العراق بعد «داعش»: أي مصيرلهذا التنظيم الإرهابي؟

Spread the love

بقلم: توفيق المديني* — -من المؤكد أن معركة الموصل الكبرى انتهت ، حين أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم الأحد 10تموز/يوليو2017تحقيق «النصر الكبير»في مدينة الموصل «المحررة»، بحسب مكتبه الإعلامي، بعد نحو تسعة أشهر من انطلاق عملية استعادة ثاني أكبر مدن البلاد.وبإعلان تحرير الموصل يكون تنظيم «داعش» الارهابي الذي أعلن قيام دولة الخلافة المزعومة من أعلى منبر جامع النوري في قلب الموصل القديمة يوم 4تموز/يوليو 2014، قد تلقى ضربة موجعة… لكن هذه الضربة التي قوّضت رمزية التنظيم وحطمت تلك المشهدية التي رافقت إعلان قيامه مازال يحتفظ ببعض الجيوب في محيط الموصل ـ مثل تل اعفر ـ بالخصوص وفي محافظة الأنبار. إنّ القضاء على «داعش» في الموصل ، لا يعني إطلاقاً القضاء على الإرهاب في العراق وسوريا وبلدان شمال إفريقيا ، لأن المقاربة الأمنية والعسكرية وحدها غير كافية لاجتثاث التطرّف والإرهاب،لاسيما وأن لـ«داعش» وما شاكلها من تنظيمات إرهابية خلايا نائمة موزعة في كل بقاع المعمورة قد تستيقظ متى طلب منها ذلك، ثم تفعل فعلها الإرهابي.
«داعش» مولود الاحتلال الأميركي

وفيما كانت الدول العربية تهتز تحت وطأة الاضطرابات الداخلية بسبب التموجات والتطاحنات الكبرى المنبثقة من «الربيع العربي»، خرج تنظيم«داعش» ليعلن في الرابع من شهر تموز/يوليو 2014عن إنشاء«الدولة الإسلامية في العراق و الشام »، بوصفها دولة الخلافة الإسلامية ،ويدعو المسلمين إلى مبايعة أبي بكر البغدادي خليفة لهم.. فقد عكس الإعلان عن هذه الخلافة المدى الذي بلغه مشروع التطرف والتكفيرالذي ترفعه الحركات الجهادية ، على أنقاض مقولات الاعتدال والوسطية والعيش المشترك والتنوع التي كانت قائمة في الدول الشرق أوسطية التي وصلت فيها الحركات القومية إلى السلطة.
فالمظهر الخارجي الحديث للدول الشرق أوسطية العربية كان يخفي واقعاً داخلياً ذي بنية تقليدية ومتخلفة من حيث الجوهر، تهيمن فيها ايديولوجية تقليدية، لا تزال ترى الى السياسة باعتبارها شأنَا من شؤون شخص الحاكم أو الزعيم أو القائد الملهم، الذي يستمد مبدأه وفعاليته من الواجهة المؤسسية لسلطة بيروقراطية الدولة، ونظام الحزب الواحد، و إيديولوجية بيروقراطية الدولة، التي تفهم وتمارس السياسة في بعدها التقني البراغماتي وترفض منطق الصراع الفكري، و الجدل الثقافي والمعرفي، وتعمل على إخضاع تنظيمات المجتمع المدني لمنطق هيمنة أجهزة الدولة التسلطية.
ورغم أن هذه الدول الشرق أوسطية العربية التي اضطلعت بتطبـــيق مشروعها التحديثي في نطاق علاقته بالمجتمع التقليدي الــذي دمرت الرأسمالية الكولونيالية توازنه العرضي الذي كان سائداً، فإن خصوصية التحديث هذا كان منفصلاً كليًا عن عن المسألة الديموقراطية، والحداثة السياسية، سواء في مفهومها الليبرالي الغربي المتعلق بإحلال مفهوم المواطنة، والإعتراف بسلطة الفرد الحر المسؤول، و بناء المؤسسات السياسية والدستورية التمثيلية، وما تقتضيه من إحلال قيم المشاركة السياسية من جانب الشعب في الشأن العام، بما في ذلك حق الانتخاب وحق الرقابة على مؤسسات الدولة وعلى رجال الدولة باعتبارهم وكلاء المصلحة العامة، أم ببعدها المتعلق بالتوزيع العادل للثروة الوطنية وتوحيد التنمية وفق اختيارات اقتصادية اجتماعية تخدم مصالح الطبقات والفئات الشعبية.
