محمد مهدي الجواهري شاعر العرب الأكبر

محمد مهدي الجواهري شاعر العرب الأكبر
Spread the love

إعداد: محمود محمد سهيل الجبوري —

هو محمد مهدي بن عبد الحسين الجواهري(1899 ـــ 1997)، شاعر عراقي ولد في مدينة النجف الأشرف ومن عائلة علمية نجفية، سبب تسميته بالجواهري انّ جد الأسرة هو الشيخ محمد حسن النجفي الّف كتاب (جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام) من 44 مجلّداً لقّب فيما بعد بصاحب الجواهر.
والده الشاعر عبد الحسين الجواهري عالم دين من علماء النجف أراد لإبنه أن يكون عالم دين فألبسه العمامة والعباءة وهي زيّ العلماء في سنّ العاشرة، تعلّم القراءة والكتابة في المدارس الدينية وقرأ كتاب البيان والتبيين وديوان المتنبي وكان يحفظ كل يوم خطبة من كتاب نهج البلاغة. توفي والده عام 1917، شارك في ثورة العشرين التحررية والشعبية عام 1920/ وغادر النجف الى بغداد عام 1921 وترك العمامة وعمل في البلاط الملكي مع ملك العراق فيصل الأول بين عامي 1921ــ 1930.
عيّن معلماً في مدرسة المأمونية عام 1931، وكتب قصيدة الشاعر السليب عام 1923 قال فيها:
بلينا وما تبلى النجوم الرواكد .. رسوم عفت منها العلا والمحامد

عمل في الصحافة وأصدر جريدة الانقلاب نهاية عام 1936، ورفض انقلاب بكر صدقي، وسجن ثلاثة أشهر وتوقّفت الجريدة عن الصدور. وبعد سقوط حكومة الانقلاب غيّر اسم الجريدة الى “الرأي العام”. وكان ضد ثورة مايس عام 1941. وبعد الثورة غادر الى ايران ثمّ عاد الى العراق ليستأنف إصدار جريدة الرأي العام.
كتب قصيدة (طراطرا) عام 1946 والتي كان يرددها نوري سعيد على وزرائه كلّما عابهم بشيء قال فيها:

أي طرطرا تطرطري تقدّمي تأخّري
تأمر بالمعروف والمنكر فوق المنبرِ
أهون من ذبابة في مستحمّ قذرِ
فهي تطير حرّة جناحها لم يعر ِ

انتخب نائباً في مجلس النوّاب نهاية عام 1947 واستقال عام 1948 احتجاجاً على معاهدة بورتسموث والتي استشهد فيها أخوه جعفر الجواهري.
كتب قصيدته العينية (فداء لمثواك) وألقاها يوم العاشر من محرّم عام 1947 في صحن الإمام الحسين(ع) وهي حالياً مكتوبة بماء الذهب على مرقد الحسين في كربلاء قال فيها:
فداء لمثواك من مضجع تنوّر بالأبلج الأروع
بأعبق من نفحات الجنان روحا ومن مسكها أضوع
كأنّ يداً من وراء الضريح حمراء مبتورة الأصبع
في آب عام 1948 عقد مؤتمر للمثقفين في بولونيا للدفاع عن السلام فكان الشاعر الجواهري هو العربي الوحيد الذي حضر المؤتمر، وعندما أنشىء مجلس السلم العالمي عام 1950 اختير عضواً فيه.
منح اللجوء السياسي الى سوريا عام 1956 بعد تأبين العقيد عدنان المالكي ثمّ عاد الى العراق عام 1957، وكان من مؤيدي ثورة 14 تموز 1958 ولقّب بشاعر الجمهورية. وكان مقرّباً من زعيم الثورة عبد الكريم قاسم وانتخب رئيس اتحاد أدباء وكتّاب العراق عام 1959 ورفض أي منصب سياسي (وزاري).
غادر العراق الى لبنان عام 1961 واستقرّ في براغ (تشيكوسلوفاكيا) سبع سنوات، ووقف ضدّ ثورة 8 شباط 1963 وسحبت منه الجنسية العراقية لأول مرة.
عاد الى العراق عام 1968 في عهد الرئيس أحمد حسن البكر وأعيدت له الجنسية العراقية.
عام 1973 ترأس وفد العراق الى مؤتمر الأدباء التاسع في تونس، وعام 1977 منح جائزة اللوتس، وغادر العراق بداية عام 1980 وسحبت منه الجنسية العراقية للمرّة الثانية في تسعينيات القرن الماضي. استقرّ في سوريا وكانت تربطه علاقة صداقة مع الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد الذي منحه وسام البلاد.
أطلق عليه اسم “شاعر العرب الأكبر” منذ أربعينات القرن الماضي أثناء مهرجان ابو العلاء المعريّ في سوريا وصفّق له الأديب المصري طه حسين وقوفاً عندما وصل الى البيت الشعري التالي:
لثورة الفكر تأريخ يحدّثنا بأنّ الف مسيح دونها صلبا

مؤلفاته هي: ـ 1ـ حلبة الأدب 2ـ جناية الروس والأنجليز في ايران 3ــ بين العاطفة والشعور 1928 4ــ ديوان الجواهري 5ــ بريد الغربة 1965 6ــ الجواهري في العيون 7ــ بريد العودة 8ــ خلجات 9ــ ذكرياتي 10 ــ الجمهرة .
توفى الجواهري في سوريا بتاريخ 27/7/1997 وبقي جثمانه ثلاثة أيام على الحدود العراقية السورية اذ لم يسمح النظام السابق بدفنه في العراق. دفن في مقبرة الغرباء في السيدة زينب في دمشق وكتب على قبره (يرقد هنا بعيداً عن دجلة الخير).
أقيم له تمثال في مدينة السليمانية في كردستان العراق، وتميّز بغطاء رأسه المتوّج بكلمة كردستان إذ كان هديّة من كردستان العراق.

Optimized by Optimole