كيف كانت ردود الفعل العربية والدولية على العدوان على غزة؟

كيف كانت ردود الفعل العربية والدولية على العدوان على غزة؟
Spread the love

خاص شؤون آسيوية- بقلم: هدى علي

مع استمرار المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين ومعظهم من الأطفال والنساء والشيوخ حيث تجاوز عددهم ال 8000 آلاف شهيد والعشرين ألف جريح، والتدمير الممنهج لقطاع غزة حيث دمرت نصف الأبنية والمنازل فيه، تباينت المواقف الدولية والغربية بين مندد وصامت ومتواطىء مع العدوان الصهيوني الوحشي الذي يعد جرائم حرب ويصل الى حد الابادة الجماعية.

ولا يمكن إغفال ردود الفعل الشاملة للدول التي تتعاطى مع تلك الأوضاع المتصاعدة، ونستعرض في هذا التقرير بعضًا من ردود الأفعال الرسمية التي صدرت عن الجهات الدولية الكبرى والدول العربية الإسلامية.

أتت زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن التي استغرقت ثماني ساعات  إلى الكيان الإسرائيلي في أوج العدوان الذي تشنه على قطاع غزة، وتحمل في طياتها عديدا من الرسائل، لعل أبرزها مؤشرات تحذيرية لأي محاولة لمهاجمة هذا الكيان وفتح جبهات جديدة، وكذلك استعداد واشنطن للدفاع عن الاحتلال الإسرائيلي في حال لزم الأمر.

وفي اجتماعه مع أعضاء “كابينت الحرب” في حكومة الطوارئ الإسرائيلية، أثنى بايدن على الحاضرين وخاطب الإسرائيليين قائلا “أنتم لستم وحدكم”، كما أشار إلى العلاقة العميقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل منذ 75 عاما.

وقد أوضح بايدن في زيارته دعم إسرائيل في حربها مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وعرض تقديم مساعدات للفلسطينيين الذين يعانون تحت الحصار الإسرائيلي، لكن بسفره إلى تل أبيب، ربط بايدن نفسه بشكل وثيق بأي قتال مقبل.

وقال جون بي. ألترمان مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية “من منظور المخاطر، أصبح بايدن الآن مرتبطا بكل ما يقرر الإسرائيليون القيام به في غزة”.

وذكر أن بايدن يراهن على أن مواساة إسرائيل والتفاوض معها ومساعدتها يمنحه أكبر تأثير في تشكيل تصرفاتها.

ومن المرجح أن تؤدي خططه لتقديم مساعدات إضافية بمليارات الدولارات بسرعة لإسرائيل من خلال الكونجرس إلى إثارة جدل حول أموال دافعي الضرائب الأمريكيين. وفي الوقت نفسه، أثار استخدام الولايات المتحدة لحق النقض (فيتو) ضد قرار للأمم المتحدة يدعو إلى وقف إطلاق النار غضب الحلفاء.

من جهته صوّت مجلس الأمن الدولي، على مشروع قرار أميركي يرفض ويدين هجمات السابع من أكتوبر التي شنتها حماس على إسرائيل، ويدين أعمال القتل وأخذ الرهائن، ويدعو للالتزام بالقانون الدولي، إضافة إلى هدن إنسانية للسماح بالوصول الكامل والسريع للمساعدات الإنسانية إلى غزة.

إلا أن الاتفاق على المشروع الأميركي تعذر بعدما استخدمت كل من روسيا والصين حق النقض، الفيتو، ضد المشروع الذي حصل على تأييد 10 أعضاء ومعارضة ثلاثة، هم: روسيا والصين ودولة الإمارات العربية المتحدة، فيما امتنع عضوان عن التصويت.

وكانت كل من الولايات المتحدة وروسيا قد تقدمتها لمجلس الأمن الدولي بمشروعين حول تصاعد الوضع في غزة وإسرائيل والأزمة الإنسانية في القطاع.

وحصل مشروع القرار الروسي، الذي شارك في تقديمه كل من السودان وفنزويلا، على تأييد أربعة أعضاء فقط فيما عارضه عضوان وامتنع تسعة عن التصويت، الأمر الذي أسقط مشروع القرار لعدم حصوله على العدد الكافي من الأصوات.