لكن تنظيم « الدولة الإسلامية :داعش»، الذي ولد حديثا بالعراق،جاء أيضًا كنتيجة منطقية للاحتلال الأميركي للعراق منذ عام 2003، الذي شكل الحاضنة الحقيقية لقيامه، بسبب سياسات الإحتلال التدميرية للدولة العراقية ومؤسساتها، لا سيما الجيش العراقي و أجهزة المخابرات، إضافة إلى سياسات القهر و التهميش و الإقصاء والإذلال التي مورست على الطائفة العربية السنية في العراق، أثناء فترة الاحتلال التي امتدت أكثر من 11 سنة،وهي من العوامل التي هيأت البيئة الملائمة لنمو «بذرة» الدولة الإسلامية وترعرها وامتدادها، وتحولها إلى نموذج يجذب عشرات الألاف من الشباب العربي والمسلم المحبط في مختلف أنحاء العالم.
كان لقرار إدارة بوش السابقة غزو العراق عواقب وخيمة على سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وعلى العالم العربي نفسه، وأدّى إلى تشكيل حكومة نوري المالكي المتحالفة مع إيران ،ووضع العراق على شفا التفكك، مع اتجاه كردستان إلى الاستقلال أكثر من أي وقت مضى، واتجاه السكان السنة إلى التمرد ضد الحكومة العراقية،وهو ما ساعد في اشتعال الصراع المذهبي والذي يجتاح منطقة الشام والخليج الآن ويمزق سوريا.
ولماكان تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» «داعش»الامتداد الطبيعي لتنظيم «القاعدة ببلاد الرافدين» الذي أسسه أبومصعب الزرقاوي في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2004، فقد عمق من ترصيده الطائفي في العراق،من خلال تحوله إلى الجماعة الأساسية التي تجمع المقاتلين العرب و الأجانب الذين قدموا إلى العراق بغية محاربة القوات الأميركية ، ومن أجل إقامة دولة العراق الإسلامية.ومنذ ذلك الوقت أصبحت الصراعات الطائفية والمذهبية التي يجري خوضها في كل دول الشرق الأوسط العربية ، تقوم على قواعد راسخة من ثقافة الكراهية الدينية وأيديولوجيات العنف والتكفير والتخوين السياسوية.
فلقد عملت الدول الاستعمارية الغربية من بريطانيا إلى الولايات المتحدة الأميركية ، ومن ورائهما الحركة الصهيونية العالمية على إنتاج مذهبيةً جديدةً داخل الدين الإسلامي ، كما فعلت من قبل مع المسيحية أو اليهودية وكل الديانات السماوية، وهذا التعديل هو ما نسميه بتحريف الأديان، فاستنسخت لنا الوهابيّة وغيرها من منتجات الإسلام السياسي، واستثمرت هذه الدول الاستعمارية فكر ابن تيمية كثيراً.ولأنّ الدول الاستعمارية الغربية و أجهزة مخابراتها لا تكل ولا تمل، فلقد استطاعت بفضل التعديلات الوراثية من إنتاج إسلام تنظيم « داعش» وهو في واقع الأمر ليس إلاّ كائناً متوحشاً من المادة الجينية، لفكر الاسلام السياسي المتمثل في:الوهابيّة وملحقاتها وزميلاتها الأخريات كمنتجات أنجليزية أمريكية صهيونية. فإلى كلّ الذين يحاربون تنظيم «داعش» على أنّها مخلوق متوحش شرير يجب إزالته، ليس عليهم إلاّ أن يعرفوا، أنّ هذا المخلوق لم يكن ليوجد إلا من خلال موروثات الاسلام السياسي، و لن يكون داعش آخر منتوجاتها، بل ربما ليس إلاّ بداية لهندسة وراثية خبيثة ستنتج ما لم يخطر على قلب بشر، من شياطين تلبس لباس الاسلام السياسي.
الجميع يستخدم «داعش» ويوظّفه بشكل جيد، ولا يريد أحد من مجتمع المخابرات الغربية و الصهيونية و التوابع الخليجية العربية، إنهاء تنظيم «داعش» وملحقاته، فالولايات المتحدة الأميركية ومن تقاطع معها من أطراف في الشرق في الأوسط المعادية للدولة الوطنية السورية ، ومن يدعمها من الحلفاء كروسيّا وإيران وحزب الله والصين وجلّ دول البريكس الأخرى(منظومة البريكس صارت أكثر وعياً ًلحقيقة ذلك)وباقي المقاومات في المنطقة وفي العالم، هذه النواة الولاياتية الأمريكية الأممية وأدواتها في المنطقة، تريد حرباً من زاويتها لا تنهي «داعش» ومشتقاته والقاعدة ومشتقاتها، بل تعمل على إضعاف هذه الفيروسات وتثبيط نشاطاتهم الإرهابية لغايات إعادة الهيكلة والتوجيه من جديد نحو الآخر(حلفاء دمشق)الداعم للنسق السياسي السوري في أكثر من ساحة وأكثر من منطقة في العالم، مع استنزاف مستمر لسورية الدولة والمؤسسات والقطاع العام والجيش وباقي المنظومة الأمنية، فهذه النواة البلدربيرغية الأمريكية تعي وتعلم أنّ النظام في سورية أقوى من أن يسقط وأضعف من أن يسيطر ويحتوي عقابيل ومآلات التآمر عليه، هكذا تعتقد وتظن والى أبعد الحدود وبشكل مفعم وعميق في التفاؤل في(استراتيجياتها الصامته الجديدة والمرتبكة عن قصد)العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي(1).
