قراءة في الخطاب الأخير للرئيس التونسي

قراءة في الخطاب الأخير للرئيس التونسي
Spread the love

بقلم: محمد نبيل الغريب البنداري* — تونس الخضراء على صفيح ساخن ومعترك سياسي منذ عام 2011 وانطلاق الربيع العربي منها فمنذ أيام ظهر علينا الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بخطاب كانت عليه ردود افعال واسعة. فالإشارة إلى اللعب مع الجيش خطيرة وهي رسالة واضحة لمن يريد اللعب في مقدرات الدولة.

وكان الخطاب رداً مباشراً على الاحتجاجات في الجنوب التونسي وخاصة في تطاوين التي اندلعت بها تظاهرات وعصيان مدني على خلفية البطالة في تلك البلدة، حيث قال الرئيس إن الجيش التونسي سيحمي منابع الدولة الإنتجاية بعد تعطيل تلك التظاهرات لعجلة الإنتاج بها وخاصة ان تلك البلدة هي غنية بالبترول ومشتقاته وكونها نقطة عبور شركات النفط والغاز العاملة في تونس.

واردف الرئيس التونسي أن تلك الاحتجاجات تعطل مسار التنمية والعملية الديمقراطية في البلاد.

وهذه ليست المرة الأولى التي اندلعت الاحتجاجات في الجنوب التونسي. ففي عام 2012 انطلقت تظاهرات للعاطلين عن العمل في مدينة توزر جنوب البلاد وحدثت فيها اشتباكات بين المتظاهرين وبين الأمن التونسي.

ومطالب المتظاهرين في مدينة تطاوين هي:

(1)-تشغيل 1500 شاب في الشركات البترولية.

(2)- توظيف ثلاثة الاف عامل في شركة البيئة.

(3)- رصد مائة مليون دينار سنوياً لصندوق التنمية في المحافظة.

وهنا لا بد من قراءة هذا الخطاب في عيون المعارضة التونسية والحزب الحاكم التونسي.

المعارضة التونسية: تتخوف المعارضة التونسية بعد هذا القرار المفاجئ من الرئيس السبسي من تحول الدولة الي دولة بوليسية والمساس بمبادئ الحكم الديمقراطية حيث ترى الجبهة الشعبية المعارضة أن رئيس الجمهورية اقحم الجيش التونسي في شأن اجتماعي وهذا اخطر على المجتمع التونسي، مؤكدين ما يخالف كلام الرئيس بأن الحريات لا يكفلها القانون والدستور ومخالف للمطالب المشروعة للمتظاهرين.
وقد خرج منصف المرزوقي قائد حراك تونس ورئيس الجمهورية الأسبق ليؤكد على مشروعية تلك المطالب الشعبية متهماً رئيس الجمهورية الحالي بفرملة الحريات.

وقال هيكل بلقاسم عضو الجبهة الشعبية المعارضة إن دولة الؤسسات عاجزة في حل خلاف اجتماعي. وفيما يخص قانون المصالحة الاقتصادية، قال بلقاسم: لم يثبت الرئيس التونسي بأنه رئيس كل التونسيين كما يعتقد وهو تمسك بقانون خلافي قسّم المجتمع التونسي.

لذالك كل الأطياف التونسية المعارضة كانت تريد مبادرة وطنية شاملة ذات رؤية سياسية لإنصاف المجتمع التونسي من الانقسام المستقبلي، وبالتالي اقحام الجيش في مثل هذة الأمور يشكل منعرجاً خطيراً في العملية السياسية.

2-حزب نداء تونس الحاكم والذي يترأسة السبسي

يرى الحزب الحاكم أن هذا الخطاب وهذا القرار مشروع وعلى حق ويحمي مقدرات الدولة من التقسيم والسقوط حيث قال الرئيس في خطابة إن تونس خسرت مليارات الدولارات بسبب توقف عجلة الإنتاج. لذالك أكد الرئيس أن نزول الجيش لتلك المناطق هو لإبعاد الدولة التونسية عن خطر الاقتراض لأموال طائلة من الخراج وإدخالها في حالة من الركود الاقتصادي. لذالك هو قرار مشروع من وجهة نظر الحزب الحاكم ومن يؤيد.

يقول الرئيس السبسي إن المسار الديمقراطي في تونس وإن كل من ارتقى لا بد من أن يحترم اللعبة اللعبة الديمقراطية، وذالك في اشارة الى احزاب بعينها هي من تهدد المسار الديمقراطي والمسار السياسي وهي من تقف وراء الاضطرابات.

*كاتب مصري.

Optimized by Optimole