وأعربت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، عن خيبة أملها بشأن استخدام كل من روسيا والصين لحق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار الأميركي، ووصفت مشروع القرار الذي قدمته بلادها بأنه كان “قويا ومتوازنا. وجاء نتاج مشاورات مع أعضاء مجلس الأمن”.

ووصف السفير الصيني جون تشانغ، مشروع القرار الأمريكي بأنّه “غير متوازن إلى حدٍّ كبير، ويخلط بين الخير والشرّ”.

وندّد نظيره الروسي فاسيلي نيبينزيا، بالنصّ الأمريكي “الذي يهدف في الأساس إلى دعم الموقف الأمريكي في المنطقة”.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، صرّح خلال “زيارته التضامنية مع إسرائيل”، أن التحالف الدولي ضد داعش يمكنه أيضا قتال حماس، وأن فرنسا مستعدة لذلك، ودعا إلى إنشاء “تحالف إقليمي ووطني” لـ “محاربة حماس” و”الجماعات الإرهابية”.
وأشار إلى أن قتال حماس يجب أن يتم “بلا رحمة” ولكن ليس “دون قواعد”، وطلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الالتزام بقانون الحرب والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

في حين أعربت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عن دعمها لإسرائيل، وقالت: “بالنسبة لألمانيا، أمن إسرائيل غير قابل للتفاوض. لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب في إطار القانون الدولي مثل باقي الدول. معالجة محنة الفلسطينيين لا تتعارض بأي شكل مع هذا الموقف الواضح والثابت”.

من جهته رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك رد على سؤال “ألن تدعو إلى وقف إطلاق النار؟”، بالقول: “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها” دون التطرق إلى قضية وقف إطلاق النار.

كذلك قال رئيس وزراء الحكومة الهولندية المؤقتة مارك روته، في كلمته أمام الجلسة المنعقدة في مجلس النواب بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس، إنه يؤيد “وقفا إنسانيا للاشتباكات حتى تتمكن إمدادات المساعدات من الوصول إلى غزة”.

أيضاً ذكرت وزارة الخارجية السويسرية في بيان، أنه خلال الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن الدولي، “أدانت سويسرا مرة أخرى أعمال الإرهاب، وإطلاق الصواريخ بشكل عشوائي على الشعب الإسرائيلي، واحتجاز حماس مواطنين إسرائيليين رهائن”.

من جهته، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اتصالات مع زعماء دول عدة، خاصة بالشرق الأوسط، وشدد على أنه بالرغم من معاناة الطرفين فإنه يجب عليهما أخذ وضع السكان المدنيين في الحسبان.

بينما كان الرئيس الصيني شي جين بينع أعرب، عن رغبة بكين في وقف الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في أسرع وقت ممكن، مضيفا أن بلاده مستعدة للعمل مع الحكومات العربية من أجل التوصل إلى حل دائم للصراع.

كما أوضح نائب وزير المالية للشؤون الدولية، ماساتو كاندا، هناك فرصة جيدة لمناقشة تداعيات الصراع بين إسرائيل وحركة حماس.

وأضاف كاندا “الصراع يؤثر بالفعل على الأسواق في شكل رد فعل يتمثل في العزوف عن المخاطرة بسبب تزايد حالة الضبابية”.

من جانبها قالت وزارة الخارجية اليابانية إن طوكيو دعت إسرائيل إلى وقف الحرب مؤقتا للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

بالمقابل أكد رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، لنظيره الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على “وقوف الشعب الهندي بحزم إلى جانب إسرائيل في هذا الوقت الصعب”، معربًا عن قلقه بشأن “سلامة المواطنين الهنود وأمنهم في إسرائيل”.

وعلى الرغم من هذا الدعم الهندي تحت إدارة حكومة مودي لإسرائيل، فإن نيودلهي قد أرسلت مساعداتٍ إنسانية إلى قطاع غزة خلال الأيام القليلة الماضية، كما أجرى مودي اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن يوم 19 أكتوبر الجاري لتقديم تعازيه في الضحايا المدنيين الذين استشهدوا بعد الهجوم على المستشفى الأهلي المعمداني في القطاع، مشددًا في تغريدة له على منصة “إكس – تويتر” على دعم بلاده “المبدئي والدائم” بشأن القضية الفلسطينية الإسرائيلية.