هل ينتهي تنظيم «داعش» بعد هزيمته في العراق ومقتل زعيمه البغدادي؟
لا تزال مدينة «تلعفر»التي تبعد على مسافة 60 كلم من الموصل غرباً، يسيطر عليها «داعش» .فبلدة تلعفر أكبر أقضية الموصل وأكثرها تعقيداً جغرافياً وديموغرافياً، إذ تقطنها غالبية تركمانية من السنّة والشيعة وتنتظر حسابات محلية وإقليمية ودولية معقدة قبل انطلاق المعركة لاستعادتها.واللافت أن رئيس الوزراء حيدر العبادي أعلن قبل أيام أن قوات «الحشد الشعبي» رفضت أمراً حكومياً وجه إليها بالهجوم على تلعفر على رغم أن فصائل الحشد استماتت طيلة فترة معركة الموصل لتطويق تلعفر وتوجهت غرباً إلى الحدود مع سورية، ويبدو أن تنسيقاً أو الخشية من صراع إيراني – تركي على المدينة ذات الغالبية التركمانية، وراء ذلك.
في المحصلة، فإن تأخر انطلاق حملة عسكرية لاستعادة تلعفر سيبقي الموصل في دائرة الخطر وهو الهاجس ذاته الذي تعاني منه محافظة صلاح الدين التي ما زالت تتعرض لهجمات متفرقة بسبب سيطرة «داعش» على بلدة الحويجة جنوب كركوك وبعض الجيوب المنتشرة على سلسلة جبلية في حمرين، وتهدد أيضاً ديالى المجاورة أولى المدن التي استعادتها قوات الأمن والفصائل الشيعية قبل عامين. والمشكلة ذاتها في الأنبار، إذ تعاني بلدات هيت والرطبة وحتى الرمادي مركز المحافظة لهجمات تنطلق من بلدات القائم وعانة وراوة التي ما زالت تحت حكم «داعش»(2).
وبعد طرد التنظيم من الموصل ستنحصر هيمنته على مناطق ريفية وصحراوية بالأساس غربي وجنوبي المدينة.ويتعرض التنظيم المتشدد أيضا لضغوط في معقله بمدينة الرقة السورية إذ انتزعت قوات سورية من الأكراد والعرب تدعمها الولايات المتحدة مناطق على ثلاثة جوانب للمدينة.وتواجه الحكومة العراقية الآن مهمة شاقة تتمثل في التعامل مع التوترات الطائفية التي أفسحت المجال أمام تنظيم «داعش» لكسب التأييد بين السنة الذين يقولون إنهم يتعرضون للتهميش من قبل الحكومة بقيادة الشيعة.
وحذر التحالف بقيادة الولايات المتحدة من أن النصر في الموصل لا يمثل نهاية التهديد العالمي للتنظيم المتشدد.وقال اللفتنانت جنرال ستيفن جيه. تاونسند في بيان «حان الوقت لاتحاد كل العراقيين لضمان هزيمة داعش في باقي العراق وعدم السماح أبدا بعودة الظروف التي أدت إلى صعود داعش في العراق».
ولاتزال التقارير العربية و الدولية متضاربة بشأن مقتل زعيم تنظيم«داعش» أبوبكر البغدادي، ففي حين أعلن الجيش الروسي في 16 حزيران/يونيوالماضي أنه قتل البغدادي على الأرجح في سوريا بغارة شنتها طائراته على اجتماع لقياديي التنظيم بالقرب من الرقة بشمال البلاد في 28 ماي،ولكنه أشار لاحقا إلى أنه يواصل التحقق من مقتله الذي لم يؤكده مصدر ثان.بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنّ لديه «معلومات مؤكدة» تفيد بمقتل البغدادي، ونقلت وسائل إعلام عراقية أن التنظيم أقرّ بذلك، وشددت وزارة الدفاع الأميركية على أن الولايات المتحدة ليست لديها معلومات تؤيد تلك التقارير.
