شينخوا: أميركا تواصل تسليح إسرائيل بدل فرض الهدنة في غزة

شينخوا: أميركا تواصل تسليح إسرائيل بدل فرض الهدنة في غزة
Spread the love

قالت وكالة شينخوا الصينية في تعليق لها إنه في خضم استمرار الصراع بين إسرائيل وحماس، والذي خلق أزمة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة، لنحو نصف عام، أثارت تصرفات الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، شواغل وانتقادات خطيرة في أوساط المجتمع الدولي.

بينما تدعي واشنطن أنها تدعو إلى وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني الذي دمرته الحرب، لطالما تناقضت أفعالها مع أقوالها. وفي الواقعة الأخيرة، عندما انتقدت الولايات المتحدة إسرائيل شفهيا لقتلها سبعة من عمال الإغاثة من منظمة “المطبخ المركزي العالمي” الخيرية في غزة مطلع هذا الشهر، وافقت على نقل أكثر من 1000 قنبلة من طراز (إم كي-82) التي تزن 500 رطل وأكثر من 1000 قنبلة صغيرة القُطْر إلى إسرائيل في اليوم نفسه.

لقد كان من الواضح أن انتقادات واشنطن لإسرائيل مجرد ستار من الدخان لتحويل ضغوط الرأي العام العالمي، حيث انكشف موقفها الحقيقي من خلال استمرارها في تسليم الأسلحة إلى إسرائيل في أثناء صراع غزة.

وبالنسبة للسياسيين الأمريكيين، فإن الالتزام السياسي بحماية حليفتهم (إسرائيل) من المساءلة يفوق الحاجة العاجلة لإنهاء الأزمة الإنسانية المتصاعدة في غزة. لقد أودى الصراع في غزة بالفعل بحياة أكثر من 33 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال. وحذرت الأمم المتحدة في مارس من أن 1.1 مليون شخص في غزة، أو نصف سكان القطاع، يعانون من الجوع بسبب الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل.

وفي 5 أبريل، تبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قرارا يحث الدول على وقف إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل، إلا أن الولايات المتحدة عارضت هذا القرار، وذلك ببساطة لأنها المورد الرئيسي للأسلحة لإسرائيل. ووفقا لمسؤولين أمريكيين سابقين وحاليين، منذ اندلاع الصراع في غزة، نظمت الولايات المتحدة أكثر من 100 عملية نقل للأسلحة إلى إسرائيل بشكل فردي، مع الإعلان عن عمليتين منها فقط.

وفي 25 مارس، تبنى مجلس الأمن الدولي أخيرا قرارا يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان بعد أن حالت الولايات المتحدة مرارا دون تمرير قرارات أممية سابقة تهدف إلى تحقيق هدنة في غزة. ولمفاجأة الجميع، أعلنت الولايات المتحدة، التي امتنعت عن التصويت، أن القرار “غير ملزم” رغم أن قرارات مجلس الأمن الدولي ملزمة من الناحية القانونية.

إن تصريحات الحكومة الأمريكية وتصرفاتها بشأن الصراع في غزة لم تشكل تحديا لسلطة مجلس الأمن الدولي فحسب، بل أعاقت أيضا الجهود الدولية لاستعادة السلام في غزة.

واستجابة للضغوط الدولية المتزايدة، قدمت الولايات المتحدة استعراضا سياسيا لصنع السلام من خلال إرسال وزير خارجيتها أنتوني بلينكن ومسؤولين آخرين إلى المنطقة عدة مرات للتوسط في وقف إطلاق النار في غزة، وهو ما يمكن تحقيقه بسهولة إذا كانت واشنطن تريد حقا القيام بذلك. كما أنزلت الولايات المتحدة كميات من المساعدات الإنسانية إلى غزة جوا، إلا أن تلك المساعدات تتضاءل بجانب كميات الأسلحة الكبيرة التي سلمتها الولايات المتحدة إلى إسرائيل.

وينتظر المجتمع الدولي رؤية قدر أقل من التحركات الجوفاء ومزيد من الإجراءات الملموسة من جانب الولايات المتحدة التي ينبغي أن تتخذ الخطوة الأولى، على الأقل، لوقف إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل.

المصدر: وكالة شينخوا الصينية