كما اعتبر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن ثمة شكوكا مشروعة في احترام إسرائيل للقانون الدولي بحربها المستمرة على قطاع غزة، ولا سيما بعد مشاهدة الصور القادمة من القطاع التي تظهر معاناة ونزوح أكثر من مليون فلسطيني، وشدد سانشيز على ضرورة الهدنة الإنسانية، في موقف يتقاطع مع دول الاتحاد الأوروبي الـ27 الذين طالبوا بهدنة إنسانية لإيصال المساعدات لسكان غزة.

من جهته، استنكر رئيس الوزراء الأسكتلندي حمزة يوسف قطع الاتصالات عن قطاع غزة، قائلا إنه لا يستطيع الاتصال بأفراد من عائلته هناك، في حين يستمر القصف العنيف على القطاع، وتساءل “كم من الأطفال يجب أن يقتلوا حتى يقول العالم كفى؟”.

بدورها، اتخذت أيرلندا موقفا حازما من الحرب، وقال رئيس وزرائها ليو فارادكار، إن إسرائيل تمارس عقابا جماعيا في غزة، وليس لها الحق في انتهاك القانون الدولي.

حيث دعا رئيس الوزراء الأيرلندي إلى فتح ممر إنساني للسماح بوصول المساعدات إلى الفلسطينيين.

دعا رئيس حزب العمال البريطاني السابق جريمي كوربن الساسة البريطانيين إلى عدم تسويغ ما وصفها بـ”جرائم الحرب”، أو الجوع والحرمان من الدواء التي يفرضها الاحتلال على المحاصرين في غزة.

أما وزير مالية اليونان السابق يانيس فاروفاكيس فقال، “لقد شاركنا في هذه الجريمة ضد الإنسانية لعقود؛ لأننا أغلقنا أفواهنا طالما كان الفلسطينيون هم من يموتون وليس المحتلين”.

وأدان فاروفاكيس أوروبا، ودعا الغرب عموما إلى “التكفير عن خطاياه”، وإلى أن تتحول الأحداث إلى نداء يقظة للأوروبيين لأخذ خطوة حاسمة نحو السلام في فلسطين، بتدمير ما سمّاه نظام الفصل العنصري.

لم يتجاهل المجتمع الدولي التطورات المتسارعة في غزة، حيث أصدرت العديد من الجهات الدولية الكبرى بيانات وتصريحات رسمية. حيث أعربت هذه الجهات عن قلقها العميق إزاء تفاقم الوضع ودعت إلى وقف العنف فورًا. كما دعت إلى إجراء مفاوضات وحوار سياسي لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.

أما على المستوى الشعبي، فعلى مدى أسبوعين كاملين، لم تتوقف مظاهرات التضامن مع الشعب الفلسطيني. وشهدت عواصم ومدن عدة حول العالم -خاصة في أوروبا والولايات المتحدة- مظاهرات شارك فيها عشرات الآلاف، أعربوا خلالها عن استنكارهم للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأبرز المدن التي شهدت مظاهرات هي واشنطن ونيويورك وشيكاغو ودالاس ولندن وباريس وبرلين وكوبنهاغن وأمستردام ومدريد وبرشلونة وغيرها.

ويمثل احتجاج الشوارع موقفا يفضح تعامل عدد كبير من الساسة ووسائل الإعلام الغربية المروجة للرواية الإسرائيلية، والمتعامية عما يحدث من جرائم في قطاع غزة المحاصر.

توالت ردود الفعل الرسمية من الدول العربية حول ما يحدث في غزة، حيث أعربت العديد منها عن قلقها البالغ إزاء التصعيد العنيف ودعت إلى وقف العمليات العسكرية الفوري.

كما أعربت عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني ومساندتها لحقوقه المشروعة في الحصول على الأمن والسلام.