في غضون ذلك، نفى رئيس خلية الصقور العراقية ومدير عام استخبارات ومكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية، أبو علي البصري، الأنباء التي تحدّثت عن مقتل زعيم تنظيم «داعش»، أبو بكر البغدادي.وقال البصري، في تصريح صحافي، يوم الأحد16تموز/يوليو2017، إنّ «خلايا الرصد والمعلومات الدقيقة لدينا عن تحركات البغدادي، ولأنّنا معنيون أكثر من غيرنا من أجهزة استخبارات دولية بملاحقة ومطاردة ورصد تحركات البغدادي وأتباعه، فإنّنا ننفي خبر مقتله، ولا صحة للمعلومات والتقارير التي تم نشرها والترويج لها مؤخرا عن ذلك».
في مقال للكاتب كولين كلارك، نشر على موقع مجلة «فورين بوليسي»الأميركية (3)، تناول بالتحليل الشائعات المتداولة حول مصرع زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي في غارة جوية روسية، مشيرًا إلى أنّ قطع رأس الأفعى لا يعني موتها.
وقال كلارك إنّه إذا صحت تلك الأنباء، فهذا لن ينهي الخطر الذي يمثله التنظيم على الدول العالمية.ويرى كلارك أنه إذا صحت تِلْكَ الأنباء، فإن هذا ليس سوى نصر معنوي على «داعش»، إذ إن هيكل التنظيم لا يقوم على شخص واحد، وإنما هو منظمة عالمية لها ما يسمونه ولايات. وهذا يجعل المنظمة متصلة ببعضها، وليس مثل «القاعدة»، وتتمتع بمرونة لم نشهدها في جماعات العنف من قبل. وبينما ساعد تولي البغدادي زعامة التنظيم على تجنيد مقاتلين أجانب وتدشين شرعية مزعومة لدولته، فإن الهدف الأهم هو مواصلة تقطيع أوصال التنظيم على ولايات في مصر وليبيا وأفغانستان وغيرها.وأوضح كلارك أنّ التنظيم مُني بخسائر قاسية أَثْناء العام الماضي، وجرى تجفيف معظم منابع تمويله، وانخفض بشدة عدد الملتحقين به، لكن هذا لم يمنعه من قام بصَبَّ هجمات دامية في أنحاء مختلفة من الدول العالمية، مثل لندن وطهران وأماكن أخرى. وحتى لو لم يكن مسؤولًا بِصُورَةِ مباشر عن تِلْكَ الهجمات، فإن قدرته على إلهام المتشددين على تنفيذ هجمات باسمه تفْشى حجم تغلغله في الدول العالمية.ومع ازدياد حدة القتال في الموصل والرقة، بدأ التنظيم في سحب رجاله ومعداته نحو مدينتي دير الزور والميادين، مما ينذر باحتمال اندلاع صراع دموي بالقرب من حدود العراق والأردن.
وبصرف النظر عن مكان المعركة مع التنظيم يرَى كلارك أنه سيتعين على أميركا وضع استراتيجية طويلة الأمد لمواجهة التنظيم على مستوى الدول العالمية. إنّ قتل البغدادي غير مؤكد، ولكن يتوجب على واشنطن أن تعد العدة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في تِلْكَ المواجهة.ويرى كلارك أن العنف الطائفي والحرب الأهلية السورية والفقر والاستبداد في المنطقة هي الدوافع الرئيسة لوجود تنظيم داعش، ولا بد من وضع حد لها.
إنّ التهديد الذي تمثله منطقة الشرق الأوسط سيمتد إلى شتى بقاع الدول العالمية. ففي عصر العولمة، يمكن للمتشددين الترويج لأفكارهم وتجنيد أجانب كي يشنوا عمليات فردية في أوطانهم. كذلك علي الصورة الأخري أن الإرهابيين العائدين إلى بلدانهم يشكلون تهديدًا كبيرًا للغرب.ومع تراجع تنظيم داعش في دمشق والعراق، قد ينتقل مقاتلوه إلى فرع آخر، مثل ولاية سيناء، أو لعلهم يدشنون أذرعًا جديدة في مناطق مثل جنوب شرق آسيا، مثلما رأينا في الفلبين. إن الدول الفاشلة والمناطق التي يغيب فيها القانون هي ملاذ آمن للتنظيم وأنصاره.
وحتى اليوم، لم تكشف أمريكا عن خطتها للقضاء على داعش، على الرغم من تناثر شائعات تفيد أن مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب ومسؤولين آخرين يعكفون على صياغتها. ويؤكد التقرير أن الخطة المزعومة تشبه خطة أوباما، ولكن مع تركيز أكبر على قطع التمويل عن الجهاديين والطعن في أفكارهم وملاحقتهم أينما كانوا.
ويتساءل كلارك عما يمكن فعله أكثر من ذلك للقضاء على التنظيم في الشرق الأوسط؟
ويجيب بأنه على المستوى السياسي، يجب مواجهة الأسباب الحقيقية للإرهاب، التي تتمثل في رأيه في حتمية إقامة حكم شرعي قوي في مناطق الطائفة السنية.
