لماذا يدافع الرئيس عون عن سلاح حزب الله؟

لماذا يدافع الرئيس عون عن سلاح حزب الله؟
Spread the love

بقلم: د. هيثم مزاحم — أثارت تصريحات الرئيس اللبنانيّ ميشال عون في شأن ضرورة وجود سلاح “حزب الله” في لبنان كسلاح للمقاومة مكمّل للجيش اللبنانيّ، ردود فعل عديدة من الأمم المتّحدة ومن تكتّل 14 آذار وتيّار “المستقبل”، الذي يتزعّمه رئيس الوزراء اللبنانيّ سعد الحريري. فقد قال ميشال عون في مقابلة مع قناة CBS المصريّة خلال زيارته للقاهرة في 12 شباط/فبراير الماضي: “طالما أنّ إسرائيل تحتلّ أرضاً والجيش اللبنانيّ ليس قويّاً كفاية ليقف في وجه إسرائيل، فنشعر بضرورة وجود سلاح المقاومة كوجود مكمّل للجيش اللبنانيّ”.

وأكّد عون “أنّ سلاح المقاومة ليس مناقضاً لمشروع الدولة، وإلاّ لا نتعايش معه، بل هو جزء أساسيّ من الدفاع عن لبنان”، لافتاً إلى أنّ “حزب الله” “هو سكّان الجنوب… هو سكّان الأرض يدافعون عن أنفسهم عندما تجتاحهم إسرائيل أو عندما تهدّدهم”، موضحاً أنّه لم تعد ثمّة “حاجة ملحّة لنا أن نبحث في تجريد حزب الله من سلاحه لأنّ لدينا أرضاً محتلّة من إسرائيل، وهي تطمع في مياه لبنان”.

وأعرب عون عن كامل ثقته بأنّ “حزب الله” لن يوجّه سلاحه إلى الداخل اللبنانيّ، وأنّه لا يخلق اضطرابات في البلاد، إذ لا يشاهد هذا السلاح في الداخل، مشيراً إلى أنّ معالجة موضوع سلاح “حزب الله” تتمّ “ضمن التخطيط لاستراتيجيّة دفاعيّة للبنان قد يكون هذا السلاح من ضمنها أو لا يكون على ضوء ما تكون الحاجة إليه”.

وعن تدخّل “حزب الله” في سوريا، اعتبر عون أنّ تدخّل “حزب الله” جاء بعد تدخّل المجموعات الإرهابيّة في لبنان من عرسال، وقال: “عندما تمّ تحرير القلمون، لم يعد هناك خطر من الاجتياح لأنّ قوى الإرهاب أصبحت محدودة جدّاً”.

وردّ الناطق باسم الأمين العام للأمم المتّحدة فرحان حقّ على تصريحات عون بالتذكير “أنّ قرارات مجلس الأمن 1559 و1680 و1701 تدعو بوضوح إلى حلّ كلّ الميليشيات اللبنانيّة وغير اللبنانيّة ونزع أسلحتها، وأنّ احتفاظ حزب الله وبقيّة المجموعات بالسلاح خارج إطار الدولة يحدّ من قدرة لبنان على ممارسة سيادته الكاملة وسلطته على مساحته الجغرافيّة… ونحثّ لبنان على استغلال الدفع السياسيّ القائم من أجل البحث في الاستراتيجيّة الدفاعيّة، وفق عمليّة لبنانية يقودها اللبنانيّون”.

أمّا منسّق الأمانة العامّة لقوى 14 آذار فارس سعيد فغرّد عبر “تويتر” في 12 شباط/فبراير ساخراً: “قرأنا تصريح العماد عون الذي تكلّم عن ضعف الجيش وقدرة حزب الله في الدفاع عن لبنان… لماذا لا نطالب إذن بإلغاء القرار 1701 وتسليم سلاح الجيش لحزب الله؟”.

أضاف: “أن يدافع أمين عام حزب الله عن سلاحه مفهوم، أن يدافع رئيس جمهوريّة لبنان عن سلاح حزب الله والاتّكال عليه لمواجهة إسرائيل غير مفهوم”.

وتابع: “إذا كان تقدير العماد عون في مكانه “أنّ حزب الله يحمي لبنان”، فمن يحمي لبنان له الحقّ في أن يحكم لبنان، فلنطالب بالسيّد حسن نصرالله ببعبدا”.