دخل حزب الله على خط الحرب الدائرة بين حركة حماس وإسرائيل في قطاع غزة والغلاف المحيط به، حيث أعلن تأييده لعملية حماس، وقال إنه “على اتصال مباشر مع قيادة المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج”.

حيث مبادرة الحزب باستهداف مواقع عسكرية تثير قلق إسرائيل، سيما أنها لا تزال تخوض اشتباكات مع مقاتلي “القسام”، الذراع العسكري لحركة حماس، في غلاف غزة.

وقال رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين تعقيباً على عملية الحزب إن “على نتنياهو أن يعلم بأنّ هذه المعركة ليست معركة غزة فحسب… نحن لسنا على الحياد”، وأضاف “المقاومة أرسلت صباحاً رسالة في كفرشوبا، لتقول إنّ من حقنا أن نستهدف العدو الذي لازال يحتل أرضنا، وهذه رسالة يجب أن يتمعّن بها الإسرائيلي جيداً”.

من جهتها سورية تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني داعمة حقوقه وإقامة دولته المستقلة، محملة  إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التوتر الحاصل في غزة. كما أكدت الحكومة السورية على أهمية تعزيز الوحدة الفلسطينية.
حيث شدد الرئيس بشار الأسد على “خطورة ودموية ما يقوم به جيش الاحتلال في قصف المدنيين بقطاع غـزة وتشريدهم، ووجوب تكاتف الجميع لوقف الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني مستخدمة الأسـلحة المحرمة دوليا”.

ورأى الرئيس الأسد أن “الجرائم والمجازر التي يرتكبها اليوم كيان الاحتلال بحق الفلسطينيين هي محاولة منه للضغط على الشعب الفلسطيني للتنازل عن حقوقه المشروعة”، مؤكدا أن “الإنكار المستمر لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة والعيش بكرامة وحرية هو السبب الرئيسي لما تشهده الأراضي الفلسطينية اليوم”.

كما أكد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان آل سعود الرفض القاطع لاستهداف المدنيين الفلسطينيين بأي شكل من الأشكال، وتحت أي ذريعة، ودعا إلى حل عادل لإقامة دولة فلسطينية، وفق حدود 1967 بما يحقق الأمن والازدهار للجميع.

من جانبه وصف الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، التصعيد الحالي بين الإسرائيليين والفلسطينيين بأنه “خطير للغاية وله تداعيات قد تطال أمن واستقرار المنطقة بأكملها”، محذرًا من أن بلاده لن تسمح بـ”تصفية القضية على حساب أطراف أخرى”.

قال الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات خلال المؤتمر الصحفي العالمي، إن الرئيس السيسى عبّر فى الكثير من الكلمات والخطابات عن موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن موقف مصر تجمعه عدد من النقاط المحددة، أولها أن مصر ترى أن القضية لابد أن تحل وفقا للقوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن، وثانيها ضرورة العمل على حل الدولتين بشكل سريع بعد 75 عاما على الاحتلال.

وأضاف أن استمرار الانتهاكات فى غزة يؤدى إلى فقدان حلم  الشعب الفلسطيني فى إقامة دولته الشرعية، وهو ما عبّر عنه مؤتمر القاهرة والسلام.

في حين أكدت دولة الإمارات، أنه لا يمكن التخلي عن المدنيين في قطاع غزة، ولا يمكن الصمت بشأن مسألة النزوح القسري، مشددة على ضرورة الوقف الفوري للأعمال العدائية، وتحقيق هدنة إنسانية فورية، وإطلاق سراح جميع الرهائن، والوصول الإنساني بشكل آمن ومستدام وبمقياس كبير، وتوفير وقود للمستشفيات ومحطات تحلية المياه، والماء، والالتزام بالقانون الإنساني الدولي.

وقد دأبت الدول الإسلامية على إصدار بيانات رسمية تدين أعمال العنف وتدعو إلى إيجاد حل سلمي للحالة في غزة. وتعبر هذه التصريحات عن التضامن مع الشعب الفلسطيني وتحث المجتمع الدولي على التدخل و حماية حقوقه.

ففي إيران، حذّر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان من “خروج منطقة الشرق الأوسط عن السيطرة” إذا لم توقف إسرائيل هجماتها على قطاع غزة .