ويرى كلارك أن ما يسميه المسؤولون الأمريكيون بمناطق الاستقرار لا تفي بالغرض. فالمحافظات السنية في العراق يجب أن تتمتع بقدر من الاستقلال السياسي. أما في سوريا، فستكون الفدرالية غير المركزية هي السبيل الواقعي للوصول إلى تسوية سياسية في المستقبل المنظور. ويمكن للتحالف الدولي مواصلة تقديم الدعم للفصائل التي تقاتل تنظيم داعش على الأرض، مع ضرورة مواصلة عمليات القصف الجوي التي يشنها التحالف.
وإذا صح خبر مصرع البغدادي، سيعمل التنظيم على تعيين بديل له سريعًا عبر ما يسمى مجلس أهل الحل والعقد، لكن التنظيم لن يتعجل في توصيف زعيمه الجديد بالخليفة، لأنها مرتبة شرفية تمنح لمن هم من نسل النبي محمد.
ويشدد كلارك على ضرورة أن تعيد الولايات المتحدة تقييم استراتيجيتها الحالية لمعرفة تأثيرها على طموحات الأكراد الساعين إلى الاستقلال. أعلنت أمريكا عزمها استعادة الأسلحة التي منحتها لوحدات حماية الشعب الكردية التي تقاتل تنظيم الدولة في شمال دمشق بعد القضاء عليه، بالرغم من صعوبة ذلك على أرض الواقع. إن إدارة ترامب أمامها اختبار صعب، فإما تبديد المخاوف الكردية، أو مواصلة إِعَانَة القوة الأكثر فعالية على الأرض.
لا يمكن التنبؤ بعواقب أي استراتيجية في المستقبل – يضيف كلارك – لكن استخدام القوة العسكرية مع استراتيجية سياسية تهدف إلى حرمان الإرهابيين من الشرعية، سيفقد تنظيم داعش القدرة على قام بصَبَّ هجمات عالمية، وسيقوي من أنظمة الحكم في الشرق الأوسط مما يضمن الاستقرار الإقليمي.ومع ذلك، يرَى كلارك أن أهمية البغدادي رمزية أكثر من كونها استراتيجية عسكرية. وكانت شخصية البغدادي قد اكتسبت شهرة كبرى بين عامي 2014 و2016، وهي الفترة التي شهدت تدفقًا غير مسبوق للمقاتلين الأجانب على مناطق التنظيم في دمشق والعراق.ويختتم التقرير بالقول إنّ قتل البغدادي لا يعني القضاء على الأفكار السلفية الجهادية، ولا حتى القضاء على التنظيم بِصُورَةِ كامل. ولا بد من مواصلة طرد التنظيم من المناطق التي استولى عليها في العراق وسوريا وليبيا، مما سيساعد على أفول نجمه. وعلينا ألا نتوقع أن موت رجل واحد سيقرر طريق منطقة بأسرها.
«داعش» والبحث عن ملاذات آمنة
يتساءل الخبراء في التنظيمات الإرهابية عن نهاية تنظيم «داعش»، لا سيما بعد هزيمته في الموصل والرقة..فالتنظيم قد خسر أهم مدينتين سيطر عليهما وركز فيهما نفوذه في العراق وسوريا. وكان تنظيم «داعش»تبنى عددًا كبيرًا من العمليات في دول العالم منها ما هو مرتبط فعليا بالتنظيم، ومنها ما هو محاولة لتغذية الماكينة الدعائية لـ«داعش» أو بث الثقة في صفوف المتعاطفين معه وحثهم على تنفيذ عمليات لصالحه حتى لو لم ينسقوا معه تنظيميا.
ومنذ ظهور ما يسمى تنظيم «داعش» يبدو أنه وبحسب متخصصين في شؤون الجماعات الإرهابية قد جهز نفسه ليوم ما بعد الخلافة، مما يعني أنه كان على وعي بأن «دولته» ستنتهي. فهو يسجل اليوم خسائر بالجملة وبعد ثلاث سنوات بات لا يسيطر إلا على ربع تلك المساحة. كما أن معظم قياداته تعرضت للاغتيال بما في ذلك أبو بكر البغدادي الذي يرجح أنه اغتيل ايضا كما أن المقاتلين يغادرون المنطقة بعد أن كانوا يتوافدون للانضمام على التنظيم من أصقاع العالم.
