غلوبال تايمز: واشنطن تختلق معلومات مضللة لتشويه صورة الصين بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية

غلوبال تايمز: واشنطن تختلق معلومات مضللة لتشويه صورة الصين بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية
Spread the love

شجون عربية- قالت افتتاحية صحيفة “غلوبال تايمز” الصينية إن الصراع العسكري بين أوكرانيا وروسيا يدخل يومه السادس في الأول من آذار / مارس.

وأضافت أن الحرب خلقت انقسامات ومواجهات جديدة على نطاق عالمي. كما أنها جعلت الوضع في ساحة المعركة والوضع الأوروبي وحتى العالمي أكثر تعقيدًا وغموضًا. لكن يجب أن نلاحظ أنه في ظل الظروف الحالية، فإن باب التسوية السلمية للمسألة الأوكرانية لم يُغلق بالكامل.

فقد وصل وفد أوكراني إلى بيلاروسيا أمس الاثنين لإجراء مفاوضات مع روسيا، وجرت المحادثات بعد ظهر اليوم نفسه. وعلى الرغم من أن كلا الطرفين والعالم الخارجي لا يأملون في تحقيق انفراجة في فترة قصيرة من الزمن في المفاوضات، فإن العودة إلى طاولة المفاوضات هي دائمًا بداية جيدة.

وتابعت الصحيفة أنه يجب على الدول والقوى المحبة للسلام في العالم أن تستفيد جيدًا من هذا التحوّل الذي يبدو ضعيفًا وأن تفعل المزيد لتعزيز محادثات السلام بدلاً من صب الزيت على النار.

وأشارت الافتتاحية إلى أن المعلومات المتعلقة بالصراع العسكري بين روسيا وأوكرانيا تتغير بسرعة، وتصبح أكثر إرباكًا ومن الصعب التمييز بين الحقيقة والباطل.

وقالت “غلوبال تايمز” إنه في هذه العملية، تزداد حدة حرب الرأي العام في الولايات المتحدة. لقد لاحظنا أن بعض الأصوات تحاول إنشاء نظرية مضللة للغاية وخاطئة للغاية حول “مسؤولية الصين الخاصة”. بل إنهم يختلقون معلومات مضللة لتشويه صورة الصين والافتراء عليها بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية. وتجدر الإشارة إلى أن الرأي العام في الولايات المتحدة، بصفتها طرفًا مهمًا في الأزمة الروسية الأوكرانية، مصمّم وموجّه بالكامل للدفاع عن المصالح الأميركية. وتهدف واشنطن إلى دفع الصين لملء الحفرة التي حفرتها الولايات المتحدة والغرب، على الرغم من أن الصين ليست طرفًا في الأزمة. مثل هذه الممارسة ليست لائقة ولا عادلة.

وأضافت: كدولة رئيسية مسؤولة، لم تحرض الصين أبدًا على المعارضة والمواجهة. وبدلاً من ذلك، دعمت الصين وشجعت بشكل استباقي جميع الجهود الدبلوماسية التي تفضي إلى التسوية السلمية للأزمة الأوكرانية، وهي ترحب بالحوار والمفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا في أقرب وقت ممكن. كما تدعم الصين أوروبا وروسيا في جهودهما لإجراء حوار على قدم المساواة حول قضية الأمن الأوروبي، والتمسك بمفهوم الأمن غير القابل للتجزئة، وبالتالي تشكيل آلية أمنية أوروبية متوازنة وفعالة ومستدامة.

وقالت الصحيفة إنه لتعزيز التهدئة السريعة للتوترات، فإن الصين مستعدة للعب دور بناء في السعي لتحقيق السلام، لكنها لن تتبع أهداف واشنطن. خلال تطور الأزمة الأوكرانية، كان واضحّا جدًا أن الولايات المتحدة كانت تخلق الأزمة وتحوّلها وتستفيد منها. وحتى الآن، لم تتوقف عن إثارة المشاكل، وهو أمر خطير للغاية. كما استفادت من آلة الرأي العام لديها لإدانة الآخرين كي تأخذ المجتمع الدولي رهينة لمصالحه الأنانية.

ورأت الافتتاحية أن واشنطن هي “الطرف المسؤول الخاص” عن الأزمة الأوكرانية، وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بقيادة الولايات المتحدة يحمل بقوة مفتاح حلها. وكما قالت عضو الكونغرس الأميركي السابقة تولسي غابارد في مقابلة، “يمكن لبايدن بسهولة منع الحرب مع روسيا من خلال ضمان عدم انضمام أوكرانيا إلى الناتو”. فما قالته صحيح تمامًا، لكن وسائل الإعلام الأميركية الرئيسية لم تتجاهل هذه الحقيقة بشكل انتقائي فحسب، بل استغلت كذلك معاناة الشعب الأوكراني عن عمد واستهلكتها.

واعتبرت “غلوبال تايمز” أن الحرب ليست لعبة للأطفال وأن الوقت قد حان لوقف حرب الرأي العام التي تقودها واشنطن في ظل الوضع المضطرب، فحرب الرأي العام لا تخدم أي غرض سوى تشجيع المواجهات الجديدة. ونظرًا لوجود عوامل تاريخية وعملية معقدة للغاية في تطور قضية أوكرانيا، فإن أي محاولة لتبسيط هذه الرواية التاريخية غالبًا ما تكون ذات دوافع أنانية أو حتى بدوافع شريرة.

وقالت الصحيفة الصينية إنه من المهم أن نرى أن كلاً من روسيا وأوكرانيا لديهما درجة معينة من النية في التفاوض، وإمكانية التوصل إلى حل سياسي ودبلوماسي لا تزال قائمة. كما أن القوى الناشئة، بما في ذلك الهند والبرازيل والأرجنتين، لم تتبع “الإدانة” الأميركية، بل أعربت عن أصوات عقلانية وعملية. تمثل هذه الأصوات وجهات نظر جزء كبير من المجتمع الدولي، تم تجاهلها ببساطة من قبل وسائل الإعلام الغربية. لا ينبغي أن يحتكر الغرب الحكم على الحرب الروسية الأوكرانية، بل يجب أن يصدر المجتمع الدولي حكمه عليها.

حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة هو نتاج الحرب الباردة، والأزمة الروسية الأوكرانية هي، في جوهرها، جرح أعيد تشكيله في أوروبا من قبل “مجلس نعش الحرب الباردة”. تقف أوروبا عند مفترق طرق الحرب والسلام، وقد جلس ممثلو روسيا وأوكرانيا إلى طاولة المفاوضات. يجب أن يتحلى جميع الأطراف بمزيد من الصبر، وأن يحاولوا جاهدين تهيئة الظروف للمصالحة، بدلاً من تحويل المفاوضات إلى ساحة معركة أخرى لتحقيق مكاسب أنانية. وختمت الصحيفة بالقول إن واشنطن تحديداً يجب أن تتحمل “المسؤولية الخاصة” (في المصالحة) بدلاً من الاستمرار في أن تكون مصدر الفوضى.

نقله إلى العربية بتصرف: هيثم مزاحم عن الميادين نت

Optimized by Optimole