كاتب إسرائيلي: المناورة العسكرية في غزة على الطريق.. وصبر إسرائيل على حزب الله ينفد

كاتب إسرائيلي:  المناورة العسكرية في غزة على الطريق.. وصبر إسرائيل على حزب الله ينفد
Spread the love

بقلم تامير هيمان – محلل إسرائيلي/

الحرب مستمرة وتتطور، وليست كما تبدو، مقسمة إلى مراحل واضحة، إنها مملكة عدم الوضوح. من الصعب التقدير كيف ستتطور الأمور: حتى لو عرفنا بالضبط ما هي الخطة للمرحلة المقبلة، فمن غير المؤكد أن الأمور ستسير بهذا الشكل. وعلى الرغم من ذلك، فإنه من الأسهل فهم الواقع، إذا قسمناه إلى أجزاء وفترات زمنية.
المرحلة الأولى كانت مرحلة الأزمة: المفاجأة، والفشل، والاعتراف بحجم الكارثة الكبير، يوم السبت. في هذه المرحلة، نجح العدو في مفاجأتنا، عبر تخطيط مفصل وميزان قوى أفضل، فضلاً عن الحفاظ على دائرة سرّ صغيرة جداً. انتصر العدو في المعركة الأولى. في هذه المرحلة، تمنّت “حماس” انضمام حزب الله والميليشيات الشيعية الأُخرى، وبذلك، هم يستغلون عدم التوازن لدينا، بهدف توجيه ضربة تُسقطنا وتركعنا – هذا لم يحدث. حزب الله انضم، لاحقاً، وبوتيرة بطيئة، سمحت لنا بتحضير ردّ لائق. وحتى لو زاد حزب الله فيما يقوم به، مستقبلاً (كما هو متوقع)، من الواضح أن الفرصة ضاعت، في نظر “حماس”.
المرحلة الثانية، هي النهوض ومعركة النيران: هذه المرحلة التي نعيشها اليوم. نقوم اليوم بتفكيك الذراع العسكرية والقيادة السلطوية لـ”حماس” من الجو. “حماس” تحاول، جاهدةً، إشعال المناطق الأُخرى. لا يزال لديها الأمل بـ”وحدة الساحات”. المحاولة الأخيرة كانت في استغلال الخلل الذي أدى إلى إصابة المستشفى في غزة، بهدف إشعال الشرق الأوسط – هذا لم ينجح. سقطت هذه “الكذبة” بعد 12 ساعة.
ما دام إمكان تفكيك “حماس” بصورة فاعلة من الجو لا يزال قائماً، فيجب إطالة هذه المرحلة – الفائدة كبيرة، والضرر الذي سيلحق بقواتنا قليل، وهذا يخلق وضعاً مريحاً للمناورة البرية لقواتنا.
في الجبهة الشمالية، يستمر حزب الله في سياسة الاشتباك المحدود، ويسمح لـ”حماس” بالمزيد من “العربدة”. هذا يمكن أن يؤدي إلى تصعيد الحرب، لكن حتى الآن، يدور الحديث عن معركة محدودة. إزالة هذه القيود والدخول في معركة شاملة هي حساب إسرائيلي. ويبدو أننا نقترب من المرحلة التي لن يكون فيها أيّ بديل من ذلك – ويجب أن نتذكر أن نحافظ على المبادرة في أيدينا.
من المتوقع أن تساهم الميليشيات الشيعية في العراق وسورية واليمن في المعركة، عبر إطلاق صواريخ موجهة وطائرات مسيّرة انتحارية (أول أمس، هذا السيناريو يمكن أن يكون قد تحقق). الخطر منها قليل، لكن مجرد مشاركتها يمكن أن يُعاظم الروح القتالية لدى “حماس”، ويزرع الشك في إسرائيل في أننا أمام حرب إقليمية، ولذلك، يجب الدفاع عن أنفسنا وتأجيل إخضاع “حماس”.