بالرغم من أن الهدف الأساسي الذي ظهر من أجله التنظيم هو تأسيس دولة في معناها المادي وليس تنظيما عابرا للحدود مثلما كان عليه الأمر بالنسبة إلى تنظيمات أخرى، وأيضا اعتماده شعار البقاء والتمدد مما مكنه من السيطرة على 90.800 كلم مربع من الأراضي في سوريا والعراق، ولكن خسارته للأرض تعني أن التنظيم خسر أهم مكون من مكونات وجوده وهو الوجود على الأرض إضافة إلى تراجع موارده المادية.لذا فإن منطق الدولة انتهى ويعني ذلك أن هذه التنظيمات لا يمكن أن توجد إلا في إطار اللادولة وأنها لا يمكنها أن تتمدد على أراض تحكم سيطرتها عليها. ولكن ذلك لا يعني بالضرورة أن ظاهرة «داعش» ستنتهي فمن وجهة نظر بعض المحللين الغربيين تبدو المجموعات التابعة ل»داعش» جاهزة «لدولة إسلامية دون دولة«Stateless Islamic State»(4).
من الواضح أن تغيرات عدة طرأت على وجود تنظيم «داعش» على مستوى أعداد المقاتلين وحجم الأراضي .فبحسب مركز مراقبة النزاعات التابع لـ«آي اتش إس ماركيت» «IHS Markit « فإن «داعش» عرف تراجعا بـ40 % من أراضيه منذ بداية 2017 وتراجعا بنسبة 60 % بشكل إجمالي مقارنة منذ كانون الثاني 2015 ،فقد كان التنظيم حينها يحوز على مساحة 90.800 كلم مربع في العراق وسوريا. كما أن الموارد المالية للتنظيم قد تراجعت بشكل ملحوظ وقد كانت تقدر في 2015 بـ81 مليون دولار لتصل في 2017 إلى 16 مليون دولار. مما يعني انخفاضا بقيمة 80 %. وقد كان ذلك نتيجة تراجع في كل ما كان ينتجه التنظيم من نفط وأنشطته المتمثلة في التهريب وفرض الضرائب على المناطق التي يسيطر عليها واحتجاز الأموال والممتلكات والأنشطة غير المشروعة الأخرى والتي تراجعت بنسبة 79 % بحسب نفس المصدر(5).
ويعتبر لودوفيتشو كارلينو محلل الشرق الأوسط في مركز «آي أيتش إس» أن خسارة الأراضي هو من أحد العوامل الأساسية التي أدت إلى تراجع مداخيل التنظيم فخسارة الرقة والموصل كان له تأثير كبير في مداخيل التنظيم. ويتوقع المسؤولون العسكريون أنه من المرجح أن ينهار التنظيم مع نهاية السنة الحالية بشكل يجعل من التنظيم مسيطرا على مناطق محدودة والتي سيتم استرجاعها في 2018.
فماهي السيناريوهات المتعددة المطروحة في مرحلة ما بعد سقوط «داعش»؟(6)
*-الذئاب المنفردة
تنفيذ المقاتلين السابقين في صفوف «داعش» لعمليات إرهابية على شاكلة الذئاب المنفردة أو حتى تكوين خلايا جديدة في بلدان مختلفة من العالم هو من بين السيناريوهات المطروحة وبشدة، لأن التنظيم اعتمد هذه الاستراتيجية في عمليات إرهابية في عدد من دول العالم، بالرغم من أن المختصين والمتابعين للتنظيم يرون أن أغلبها لم ترتبط ارتباطا تنظيميا به ولكنه سعى إلى استثمارها دعائيا.
*-تأسيس تنظيم جديد
إمكانات تأسيس تنظيم جديد وإن كانت من الأطروحات المنطقية بعد خسارة «داعش»كماركة مسجلة تقوم على التعامل الوحشي والتقتيل والترهيب بخسارته أمام القوات العراقية يجعل من صورة «داعش» التي سوق لها قادة التنظيم غير قابلة للاستثمار على نفس هذه الشاكلة. لذا فإنه من المستبعد أن يظهر التنظيم تحت تسمية وشكل جديد، ولكن إن كان ذلك الأمر مستبعدا فإن إمكانية حدوثه تبقى قائمة ولكن سيتطلب الأمر مدة زمنية لحدوث ذلك ففي النهاية ظهور «داعش» كان من رحم القاعدة.
*-الانضمام إلى تنظيمات أخرى
إمكانية انضمام مقاتلي التنظيم إلى منظمات إرهابية أخرى أمر ذهب إليه عدد من المحللين الذين يستمدون هذه الرؤية من اعتبار أن «داعش» ليس إلا فرعا من القاعدة في العراق ومن المنطقي أن يعود المقاتلون إلى التنظيم الأم. فالخبير في الجماعات الإرهابية بروس هوفمان يعتبر أن بعض المقاتلين سيرون في «القاعدة الخيار الوحيد الممكن لهم لمتابعة قتلهم ».ولكن علينا ألا نغفل في هذا الإطار أيضا أنه وفي مرحلة ما كان هنالك صراعات بين التنظيمين على الزعامة في المنطقة وقد كانت هنالك صراعات بينهما للسيطرة والحضور في عدد من ساحات القتال.
