دعم هيئة الأمم المتّحدة للمرأة والمساواة بين الجنسين

دعم هيئة الأمم المتّحدة للمرأة والمساواة بين الجنسين
Spread the love

مراجع: قاسم أبو عره* |
الكتاب: دعم هيئة الأمم المتّحدة للمرأة والمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة للأولويّات التّنمويّة للنّوع الاجتماعيّ في القطاع الحكوميّ الفلسطينيّ بعد أوسلو

الكتاب وهو عبارة عن رسالة ماجستير في برنامج دراسات النّوع الاجتماعيّ والتّنمية في / فلسطين.
سنة النّشر: 2012.
المؤلّف: رهام عادل خضر جعفريّ.
عدد الصّفحات: (151) صفحة.

الهدف من الدّراسة:
هدفت الكاتبة في الدّراسة إلى تبيان التّشابه ما بين أولويّات النّوع الاجتماعيّ التّنمويّة بعد أوسلو، والمموّلة من وكالات الأمم المتّحدة في فلسطين مثلاً، مع أولويّات النّوع الاجتماعيّ لحالات بناء الدّولة في مرحلة ما بعد النّزاع في العالم بشكل عامّ، كما أنّها هدفت إلى تحليل أوضاع النّزاعات، وعرض برامج صنع السّلام.
محتويات الدّراسة:
قسّمت الدّراسة إلى خمسة فصول، وفي كل فصل تحدّثت عن موضوع معين، وجزء إلى مواضيع ثانويّة ذات علاقة بموضوع الدّراسة، وقبل الدّخول إلى عرض الفصول، بدأت الكاتبة في عرض مفاهيم الدّراسة، حيث قدّمت أحد عشر مفهوماً، بدءاً من صندوق الأمم المتّحدة الإنمائيّ للمرأة، إلى مفهوم الآليات الوطنيّة لتحسين مستوى المرأة ورفعه حسب منهاج عمل بيجين (1995)، وبعد ذلك قامت بعرض مقدّمة عن الموضوع.
في سنة (1993)، وقّعت اتفاقية أوسلو بين منظمة التحريرّ وإسرائيل، وبعد عملية التّوقيع كبر حجم الدّعم المقدّم إلى الفلسطينيّين من المانحين أو المموّلين، ولكنّ هذا الدّعم كان مشروطاً للفلسطينيّين؛ فأصبح هناك عدم ثقة ما بين الفلسطينيّين والمجتمع الدّوليّ، ومنهم الأمم المتّحدة الّتي ترعى مصالح الولايات المتّحدة الأمريكيّة وإسرائيل بالدّرجة الأولى، حيث قامت الأمم المتّحدة بإصدار الكثير من القرارات، الّتي تثبت دعم الشّعب الفلسطينيّ وصموده بأرضه، وتبيّن خروقات الاحتلال الإسرائيليّ، ولكنّ هذه القرارات جميعها حبر على ورق؛ فلم ينفّذ منها أيّ قرار حتى تاريخ المراجعة هذا، ومن بين هذه القرارات قرار حقّ الأولوليّة للنّوع الاجتماعيّ في القطاع الحكوميّ في فلسطين، وحقّ المساواة بين الجنسين.
الفصل الأول: حيث تحدّثت الكاتبة فيه عن عدّة مواضيع، ومنها: عرض لمفهوم المساعدة والّتي بيّنت على أنّها هي تلك الأموال الّتي تحدّد كمساعدة تنمويّة أو رسميّة، وهذه المساعدات هي قروض تقدّم من قبل الدّول المانحة إلى الدّول المحتاجة؛ لمساعدتها في عملية التّنمية أو النّهوض، حيث تكون هذه المساعدات ذات أهداف سياسيّة أو اقتصاديّة أو إنسانيّة، كما بيّنت اشكاليّة المساعدات الدّوليّة المقدّمة إلى الفلسطينيّين بعد أوسلو، حيث إنّه بعد توقيع اتّفاقية أوسلو، تدفّقت الكثير من المساعدات الدّوليّة إلى الفلسطينيّين، بالإضافة إلى أنّه تمّ إنشاء قنوات للتّفاوض بين الفلسطينيّين والإسرائيليّين، وبناءً على اتّفاقية أوسلو أقيمت السّلطة الوطنيّة الفلسطينيّة على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة عام (1994)، وأنّ المساعدات الدّوليّة الّتي قُدّمت إلى الفلسطينيّين وُزّعت على عدّة قطاعات، منها: قطاع البنية التّحتيّة، وبناء مؤسّسات الدّولة، ودعم ميزانية السّلطة الفلسطينيّة.