وألقى عبد اللهيان باللوم على الولايات المتحدة في إمداد إسرائيل بالدعم العسكري، محذراً واشنطن من تبعات تهديد مصالحها في المنطقة، معلنة في الوقت ذاته عن نشرٍ جديد لدفاعات جوية متطورة.

أما في  تركيا، قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في خطاب أمام مظاهرة حاشدة لنصرة غزة في إسطنبول، إن مَن كانوا يسكبون دموع التماسيح على أوكرانيا يصمتون الآن إزاء ما يجري في غزة.

وأضاف أردوغان، “نحن لا نُندّد هنا بالمجزرة الحاصلة في غزة فحسب؛ بل ندافع -أيضا- عن استقلالنا ومستقبلنا”.

وأكد الرئيس التركي أن إسرائيل ليس لديها أدنى اكتراث بشأن قتل المدنيين في غزة، وهم يقولون بكل صراحة ووضوح، “نحن نعرف القتل جيدا”، لكنهم سيدفعون ثمن ذلك باهظا.

وشدد على أن إسرائيل دولة احتلال، وما تفعله ليس دفاعا عن النفس، بل مجزرة واضحة ودنيئة تهدف للقضاء على سكان غزة بشكل جماعي، عن طريق التجويع والعطش وتدمير خدماتهم الصحية.

من جانبه أكد رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون -عبر منصة إكس- أن “قطع إسرائيل للاتصالات عن غزة يظهر بوضوح نيتها ارتكاب جرائم حرب، وهو محاولة لإخفاء الحقيقة البغيضة المتمثلة في أن إسرائيل تدمر حياة المدنيين”.

وأضاف ألطون أن “عدم إظهار الغرب رد فعل على قطع الاتصالات في غزة يجعلهم متواطئين في الجرائم الإسرائيلية”.

كما طالب قادة كل من باكستان وماليزيا وإندونيسيا بضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، مشددين على أهمية فتح المعابر الإنسانية لإغاثة الفلسطينيين.

ودعا الرئيس الباكستاني عارف علوي مجلس الأمن إلى اتخاذ قرار يوقف “الوحشية الإسرائيلية في فلسطين”.

متحدثة وزارة الخارجية الباكستانية ممتاز زهرة بلوش، قالت في بيانها خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي، إن إسرائيل تمارس “تطهيرًا عرقيًا” ضد الفلسطينيين، وإن “باكستان تدعم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس”.

من جهته، حذر رئيس الوزراء الماليزي أنور ابراهيم من مغبة تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وقال إن ذلك قد يكون سببا في إطلاق حرب عالمية ثالثة.

وأكد أنور -خلال تدشينه حملة تضامن وطنية مع الشعب الفلسطيني- أن بلاده لن تدخر أي جهد دبلوماسي لوقف المجزرة التي يتعرض لها المدنيون في غزة.

بدورها، استنكرت إندونيسيا بشدة أعمال العنف المستمرة في غزة، ودانت بشدة الهجوم الإسرائيلي على المستشفى المعمداني، وقالت إنه يعد بشكل واضح انتهاكا للقانون الدولي الإنساني.

وأوضحت إندونيسيا أنها لن تظل صامتة تجاه ما يحدث من سقوط الضحايا المدنيين وتجاه الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، قائلة إنها إلى جانب دول منظمة التعاون الإسلامي تبعث رسالة قوية إلى العالم مفادها ضرورة وقف التصعيد وأعمال العنف، وأن يتم التركيز على الجوانب الإنسانية وحل جذور الأزمة المتمثلة في الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

منظمة التعاون الإسلامي قالت في بيانها الصادر يوم 13 أكتوبر: “ندين بشدة هجمات قوات الاحتلال الإسرائيلية ضد أهداف مدنية في غزة” وطلبت وقف هذه الهجمات العدائية على الفور.

وذكر الاتحاد الإفريقي أن الأعمال العدائية بين الفلسطينيين وإسرائيل يجب أن تتوقف فورا وينبغي إجراء مفاوضات غير مشروطة لحماية أرواح المدنيين.