*-تقوية الفروع
من الاستراتيجيات التي اعتمدها تنظيم «داعش» هي تقوية فروعة أو تلك المجموعات التي أعلنت ولاءها له. فقد أوضح تقرير للأمم المتحدة أن «داعش» تمكن من تحصيل 34 فرعا من بينها فروع في ليبيا وأفغانستان وباكستان والجزائر واندونيسيا. وقد اعتبر ذلك من بين الاستراتيجيات لتحقيق البقاء في حال قضي على التنظيم الأم يمكن لهذه الفروع ان تنشط في أماكن مختلفة باسم التنظيم.
*-نقل «داعش» إلى الفضاء الالكتروني
أكثر السيناريوهات ترجيحا، هو ما ذهب إليه الباحثان في مركز «راند» الأميركي للأبحاث كولن كلارك وتشاد سيرينا اللذين يعتبران أن «داعش» سينتقل بعد هزيمته إلى الأرض إلى العالم الافتراضي ويدخل بذلك المرحلة الثانية. فـ»داعش» يملك نحو 30 ألف موقع الكتروني وهذا ما يدفع بعض المتخصصين في الإرهاب عبر الانترنت إلى الحديث عن «خلافة افتراضية» سيطلقها التنظيم والتي تتطلب حربا من نوع جديدة هي غير تقليدية على جميع الأصعدة. ويبدو أن أجهزة الاستخبارات حول العالم بدأت هذه الحرب منذ مدة ففي الولايات المتحدة مثلا تم التمكن من الحصول على كلمات العبور لعدد من قيادات «داعش» ومنعهم من الدخول إلى حساباتهم.

الصراع الفكري و الثقافي أنجع وسيلة للقضاء على الفكر المتطرف
يرى العديد من المفكرين العرب و الغربيين أنّ الحركات الإسلامية المعتدلة مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى لخوض الصراع الفكري و الثقافي ضد التنظيمات الإرهابية و التكفيرية، حتى تمنع دعاة الفكر الدموي من اختطاف الإسلام وتقديمه للعالم دين تطرّف وكراهية وإرهاب.
وتقوم هذه المقاربة على ضرورة أن يجري التصدي للفكر الداعشي الإرهابي على أسس فكرية وعلمية، من خلال فتح الباب أمام الإسلاميين المعتدلين بهدف تفكيكه وكشف عيوبه وفضح عوراته، استنادا لقاعدة الكاتب والأكاديمي السياسي، دانيال بايبس، إن «الإسلام المتطرف هو المشكلة، والإسلام المعتدل هو الحل».
ولكن لإجراء هذه الفكرة، كان ضروريا القطع مع مقولة «ليس في القنافذ أملس»، التي روّجها كتاب ومفكرون عرب وغيرهم من أمثال فرج فودة في كتابه «قبل السقوط» وفؤاد سعيد عشماوي في «الإسلام السياسي»، ونصر حامد أبو زيد في مؤلفه «نقد الخطاب الديني»، وأيضا إيمانويل سيفان في كتابه «الإسلام الراديكالي»، وجوديت ميلر في دراستها «تحدّي الإسلام الراديكالي»، ذلك أنّ المرجعية الفكرية التي ينهل منها هؤلاء الإسلاميون، وإن كانت واحدة إلا أنها تختلف على مستوى الفهم والاجتهاد والتطبيق والممارسة، فهي موزعة على أكثر من مسار وصعيد، ففي الخط السلفي وحده يميز الباحثون في الشأن الديني، بين الخط السلفي التقليدي والخط السلفي الحركي والخط الجهادي وهكذا.
ومن المفكرين الغربيين الذين نظروا لهذه الفكرة، أذكر جون سبوزيتو، الذي حذر في مقال له كتبه بعد الأحداث الدامية للحادي عشر من سبتمبر /أيلول 2001، تحت عنوان «الإسلام السياسي والسياسة الخارجية الأميركية»، من خطورة الدمج بين الإسلاميين المعتدلين والإسلاميين المتطرفين، مؤكدا أنّ الاختلافات القائمة بين الفريقين حقيقية ولا يمكن القفز عليها، بل إن المسؤول السابق في شعبة «الإسلام المتطرف» بوكالة المخابرات المركزية الأميركية، غراهام فولر، ذهب إلى أكثر من ذلك عندما حذر من استبعاد الإسلاميين المعتدلين من أيّة عملية تحوّل ديمقراطي في العالم العربي، وقال بأنّ ذلك لن يعود بالفائدة إلا على المتطرفين.
