلل الإسرائيلي يرون شنايدر من القناة الثانية الإسرائيلية عن خطاب الأسد: إن “الرئيس السوري ادّعى ثانية بأنه انتصر في المعركة التي تخاض ضد سورية، بعد أن نجح في منع الغرب من إسقاطه، والأسد يشعر بأن الانتصار أصبح قريباً رغم أنّه لم يقطفه بعد، وهذا هو الانطباع العام الذي نستخلصه من خطابه اليوم”.

ولفت شنايدر إلى أن “في الأشهر الأخيرة قوات الأسد مع روسيا وإيران وحزب الله نجحوا في إكمال السيطرة على ضعْفين ونصف من الأراضي التي كانت بحوزته مؤخراً وأقواله تؤكد ذلك”.

وقالت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي إن هناك أجواء إنتصار في سورية بفضل إيران وروسيا والسيد حسن نصر الله.

وقال رئيس هيئة الأمن القومي الإسرائيلي السابق يعقوب عميدرور، في مقابلة مع القناة الثانية، “إن ما نستطيع تعلمه من خطاب الأسد أنه حي وقائم ويحكم في سوريا بفضل الرجال الثلاثة الذين ذكرهم(بوتين وخامنئي ونصر الله)، وبفضل تدخلهم الكثيف. وهذا يعني من ناحيتنا شرق أوسط أصعب بكثير بالنسبة إلينا. حيث للإيرانيين فيه الكثير من القوة، وإسرائيل ستضطر لاتخاذ قرارات حول ما عليها فعله لمنع سيطرة إيرانية كاملة على مناطق مهمة بالنسبة إلينا مثل هضبة الجولان. وهذا يعني أننا في بعض الحالات سنضطر لتفعيل المزيد من القوة على نحو أكبر مما فعلنا في الماضي أو نتقبل الواقع وهو أن ايران تحولت إلى عنصر جدي جداً وقريب منا مع ممر يمتد من طهران عبر بغداد إلى دمشق والبحر المتوسط وإذا لم نتدخل بالقوة فإن العالم لن يتدخل”.

بدوره قال البروفيسور الإسرائيلي إيال زيسر، في مقابلة مع القناة العاشرة الإسرائيلية: “هناك ثلاثة أمور أساسية أدت إلى صمود الأسد، الأول لديه الدعم فجزء كبير من السوريين وأبناء الأقليات في سوريا وغيرهم يفضلونه على المتمردين، الثاني فشل المتمردين وعدم قدرتهم على الاتحاد والقيادة فضلاً عن تطرفهم، والثالث هو تراجع المجتمع الدولي عن التدخل في سوريا من جهة وإيران وحزب الله من جهة أخرى الذين وجه إليهما الأسد كل تحياته”.

إذن بشائر النصر القريب قد أطلت نتيجة التقدم والتحرير اللذين تشهدهما الدولة السورية في حربها على الإرهاب حيث أوشك إعلان النصر. أليس الصبح بقريب!

*طالبة سورية.

المقالة تعبّر عن رأي صاحبتها ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع.

Optimized by Optimole