المراحل التالية ستكون مختلفة عن المخطط، لكن يبدو أننا أمام مرحلتين قريبتين:
الأولى، هي المعركة البرية التي سيسيطر فيها الجيش على مناطق في قطاع غزة. ستكون هذه المهمة مركّبة، لكن لا يوجد أيّ قوة عسكرية في القطاع يمكنها وقف مناورة الجيش. يمكننا الوصول إلى كل خط يجري تحديده. المناورة تحقق ثلاث قضايا مركزية:
تفكيك القوة: الانطلاق إلى منطقة العدو، سيدفعه إلى محاولة الدفاع عن الميدان. هذا الاشتباك سيفكك بنى العدو.
يساعد في خلق ظروف لإعادة المخطوفين: على الصعيد التكتيكي، وأيضاً مصادرة أصول تسمح لإسرائيل بأن يكون لديها أوراق مفاوضات أفضل.
إعادة الثقة وقدرة الردع إلى الجيش: صورة الجيش لحِق بها الأذى يوم 7/10. وهذا الأذى كان في أوساط المجتمع الإسرائيلي وأمام الأعداء. إنجاز عسكري حاسم، يمكنه أن يحسّن الوضع.
المرحلة المقبلة تسمى في اللغة العسكرية “حملة الدفع إلى الاستقرار”: عملياً، معناها أنه في اليوم الذي نصل إلى المراحل النهائية، لن تنتهي الحرب. سيردّ العدو، ويتغير، ونحن سنفهم الوضع الجديد، ونحلل موقعنا إزاء تحقيق الإنجازات. من المتوقع أن تحدث فجوة بين الاثنين: ممنوع أن تحبطنا هذه الفجوة، ومن أجل إغلاقها، سيتم تنفيذ المرحلة المقبلة من الهجوم. ومن المتوقع أن تكون طويلة – وسيتم الدمج بين استمرار المعركة بالنار، وبين تطورات المناورة. هذه المرحلة لم نشهدها منذ عملية “السور الواقي”، والعدو لا يعرفها أيضاً. ستكون معركة طويلة ومستمرة حتى الوصول إلى الأهداف – تنصيب عنوان بديل واستكمال تفكيك الذراع العسكرية لـ”حماس”.
في هذه المرحلة، ستحاول “حماس” تدفيع قواتنا الثمن داخل القطاع. وستستمر في إزعاج الجبهة الداخلية وخلق صورة صمود وبقاء. من جانبنا، سيكون علينا الحفاظ على برودة الأعصاب وروتين الحرب، وعلى الاقتصاد الإسرائيلي العودة إلى العمل. يجب خلق روتين لسكان إسرائيل، وفي الوقت نفسه، الاستمرار في العمليات العسكرية. لكن يجب التذكير برؤية – الحرب، كما قلت، هي مملكة المجهول، وكثير من الأمور سيتغير حتى ذلك الوقت.
وفي الخلاصة، كلمة عن جبهة السايبر: الجمهور في إسرائيل لديه حبّ استطلاع وعطش إلى الأخبار، ويستهلك كثيراً من المعلومات. هذا الواقع يسمح لأعدائنا ببث الرعب فينا. وذلك عبر مناوشات في الشبكة – فيديوهات صعبة تشوش الرأي، وإشاعات عن هجمات جماعية على البلدات الإسرائيلية، فضلاً عن أخبار من “خبراء”، مع توقعات الخراب ويوم القيامة، ومحاولات متتالية لاختراق أجهزتنا الإلكترونية. التوصية بسيطة: يجب استهلاك المعلومات بمسؤولية. يجب أن يكون لدينا شك، ونكون نقّاداً، وأن نتأكد من أن كلمات السر صعبة، وعدم فتح روابط من مصادر غير معروفة. هذا دفاع مدني في أيام الحرب في العصر الرقمي.

المصدر: ققناة N12
الإسرائيلية عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole