كاتب إسرائيلي: إسرائيل بحاجة إلى خطاب بار إيلان ثانٍ

نتنياهو وبلينكن خلال محادثاتهما في القدس المحتلة
Spread the love

شؤون آسيوية – بقلم ميخائيل هراري- كاتب إسرائيلي –

نهاية حرب غزة لا تبدو واضحة في الأفق، والشعور الجماهيري هو بأنه لا يمكن تحقيق أهدافها، بحسب تعريفها في البداية، ولا توجد أيضاً خطة منظمة لـ”اليوم التالي للحرب”. الأسباب المركزية وراء ذلك هي أسباب سياسية. الإدارة الأميركية بدأت تعبّر، علناً، في هذه المرحلة، عبر الإعلام وباسم “مسؤولين كبار”، عن إحباطها من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وما يقوم به.
المفروض في هذه الظروف، وفي هذه الحرب غير المسبوقة، أن تقوم إسرائيل بكل ما يجب القيام به للحفاظ على الدعم الأميركي، وأن تنظّم خطة عمل مشتركة ومتفّق عليها، وأن تتبنى أهدافاً واقعية وأفقاً سياسياً واضحاً وضرورياً. هذا سيمنعها من الغرق في وحل غزة، ويشجع المجتمع الدولي على المبادرة إلى إنشاء قوة تكون مسؤولة عن نزع سلاح القطاع، بالإضافة إلى أنه يشجع اللاعبين الإقليميين والدوليين على تمويل إعادة الإعمار.
في وقت الحرب، يجب القيام بكل ما هو ممكن للحفاظ على المصالح الضرورية لإسرائيل، بغض النظر عن الثمن. هذا ما قام به نتنياهو في تموز/ يوليو 2009، خلال خطابه في بار إيلان، الذي قال فيه: “إذا حصلنا على ضمانات بشأن نزع السلاح والأمن المطلوب لإسرائيل، وإذا اعترف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي، فسنكون على استعداد لاتفاق سلام مستقبلي والتوصل إلى حلّ دولة فلسطينية منزوعة السلاح، إلى جانب الدولة اليهودية”. وفسّر التغيير الذي طرأ على موقفه، قائلاً “على هذه السياسة أن تأخذ بعين الاعتبار الوضع الدولي الذي نشأ مؤخراً”.
بمَ يختلف الوضع الحالي، إن لم يكن أسوأ ؟ ألا يدور الحديث حالياً حول “الحاجة إلى أخذ الوضع الدولي بعين الاعتبار؟” الجواب في السياسة (والشخصي؟) لدى رئيس الحكومة، لكن توجد أيضاً زاوية إضافية: مَن سيصدّقه الآن إذا تحدث عن نيته الذهاب إلى دولة فلسطينية منزوعة السلاح، بعد أن قام بكل ما في وسعه منذ سنة 2009 لمنع كل احتمال لإقامتها، ونجح إلى حد بعيد؟
وفعلاً، صدقوا أو لا، ليس من الضروري أن يبدو صادقاً. ففي جميع الأحوال، لا يوجد أي شخص في الساحة الدولية يصدق تصريحات نتنياهو، وفي هذه الظروف، هذا يُعد أمراً إيجابياً ، فعلى نتنياهو منح واشنطن الأفق السياسي الضروري لها وللمجتمع الدولي، وبذلك يسمح بتحريك خطوة تساعد على إنهاء الحرب بشكل يخدم المصالح الإسرائيلية.
لمن يقول إن هذا الحديث ساذج، فالإجابة واضحة. صحيح، هناك خطر على استقرار الائتلاف، وعلى الرغم من أنني لست محللاً سياسياً، فيمكن التقدير كالتالي: إيتمار بن غفير أصلاً على مسار الانسحاب، ويبحث عن المبرر الذي يمكن أن يخدمه سياسياً (انسحابه سيخدم نتنياهو، ويثبت أنه جاهز أيضاً للتنازل عن مركّب ضروري، حتى لو كان متطرفاً، من أجل نجاته). الصهيونية الدينية أيضاً ستهدد بالانسحاب، وتتردد كثيراً في القضية. رئيس الحكومة سيشرح لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش أن الحديث يدور عن إعلان فارغ من المضمون، من دون أي نية لتطبيقه، وفي جميع الأحوال، لديه تاريخ طويل من إبعاد هذا الاحتمال ومنع حدوثه. حزب غانتس وأيزنكوت سيتردد بشأن البقاء في الحكومة، ويعلن أنه سيبقى بسبب الظروف الاستثنائية- نهاية الحرب والرسالة الكامنة في خطاب “بار إيلان2”.
الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يطمحان إلى معادلة تؤدي إلى نهاية الحرب وتمنع التصعيد، وعلى استعداد لشراء خطاب “دراماتيكي” كهذا، على الرغم من عدم وجود ثقة بنتنياهو. الرئيس جو بايدن سيتفرغ للانتخابات، ولا يجب استبعاد إمكانية أن تكون نهاية الحرب و”الأفق السياسي” عاملَين مساعدَين له لاستعادة الناخبين الديمقراطيين، وحتى الانتصار.

المصدر: صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية
الآراء الواردة في المقالة لا تعبّر عن رأي الموقع إنما تعبّر عن رأي كاتبها

Optimized by Optimole