أمّا كتلة تيّار “المستقبل”، الذي يتزعّمه سعد الحريري فأصدرت بيانين ردّاً على تصريحات عون، البيان الأوّل في 15 شباط/فبراير أكّد “الالتزام بالقرار 1701 وكلّ القرارات الدوليّة الأخرى التي استند إليها وما تلاها في ما خصّ لبنان، وهي التي تحفظ أمن لبنان وسيادته”، وقال: “لا شرعيّة لأيّ سلاح آخر في لبنان، إلاّ الشرعيّة الحصريّة لسلاح الدولة اللبنانيّة، وهذا ما نصّ عليه القرار الدوليّ 1701”.

أمّا البيان الثاني لكتلة “المستقبل” في 23 شباط/فبراير فاستنكر كلام الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله ضدّ السعوديّة ودول الخليج العربيّة، مشيراً إلى تأثير هذا الكلام على العلاقات اللبنانيّة- الخليجيّة بعد تحسّنها أخيراً عقب زيارة عون للسعوديّة وقطر. كما جدّدت الكتلة التأكيد على “أهميّة الالتزام بالقرار 1701 الذي ” هدف إلى حماية لبنان، وأمّن له الاستقرار في الجنوب وعلى امتداد سواحله في البحر”.

وانتقدت الكتلة تصريحات عون من دون أن تسمّيه بقولها: “إنّ أي موقف يفهم منه أو يؤدّي إلى التملّص من هذا القرار يؤدّي عمليّاً إلى النكوص بالتزامات لبنان الدوليّة مع ما يحمله ذلك من تداعيات سلبيّة على أكثر من صعيد سياسيّ وأمنيّ وإقتصاديّ”.

وفي هذا السياق، أشار قياديّ في تيّار “المستقبل” لـ”المونيتور”، طالباً عدم كشف اسمه، إلى أنّ كتلة حزبه ردّت على تصريحات عون في شأن سلاح “حزب الله” في هذين البيانين، مستغرباً توقيت تصريحات عون في مصر للدفاع عن سلاح “حزب الله” وقتاله في سوريا، وذلك بعد نحو شهر فقط على زيارته للسعوديّة وقطر لإصلاح العلاقات اللبنانيّة – الخليجيّة.

وتوقّع القياديّ ألاّ تلجأ السعوديّة إلى انتقاد عون في الإعلام، ردّاً على مواقفه المؤيّدة لـ”حزب الله” والنظام السوريّ، لكنّه استبعد إعادة الرياض للهبة العسكريّة للبنان والبالغة قيمتها 4 مليارات دولار.

ورأى أنّ ثمّة تحوّلات مهمّة في توجّهات عون، بدءاً من دعوته إلى مصالحة الرئيس السوريّ بشار الأسد لأنّه يمثّل الشرعيّة في سوريا ويكافح الإرهاب، ولأنّه ينبغي التفاوض معه لكي يسمح بإعادة اللاّجئين السوريّين، مشيراً إلى أنّ عون يحيد بذلك عن سياسة النأي بالنفس، التي انتهجتها حكومة لبنان منذ اندلاع الأزمة السوريّة في عام 2011.

من جهته، أشار المحلّل السياسيّ عبّاس الصبّاغ في حديث لـ”المونيتور” إلى أنّ كلام عون عن سلاح “حزب الله” كضرورة لمواجهة أيّ عدوان إسرائيليّ وتحرير الأرض اللبنانيّة المحتلّة ليس مفاجئاً، فهو ورد في خطاب القسم، كما ورد الكلام عن حقّ المقاومة في بيان الحكومة، موضحاً أنّ عون ملتزم بتفاهم مع “حزب الله” منذ عام 2006، وأنّ هذا التحالف أوصله إلى رئاسة الجمهوريّة.

قد يفسّر البعض موقف عون من “حزب الله” بأنّه وفاء له لإنتخابه رئيساً، فيما قد يردّه البعض الآخر إلى الخلاف المستفحل في شأن قانون الإنتخاب بين عون وحلفائه من جهة، والحريري وحلفائه من جهة أخرى، والصراع على السلطة في لبنان بين الجانبين.

المصدر: المونيتور

Read more: http://www.al-monitor.com/pulse/ar/originals/2017/03/lebanon-president-defend-hezbollah-weapons.html#ixzz4aNRQQIdN

Optimized by Optimole