وانطلقت الكاتبة من فرضيّة مفادها أنّ أولويّات وكالات الأمم المتّحدة، هي أولويّات تتشابه مع الأولويّات المتعلّقة بالنّوع الاجتماعيّ في حالات ما بعد الصّراع وحالات بناء الدّولة، علماً أنّ الدّراسة ركّزت على فترة تاريخيّة، وهي ما بين عام (1997) إلى عام(2009).
وفي المنهجيّة الّتي اتّبعتها الكاتبة في الدّراسة؛ فقد كانت مبنيّة على جمع المعلومات الكيفيّة، من خلال الوثائق، والمقابلات للنّخبة السّياسيّة، والخبراء في ذلك المجال، حيث قامت بإجراء ثلاثة عشرة مقابلة، منها مع مكتب هيئة الأمم المتّحدة للمرأة للمساواة بين الجنسين، وعدد من ممثلي الوزارات، مثل: وزارة المرأة والشّؤون الاجتماعيّة، والوزارات الأخرى.
الفصل الثّاني: استعرضت الكاتبة فيه عدداً من الدّراسات الّتي لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بموضوع الدّراسة، ومنها: دراسة للكاتبتين(Marcia.E.Greeberq and Elian) و(Zuckermar)عام (2009)، بعنوان (أبعاد النّوع الاجتماعيّ لفترة ما بعد الإعمار والتّحدّيات في المساعدة التّنمويّة)، ودراسة أخرى للكاتبة Sally Baden))، بعنوان (توجّهات وضع النّساء الخاصّ وقضايا السّكّان والنّوع الاجتماعيّ المطلوب دمجها في مهارات التّدريب وتعزيز التّوظيف في موزمبيق)، ودراسة للكاتب AnqensKalunqu Banda)) عام (2004)، بعنوان (برامج ما بعد النّزاع للنّساء، دروس من مباراة نساء كوسوفو)، ودراسة أخرى لـ DenizKandioty)) عام (2004)، بعنوان (الخيال السّياسيّ يلبي أسطورة النّوع الاجتماعيّ، الدّيمقراطيّة وحقوق المرأة في إعادة الإعمار في فترة ما بعد النّزاع)، ودراسة Lina Abirafeh)) عام (2005)، بعنوان (دروس من المساعدة الدّوليّة في أفغانستان ما بعد النّزاع الّتي تركّز على النّوع الاجتماعيّ)، وأخيراً دراسة Donah Baracol Pinhao)) عام (2010)، بعنوان (سياسات الاتّحاد الأوروبيّ حول مظاهر النّوع الاجتماعيّ لبناء الدّيمقراطيّة في جنوب شرق آسيا).