ويعتبر الموقف من الديمقراطية وحقوق الإنسان والبرلمان ومن المشاركة السياسية عموما الحد الفاصل بين ما هو معتدل وما هو متطرف، ولذلك عدّ باحثون كثيرون في العالم العربي والغربي جماعة الإخوان المسلمين بأنها تتصف بالوسطية والاعتدال، ومن هؤلاء الباحثان في مركز نيكسون الأميركي، روبرت ليكن وستيفان بروك، اللذان أعدا دراسة تحمل عنوان «الإخوان المسلمون المعتدلون»، أكدا من خلالها على أنّ الإخوان يمثلون اليوم «صمام أمان للإسلام المعتدل المتجدد والمنفتح على مختلف السياقات الحضارية»(7).
الخاتمة
إنّ مشروع «الشرق الأوسط الكبير» الذي طرحه الرئيس السابق جورج بوش في سنة 2004 ، كان مجرداستعادة حرفية لأهمّ طروحات التوجّه الاستشراقي سواء من جانب المحافظين الجدد أو من جانب المثقفين الصهاينة ، أمثال المؤرخ الأميركي -الصهيوني ، برنارد لويس من جامعة برنستون وفؤاد عجمي من جامعة جونز هوبكنز . ويصف هؤلاء المحافظون الجدد العالم العربي بأنه «رجل القرن الحادي والعشرين المريض»، وهم لا يخفون أملهم في رؤية هذا العالم العربي يلقى المصيرعينه الذي لقيه رجل القرن التاسع عشر المريض، الامبراطورية العثمانية، من تقسيم غداة الحرب العالمية الاولى.
وفضلاعن ذلك، يعتبر المحافظون الجدد و أمثالهم من الصهاينة العالم العربي بكونه تجمّعاً لأقلّيات دينية وعرقية عاجزة عن العيش سوية في كيانات دولتية وطنية. وترتكز الحلول المقترحة من أجل خدمة الديموقراطية ومصالح أميركا معاً، والمفترض أنهما مترابطان، على استخدام صريح للطائفية في اطار استراتجية تستهدف تقسيم الدول العربية الشرق أوسطية على أساس طائفي و مذهبي و عرقي ،وتقليص المنطقة إلى مجرد فسيفساء من «الأقليّات»، وهو يدفع كلّ واحدٍ إلى التماهي مع طائفته،على حساب أيّ انتماءٍ وطنيّ (أو آخر )، ويقوّض سيادة الدول ويُفضي إلى صراعات لا نهاية لها: في العراق ، وفي سورية اليوم ،أو إيران غداً؟ كما يشجّع على جميع أنواع التدخّلات الأجنبيّة، الإقليميّة والدوليّة، التي يتلاعب كلٌّ منها بالأطراف المحلّية، لما فيه خدمة مصالحها الخاصّة. وقد أدّت إسرائيل في الواقع، منذ الثمانينيات، دوراً أساسياً في بلورة هذه .
وتزداد خطورة تداعيات مشروع الشرق الأوسط الكبير،في التحولات المتسارعة، بعد هزيمة «داعش» في كل من العراق وسوريا، وإعادة رسم وتحديد للخرائط ولنفوذ القوى الإقليمية والدولية، لا سيما عندما يتزامن الإعلان عن نهاية تنظيم «داعش» في الموصل مع تبشير زعيم إقليم كردستان العراقي بأن كردستان ستكون جارة جيدة للعراق، فإن في ذلك ما يعزز القناعة بأن دور «داعش» انتهى عند هذه المرحلة ،وأن الهدف الأول للإعلان عن التقسيم المرتقب للعراق والقائم على الأرض يتجه رسميًا للتنفيذ عبر الاستفتاء..إضافة إلى أن مسألة تقسيم سوريا لا تزال مطروحة بقوة من قبل الولايات المتحدة الأميركية.

*باحث وكاتب تونسي.

الهوامش:
(1)-المحامي محمد احمد الروسان:( عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية)،استراتيجيات تجزئة الحلول في سورية والاستخبارات الانتقائية، تقرير شهري بتاريخ 9/7/2017.
(2)- الإمساك بالأرض وإعمار ما فوقها أبرز التحديات التي تواجه الموصل بعد تحريرها، تقرير من بغداد، حسين داود، صحيفة الحياة، 16تموز/يوليو2017.
(3)- «فورين بوليسي»: كيف سيستمر «داعش» إذا تأكد مصرع البغدادي؟مركز بيروت لدراسات الشرق الأوسط، الذي يشرف عليه الدكتور هيثم مزاحم.
(4)- إعداد: أروى الكعلي -اية «داعش» في الرقة والموصل: هل يبحث التنظيم عن بدايات جديدة؟صحيفة الصباح التونسية ،الاثنين 17 تموز/يوليو2017
(5)-المرجع السابق عينه
(6)-المرجع السابق عينه.
(7)- عبدالرحمان الأشعاري ،هل ينتهي الإرهاب بانتهاء داعش؟ صحيفة العربي الجديد، 17تموز/يوليو2017