الفصل الثّالث: تناولت الكاتبة موضوع الأولويّات التّنمويّة للمرأة الفلسطينيّة في سياق كولونياليّ، حيث تطرّقت إلى مفهوم النّسويّة على أنه مصطلح فرنسيّ، يطلق على خصائص الجسم الذّكوريّ أو المرأة ذات الصّفات الرّجوليّة، كما تبنّت مفهوم الحركة النّسويّة الحديثة على أنّها تلك المنظّمات والمجموعات والشّرائح النّسويّة، الّتي عبّرت عن نفسها في أشكال تنظيميّة جديدة. وقد وضّحت أثر أولويّات الحركة النّسويّة الفلسطينيّة على أولويّات تنمية النّساء في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة؛ حيث إنّ الحركة النّسويّة في العالم الثّالث ارتبطت بحركة النّضال الوطنيّ ضدّ الاحتلال الإسرائيليّ من القرن العشرين حتّى وقتنا هذا. كما أنّ الكاتبة تحدّثت عن الحركة النّسويّة الفلسطينيّة في ضوء اندلاع الحرب العالميّة الأولى، عندما تأسّس الاتّحاد النّسائيّ؛ احتجاجاً على الانتداب البريطانيّ (1918-1948)، بموجب قرار صادر عن عصبة الأمم المتّحدة عام (1922)، حيث إنّه خلال تلك الفترة تمّ تنفيذ وعد بلفور، الذي جعل لليهود وطناً قوميّاً لهم في فلسطين. وتحدّثت عن الحركة النّسويّة الفلسطينيّة بعد تأسيس منظّمة التّحرير الفلسطينيّة عام (1965)، والّتي أصبحت مؤسّسة جماهيريّة، وكان من بنودها: المقاومة الجماهيريّة، والاعتماد على الذّات، وتقديم الدّعم داخليّاً أو خارجيّاً. كما تناولت موضوع الأطر النّسويّة في الانتفاضة الأولى (1987-1993)، حيث إنّه خلال تلك الفترة تحوّل الوضع إلى ثورة جماهيريّة شعبيّة في المناطق كافةً، وقد شاركت جميع الفئات في تلك الانتفاضة ومن بينهم النساء، اللواتي كان لهنّ دور كبير في عملية المقاومة، وبعد عام(1993)، وتوقيع اتفاقية أوسلو، وتأسيس السّلطة الوطنيّة الفلسطينيّة، كان هنالك اهتمام واضح من قبل المؤسّسات الحكوميّة وغير الحكوميّة في قضايا المرأة.
الفصل الرّابع: تحدّثت الكاتبة عن موضوع مقاربة وكالات الأمم المتّحدة في تحقيق مساواة النّوع الاجتماعيّ؛ حيث وضّحت مفهوم المنظّمات الدّوليّة على أنّها جماعات قائمة بموجب معاهدة تعقد بين عدة دول، ووجودها يعبّر عن التّعاون في المجتمع الدّوليّ، وقامت ببيان موضوع حقوق الإنسان ضمن وكالات الأمم المتّحدة، الّتي تنصّ على أنّ كلّ برامج التّنمية يجب أن تدرك مبدأ حقوق الإنسان، وأنّ معايير حقوق الإنسان سترشد إلى برامج التّنمية، وبالتّالي سيساهم التّعاون والتّنمية في تطوير القدرات لمن تقع عليهم المسؤوليّة، كما تحدّثت عن مقاربة حقوق الإنسان لتحقيق مساواة النّوع الاجتماعيّ، في وكالات الأمم المتّحدة؛ حيث إنّه من مبادئ حقوق الإنسان إنهاء التّمييز ضدّ المرأة، وتحقيق المساواة، وتمكين المرأة؛ حيث إنّ هذه المبادئ تعتمد على قرارات ومواثيق دوليّة، وهذه القرارات والمواثيق عددها كبير.
بالإضافة إلى أنّ الأمم المتّحدة قامت بالعديد من المؤتمرات الدّوليّة الخاصّة بالمرأة، ومنها: مؤتمر الأمم المتّحدة الأول في (المكسيك) عام (1975)، والمؤتمر الثّاني في (كوبنهاجن) عام (1980)، والمؤتمر الثّالث في (نيروبي) عام (1985)، والمؤتمر الرّابع في (بيجين) عام (1995)، حيث إنّ جميع هذه المؤتمرات طرحت موضوع المرأة بشكل أساسيّ، وكانت ضدّ التّمييز ضدّ المرأة، وتحقيق المساواة.
الفصل الخامس:عرضت الكاتبة في هذا الفصل الحالة الدّراسيّة، وتحليل نتائج الدّراسة، حيث تحدّثت في البداية عن تأسيس صندوق الأمم المتّحدة الإنمائي للمرأة (اليونفيم)، الذي أسّس عام (1976)، بموجب قرار صادر عن الجمعية العامة للأمم المتّحدة، وكان من أهدافه: تحسين وضع النّساء، وتقديم المساعدات الماليّة لها، وتحقيق المساواة. بالإضافة إلى ذلك تحدّثت الكاتبة عن هيئة الأمم المتّحدة وعملها في تمكين النّساء، ومقاربة حقوق الإنسان، وتعزيز مساواة النّوع الاحتماعيّ، وخفض الفقر، ومحاربة العنف ضدّ المرأة والحد من انتشار الأمراض.
وأيضاً عرضت الكاتبة في هذا الفصل تحليل نتائج الدّراسة حول أولويّات النّوع الاجتماعيّ التّنمويّة في القطاع الحكوميّ، وأولويّات النّوع الاجتماعيّ لهيئة الأمم المتّحدة للمرأة بعد أوسلو، وبعد انتفاضتي الأقصى الأولى والثانية، وما بين الأعوام (2005-2007)، وما بين الأعوام (2008-2012)، حيث إنّه في كلّ مرحلة كانت الأولويّات مختلفة تماماً عن المرحلة الأخرى، ولكنّ الهدف كان واحداً، وهو تثبيت حقوق المرأة، وإنهاء العنف ضدّ المرأة، وتحقيق مساواة النّوع الاجتماعيّ.
وفي الخاتمة تحدّثت الكاتبة أنّه بعد توقيع اتّفاقية أوسلو وتأسيس السّلطة الوطنيّة الفلسطينيّة، كانت أولويّات النّوع الاجتماعيّ في القطاع الحكوميّ شبيهة بفترة ما بعد النّزاع وبناء الدّولة، ولكنّه بعد ذلك تغيّرت الأولويّات، وأصبحت هناك قرارات تصدر من الرئاسة الفلسطينيّة والمجلس التّشريعيّ في حينها، بخصوص مناهضة جميع أشكال التّمييز ضدّ المرأة، وأصبحت هناك زيادة لعدد النّساء في سوق العمل وخصوصاً العمل السّياسيّ.
ولكنّه، بالرّغم من كلّ ما ذكر سابقاً، إلا أنّ الأوضاع السّياسيّة الّتي تشهدها دولة فلسطين، ووجود الاحتلال الإسرائيليّ فيها، كان له أثر كبير في تدهور الأوضاع في البلاد؛ فهناك العديد من النّساء اللواتي استشهدن، وعدد من الأطفال الّذين يُتّموا، وعدد من المتزوّجات اللواتي ترمّلن؛ بسبب استشهاد أزواجهنّ، علماً أنّه هنالك العديد من القرارت الّتي أصدرت بإدانة الاحتلال الإسرائيليّ ضدّ جرائمه، إلا أنّ كلّ هذه القرارات كانت حبراً على ورق؛ فلم ينفّذ منها أيّ قرار.
تقييم الدّراسة:
ناقشت الدّراسة الموضوع، لم يُناقَش إلا في عدد قليل من الدّراسات المشابهة، حيث إنّ هذا الموضوع هو موضوع العصر؛ بسبب ما تعانيه المرأة من اضطهاد في عدد من الدّول، مع أنّ المرأة- في بعض الدّول اليوم- توجد في مواقع القرار والسّلطة، ولها تأثير كبير جداً في تلك المواقع، كما أنّه من إيجابيّة الدّراسة قيامها باستخدام العديد من الدّراسات الأجنبيّة، مع العلم وجود دراسات قديمة، كما أنّها لم تستخدم أيّاً من الدّراسات العربيّة، كما أنّ الدّراسة بحاجة إلى ترتيب حسب المنهج العلميّ المتّبع في عمل الدرّاسات؛ فيجب أن يتحدث الفصل الأول عن الخطّة البحثيّة بشكل كامل، وبعدها يتمّ الحديث عن كلّ موضوع بشكل مفصّل في كلّ فصل.
وبخصوص موضوع المرأة، فهذا الموضوع يجب أن يأخذ حقّه الكامل؛ لأنّنا نعلم أن المرأة هي نصف المجتمع، وهناك عدد من النّساء اللواتي وضعن في أماكن حسّاسة في الدّولة، ونجحن في ذلك، على عكس البعض من الرّجال الّذين فشلوا في تلك الأماكن.
فإنهاء التّمييز والعنف ضدّ المرأة أمر ضروريّ ومهمّ جدّاً، وفي الحالة الفلسطينيّة موضوع المرأة يختلف عن باقي الدّول؛ بسبب الاحتلال الإسرائيليّ لفلسطين؛ فالمرأة في فلسطين كانت اليد اليمنى للرّجال في صدّ الاحتلال ومقاومته.
باحث في دراسات الشّرق الأوسط، الجامعة العربيّة الأمريكيّة، فلسطين.

Optimized by Optimole